عقد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى ندوة تحت عنوان "ثقافة العمارة للأطفال والشباب"، ونظمتها لجنة العمارة بالمجلس، واحتضنها بيت المعمار المصرى، الواقع بالقرب من قلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة.
شارك فى الندوة الدكتورة دليلة الكردانى، مقررة لجنة العمارة، بجانب عدد من أعضاء اللجنة، ومجموعة من المهندسين الشباب، ومتابعى فعاليات اللجنة، حيث جاءت هذه الفعالية بهدف تسليط الضوء على مجموعة من التجارب الميدانية والمشاركات البحثية المختلفة، غرضها التعريف بأهمية المواقع التراثية، وذلك كما أوضحت عضوة لجنة العمارة الدكتورة هبة صفى الدين، التى أدارت النقاش، وقد شارك فى الندوة كوكبة من الأكاديميين والمهندسين الشباب، حيث استعان المتحدثون بتقديم أفكار تجاربهم البحثية، بواسطة جهاز عرض البيانات، لعرض بعض الصور، وشرح الآليات المستخدمة وتعزيزها بالرسم البيانى التوضيحى، وذلك بهدف تكوين صورة عامة للحضور لما خلصت إليه كل تجربة من هذه التجارب الرائدة.
بداية جاءت المشاركة البحثية للمهندسة مروة الأعصر، والمهندسة مها شعبان، والمهندسة هاتير رزق، وتمحورت مشاركتهم حول تجربة (Enviro Space Community)، التى حملت عنوان: "العمارة للتعليم والتعليم للعمارة (التعليم الأساسى)"، وقدمتها المهندسة مروة الأعصر.
ثم قدمت المهندسة علا سعيد، عرضًا مدعما بالصور والبيانات لتجربتها وعنوانها: "دور بيت يكن فى تشكيل وعى أطفال الدرب الأحمر بالعمارة"، وقد وضح العرض، الحال المتردى الذى كان عليه "بيت يكن"، وهو بيت أثرى يقع بشارع سوق السلاح بمنطقة الدرب الأحمر، ثم قامت بعرض صوره بعدما تمت عملية ترميمه التى شارك فيها أهالى الحى، وما كان لذلك من أثر رائع ساهم بقوة فى رفعة وعى أهالى الحى، وأطفاله على وجه الخصوص.
عقب ذلك جاءت مشاركة المهندسة رضوى رستم، حول تجربة فريق (Hand Over)، التى قام بتقديمها المهندس محمد طنطاوى والمهندسة مريم قناوى، بوصفهما عضوين بالفريق، وقد حملت تجربتهم البحثية عنوان: "البناء التشاركى مع الأطفال من أجل مساحات تعليمية أفضل."، حيث أوضح المهندس محمود طنطاوى أن فريق Hand Over، هو فريق كونته نخبة من المهندسين المعماريين والأخصائيين بمواد البناء والمهندسين المدنيين، وتابع مشيدًا بالتجربة الفنلندية التعليمية، وكذلك التجربة اليابانية مستعينًا بصورة لإحدى المؤسسات اليابانية التعليمية التى تميزت بأنها بلا أى جدران.
وأوضحت المهندسة مريم قناوى، بدورها أن منهجية فريق (Hand Over)، تعتمد بالأساس على ثلاثة عناصر أساسية متتابعة ومكملة لبعضها البعض، ويأتى على رأسها عنصر الإلهام، فهو المرحلة التى بها يتم تعلم كيفية فهم الناس بشكل أفضل، وذلك لا يتأتى إلا بواسطة التأمل فى حياتهم وآمالهم ورغباتهم بشكل ذكى، ثم يأتى بعد ذلك ثانى العناصر، وهو عنصر الفكرة؛ فهنا ستفهم كل ما سمعته؛ فستتولد العديد من الأفكار.
جانب من الندوة
وجاءت مشاركة المهندسة داليا بسيونى، والمهندسة هدير سعيد (جمعية الفكر العمرانى "مجاورة"): وكان عنوانها: "الأثر لنا، وتعليم العمارة والتراث للأطفال."، وقدمتها المهندسة هدير سعد، التى أشارت إلى أن تجربة "الأثر لنا" باختصار تتأسس على فكرة المشاركة، أو بمعنى أصح العملية التشاركية للحفاظ على الآثار وترميمها، بواسطة التعاون بين كل من: الحكومة ومؤسسات المجتمع المدنى والسكان، وتابعت موضحة أن مناطق العمل لهذه التجربة تمثلت فى: منطقة الخليفة، منطقة الإمام الشافعى، منطقة الحطابة.
جانب من الندوة
محاور العمل: ترميم وإعادة تأهيل مواقع التراث من أجل تفع المجتمع، واستخدام التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، كإطار عمل لأنشطة الترميم وإدارة التراث، وتعزيز روح ملكية التراث لدى الأجيال القادمة عن طريق تعليم التراث، وأوضحت أن هذا يتم بواسطة إقامة الأنشطة المتنوعة للأطفال، مثل الجولات والزيارات الميدانية للتعريف بالمواقع التراثية، مما عزز من وعيهم التراثى والثقافى.
جانب من الندوة
عقب ذلك جاءت مشاركة المهندسة رشا عماد الدين (مؤسسة بناء للتنمية المجتمعية)، وكان حديثها حول: "برنامج بناء لتنمية مهارات الأطفال من خلال تطوير البيئة التعليمية."، التى أشارت إلى أن مؤسسة بناء للتنمية المجتمعية، تأسست وأطلقت لأول مرة منذ قرابة أربعة أعوام، وتحديدًا فى شهر سبتمبر من عام 2015، وهى منظمة غير هادفة للربح؛ حيث تهدف المؤسسة إلى بناء قدرات الشباب، وتطوير مشاريع تشاركية مستدامة فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، كما أوضحت المهندسة رشا عماد الدين فى مختتم كلمتها أن مؤسسة بناء تعمل فى مجالات مختلفة عدة، مثل: مجال المياه والصرف الصحى، مجال العمارة البيئية المستدامة، مجال الزراعة المستدامة، مجال الارتقاء بالبيئة التعليمية، مجال إعادة تدوير المخلفات.
جانب من الندوة
وتناولت الدكتورة دعاء شحاتة، ما تمحورت مشاركتها حوله، وعنوانها: "دور التعليم المعمارى فى زيادة وعى الأطفال بالأماكن التراثية."، وروت الدكتورة دعاء شحاتة ما دار بينها وبين طلابها من نقاشات كانت مثمرة بدرجة كبيرة، حيث كان نتاج ذلك استقبالها لحوالى 20 مشاركة بحثية متنوعة الأفكار، جاءت بهدف ربط طالب العمارة بالمجتمع والبيئة المحيطة به، وأوضحت أنها لولا حيلولة محدودية الوقت، لقامت بعرض الأبحاث كافة؛ لأن أغلبهم قدم أفكار مبتكرة ومفيدة، وهو ما يشير إلى تميز الطالب المصرى ويؤكد تميز عقليته ومعدنه، ثم قامت بعرض سبعة نماذج من هذه الأبحاث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة