"أدركت أخيراً، فى وسط الشتاء، أن فى قلبى دوماً صيفاً لا يزول" هكذا قال الأديب الفرنسى الشهير ألبير كامى فى إحدى رواياته، والغريب أن معظم روايات ألبير كامو ونصوصه السردية ذات مناخ صيفى، متوسطى.
ومع ارتفاع دراجات الحرارة على كل أنحاء البلاد، ودخول فصل الصيف فى ذروته مبكرا، نتناول بعض الروايات والكتب التى اختارت فصلا مسرحيا لأحداثها الروائية، وكان منها:
رواية حلم ليلة صيف
هى إحدى روايات الأديب البريطانى الأشهر ويليام شكسبير، رائد المسرح الإنجليزى، وهى رواية اعتمد فيها المؤلف على وجود الجن وتلاعبه بقلوب البشر، وقد اختار يومًا صيفيًا حارًا ليصف فيه أحداث الرواية.
تدور أحداث الرواية فى أثينا القديمة، حيث القوانين الظالمة التى كانت تسن وقتها، ومنها: أنه يحق للأب أن يتقدم بطلب بإعدام ابنته؛ إذا رفضت الزواج بشخص من اختيار أبيها، لكنه لم يكن يفعل بصورة كبيرة؛ نظرا لظلمه ولا معقوليته.
الغريب
تدور أحداث الرواية حول البطل الجزائرى الفرنسى الذى يستيقظ فى أحد الأيام على خبر وفاة أمه فى ملجأ العجزة، ولا يشعر بشىء سوى أنه يجب عليه أن يقوم بالمطلوب ليدفن أمه ويوارى جسدها التراب.
وفى مقدمة "الغريب" وبطلها الذى يدعى ميرسو، لا يرتكب جريمته المجانية إلا تحت أشعة الشمس اللاذعة حتى يمكن وصفها بالجريمة الصيفية.
البنات والصيف
إحسان عبد القدوس يدخل عالم البنات والصيف، ينسج من حكاياتهم رواية شخصياتها مايسة وديدى وناهد، ومدحت وسامى وماجد، والصيف زمانهم والشاطئ مكانهم، ومشاهد تتوالى، وأحداث تتشابك وعواطف تلتهب، والبقية تأتى، من خلال سطور وكلمات ومشاهد إحسان عبد القدوس، المترعة بالخيال، والمتحركة ضمن الواقع الذى يتآلف القارئ معه، فيمضى مع القضية ليشاهدها ويحس بها وكأنه أحد شخصياتها.
الصيف
الصيف
فى كتاب "الصيف" يجول كامو فى قصصه هذه أو نصوصه الغنائية الطابع، المتوسط الجزائرى انطلاقاً من الجزائر المدينة ووهران لينتهى فى اليونان مستعيداً بعضاً من معالم الأساطير الإغريقية ولا سيما بروميثيوس.
العاشرة والنصف ليلًا فى الصيف
للكاتبة الفرنسية مارجريت دوراس. تجرى وقائع الرواية فى إسبانيا، وبطلاها ماريا وبيار هما فى طريقهما إلى برشلونة لقضاء عطلة الصيف. فى الساعة العاشرة والنصف من مساء إحدى الليالى الصيفية تقبض ماريا على حبيبها بيار فى أحضان امرأة أخرى.
"فى الصيف والخريف فقط"
تتخذ رواية "فى الصيف والخريف فقط" لكاتبها الأكاديمى المغربى محمود عبد الغنى، من "فضاءات" طنجة مسرحا لها، والفضاءات هنا ليست محض أجواء وأصداء وغلافا واسعا وخارجيا، بل تتعلق ببيوت وشوارع ومقاه ومطاعم وحانات، كما تتصل بأبطالها وليام بوروز، محمد شكرى، بول بولز، محمد المرابط وتنيسى وليامز، صمويل بيكيت، جان جينيه وآخرين. أما المسرح الزمنى فيمتد وإن بغير وضوح فى الرواية بين عامى 1953 تاريخ وصول بوروغ إلى طنجة بالباخرة قادما من ايطاليا، وتاريخ 1973 الذى اجتمع فيه وليامز ببقية الأصدقاء المغاربة والغربيين. والرواية بذلك هى رواية مكان بقدر ما هى رواية أشخاص حقيقيين، رحل غالبيتهم وبقى بينهم المرابط شاهدا، لكن حضوره فى الرواية جانبى وثانوى رغم تميز شخصيته، فهو مؤلف كتاب حكايات، وراو للحكايات، يجيد ثلاث لغات شفويا وسماعا، وفى الوقت نفسه لا يقرأ ولا يكتب.
صيف بارد جدا
تدور رواية صيف بارد جدا حول أم وابنها يبحثان عن ورق حائط لمنزلهما بسعر رخيص، صورة قد تراها فى أى مكان فى العالم، فما هو الجديد؟، الرواية تصور حياة أسرة نرويجية، أم وابنها، فيها من ألوان السرور وصنوف الشقاء ما تمر به أى أسرة أينما كانت، وإن اختلفت المقادير، غير أن الجديد فى هذه الرواية أن الراوى ليس إلا طفلاً صغيراً، وهو يرى العالم بصورته الخاصة، بعينى طفل وعقل المحلل، ويدرك أكثر مما تظن أمه أنه يدرك، سيأسرك هذا الراوى الصغير بعينين يقظتين وحساسية مرهفة وتحليل منطقى أكثر مما تتوقع.
فى الصيف
من العظيم أن يجد المرء وقتًا تزهو فيه روحه، وتروق له أفكاره وذكرياته، يجلس فيه مع نفسه ولنفسه، يحادثها مصارحًا ومُعاتبًا لها عما شغلت عنه وانطوت الأحداث عليه من شئون الحياة وصراعاتها المتلاحقة، فلم يجد اهتمامًا منها، تلك اللحظات تجيش فى النفس أشتاتًا من المشاعر، تبعث فيها الأمل تارة، واليأس والكآبة تارة أخرى.
وعميد الأدب العربى "طه حسين" وجد نفسه فى فضاء فصل الصيف الرحب جليس خواطر عدة صحبته أثناء سفره إلى "فرنسا"، حيث اجتمع له صفاء السماء، وعليل الهواء، وغريب الحياة وجديدها، فجاد بخواطره التى أحبَّ بعضها، وكره بعضها الآخر، غير أنها تفيض بدفء المشاعر، ورهافة الحِس، وعظيم الفائدة.
الصيف الجميل
رواية "الصيف الجميل" للروائى الإيطالى الكبير تشيزَرِه باڨيزِه، هى الأولى من ثلاثية روائية تحمل العنوان نفسه "ثلاثية الصيف الجميل" والتى تتكون من رواية "الصيف الجميل" 1940، و"الشيطان على التلال" 1948، و"بين نساء وحيدات" 1949.
تحكى رواية "الصيف الجميل" قصة جينيا، وهى فتاة ساذجة تعمل فى محل خياطة، تجتاز ذات صيف فترة المراهقة وتدخل فى مرحلة الشباب وصخبه وعوالمه المليئة بالمغامرات والأسرار. تتعرف على أميليا، أكبر منها سناً، وأوسع خبرة فى العلاقات الاجتماعية، تعمل كـ"موديل" للرسامين.
أمطار صيفية
رواية الروائى أحمد القرملاوى الحاصلة على جائزة الشيخ زايد فرع الكاتب الشاب، وتدور أحداث الرواية فى عالم خاص، تعبقه ألحان أوتار مشدودة، تتصاعد نغماته إلى السماء تطرب وتشجى كأنها تبتهل إلى الله أن يستمع أنينها وشكواها، وتتضرع أن تخلص من هذا العالم بزيفه وصراعاته، إشكالاته ونفاقه، وتطرح مناجاة خاصة للمسرات والأحزان.
الأبطال كل منهم يسعى للاستحواذ على شىء مادى عدا يوسف والصيف فقط هما من يسعيان للحصول على شىء معنوى، بمعنى أن زياد يسعى للحصول على المال، رحمة تسعى للحصول على يوسف، زينة تسعى للحصول على الوكالة لتنفيذ مشروعها وعلى يوسف أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة