تصريح هنا وآخر هناك، الولايات تعلن التصعيد وتهدد إيران بأنها ستكون نهايتها حال أقدمت على فعل خطير، ثم تهدد إيران بغلق مضيق هرمز، ثم يخرج مسئوليون إيرانيون ليعلنوا أنه لن يكون هناك حرب، بعدها يخرج الحرس الثورى الإيرانى ويعلن أنه قادر على تدمير واشنطن ، ومؤخرا يخرج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ليقول إن الإيرانيين سيتصلون بنا عندما سيكونون مستعدين، وحتى ذلك الحين فإن اقتصادهم سيستمر فى الانهيار، وأنه لا صحة لوجود مفاوضات بين واشنطن وطهران.
فى هذا السياق، قال خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، أن هناك الكثير من العوائق التى تجعل النظام الإيرانى يتحاشى التصعيد المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية، منها العامل الاقتصادى حيث تعيش إيران أزمات اقتصادية متصاعدة يجعلها غير قادرة على الإقدام على مواجهة مباشرة ستكبد الإيرانيون الكثير من الخسائر.
وأضاف المحلل السياسى السعودى، أن الإيرانيين يدركون أنهم هم الخاسر الأكبر وهى قناعة موجود لدى الإيرانيين منذ الحرب العراقية الإيرانية التى كبدت النظام الكثير من الخسائر بلغت 350 مليار دولار ، وهناك عامل آخر فى غاية الأهمية وهو العامل الشعبى الذى يعد ركن رئيسى فى حسابات النظام الإيرانى في حالة التصعيد الأمريكية تجاه إيران ، فالشارع الإيرانى يعيش احتجاجات مستمرة تندد بالوضع المعيشى وسياسات النظام ولذلك فإن النظام الإيرانى يفتقد للقدرة على ضمان الالتفاف الشعبى بجانبه.
وبشأن تصعيد التصريحات بين واشنطن وطهران، قال بشير عبد الفتاح، الخبير فى الشؤون الدولية، إن حرب التصريحات الإعلامية المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ستنتهى إلى لا شىء، وهو ما يؤكده حديث الطرفين الدائم عن استبعادهما لخيار الحرب، وعدم رغبتهما فيه، أو أن المنطقة لا تحتمل حربا جديدة.
وأضاف الخبير فى الشؤون الدولية، أن الوضع الحالى لن يقود إلى أية مواجهات، وأن الهدف يتمثل فى ممارسة مزيد من الضغوط على إيران، حتى تستجيب لاتفاق نووى جديد، وهو ما ترفضه طهران حتى الآن، لكنها تعرف فى الوقت نفسه أن وضعها متدهور للغاية.
وفى نفس الإطار، أوضح جمال الحربى، الإعلامى الخليجى أن النظام الإيرانى يدرك أنه لن يستطيع أن يدخل فى حرب مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتصريحات مسئولييه التى تزعم بأنها ستركع العالم ليست إلا تصريحات إعلامية فقط.
وأضاف الإعلامى الخليجى أن النظام الإيرانى يعتقد أنه قادر على تركيع العالم من خلال أعماله الإرهابية التى ينفذها مباشرة أو عبر أذرعه فى اليمن ولبنان على وجه الخصوص لكن ما يحدث هو العكس تماما فقد بات العالم موحداً تجاه هذا النظام البوليسى المتخلف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة