نواصل فى اليوم الرابع عشر من شهر رمضان المعظم سلسلة آية و5 تفسيرات ونتوقف عند الآية رقم 36 من سورة الحجر وفيها "قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ".
تفسير الطبرى
يقول تعالى ذكره: قال إبليس: ربّ فإذا أخرجتنى من السموات ولعنتنى فأخِّرنى إلى يوم تبعث خلقك من قبورهم فتحشرهم لموقف القيامة .
تفسير ابن كثير
وعن سعيد بن جبير أنه قال: لما لعن الله إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة ورن رنة فكل رنة فى الدنيا إلى يوم القيامة منها.
رواه ابن أبى حاتم وأنه لما تحقق الغضب الذى لا مرد له سأل من تمام حسده لآدم وذريته النظِرة إلى يوم القيامة وهو يوم البعث.
تفسير البغوى
(قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون ) أراد الخبيث أن لا يموت .
تفسير السعدي
{ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِى } أي: أمهلنى { إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } وليس إجابة الله لدعائه كرامة فى حقه وإنما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد ليتبين الصادق الذى يطيع مولاه دون عدوه ممن ليس كذلك، ولذلك حذرنا منه غاية التحذير، وشرح لنا ما يريده منا.
تفسير الشيخ الشعراوى
يقول إبليس لرب العزة: { فَأَنظِرْنِيۤ.. } [ص: 79] أي: أخِّر أجلي، إذن: فهو يعلم أن لكلٍّ أجلاً محدداً لا يتجاوزه، وقوْل إبليس لربه: { فَأَنظِرْنِيۤ.. } [ص: 79] يفضح قوله لآدم لما أراد أنْ يُغويه بالأكل من الشجرة { هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } [طه: 120] فلو كانت شجرة الخلد حقاً، فلماذا تطلب من ربك أنْ يُؤخِّر أجلك؟ ودلَّ ذلك أيضاً على غفلة آدم، فلو تنبَّه إلى هذه المسألة ما أكل من الشجرة.
ونفهم أيضاً من ذلك أن إبليس نفسه (المعلم الكبير) هو الذى تولَّى غواية آدم، ولم يترك هذه المهمة لواحد من ذريته، لماذا؟ قالوا: لأن آدم أصبح فى صَفِّ الملائكة، فلا يناسبه شيطان صغير من الذرية، إنما الكبير إبليس.
ثم يجيب الحق - سبحانه وتعالى - إبليسَ فيما طلب، فيقول له: { فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } [ص: 80] المؤخِّرين { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } [ص: 81] أي: إلى يوم القيامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة