منذ أن جاءت الحملة الصليبية الأولى والقتال مستمر بين الشرق والغرب، يهدأ لحظات لكنه لا يتجدد ولا يموت، وقبل أن يحقق صلاح الدين الأيوبي نصرا كبيرا فى موقعة حطين 1187 ميلادية على القوات الصليبية كانت هناك معارك أخرى كثيرة منها موقعة الرملة الثانية.
تأتي موقعة الرملة الثانية بعد ثمانية أشهر فقط من موقعة الرملة الأولى، التى وقعت فى 7 سبتمر من عام 1101 بين الصليببين والفاطميين، وتقع الرملة بين بيت المقدس وعسقلان، وانتهت بهزيمة الفاطميين.
وموقعة الرملة الثانية جاءت كما ذكرنا بعد 8 أشهر فقط، وبالتحديد فى 17 مايو 1102، ويقول كتاب قصة الحروب الصليبية لـ راغب السرجاني الذي يذهب إلى أن جيش الفاطميين كان بقيادة شرف المعالي وهو ابن الوزير الأفضل بن بدر الجمالي " حشد بلدوين (ملك بيت المقدس) بضعة آلاف من جنوده في منطقة يافا، وخرج في مهمة استطلاعية بين يافا والرملة، ولم يكن معه سوى مائتين من الفرسان، وباغته العبيديون (الفاطميون) هناك، حيث اضطربت صفوفه، واضطر إلى قتال مفاجئ، وقتل من رجاله عدد كبير وفر الباقون، فمنهم من فر إلى يافا، ومنهم من فر إلى الرملة، وكان بلدوين ممن فر إلى الرملة، وكان هذا في 17 من مايو 1102 ميلادية".
ويتابع الكتاب "حاصر العبيديون الرملة ليفتكوا ببلدوين الأول غير أنه هرب منها ليلا متجها إلى يافا، وسقطت الرملة في أيدي العبيديين، وأرسلوا فرقة سريعة لحصار يافا، فغير بلدوين الأول من مساره وذهب إلى أرسوف في شمال يافا، وجمع من كان بها من الصليبيين وأخذهم عن طريق البحر إلى يافا لنجدة الجيش الصليبي، واستعان بأسطول إنجليزي مكون من مائتي سفينة كان يحمل كثيرا من الجنود والحجاج، ودخل بلدوين الأول فعلا إلى يافا من الميناء البحري على الرغم من وجود السفن العبيدية، وأخذ في تنظيم جيوشة فى داخل المدينة، ثم فى 27 من مايو 1102 خرج بلدوين الأول على رأس جيوشه لمقابلة العبيدي خارج أسوار يافا، وللأسف فإنه خلال بضع ساعات هزم الجيش العبيدي هزيمة ساحقة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة