فى 16 مايو من عام 1717 دخل الكاتب الفرنسي فولتير سجن الباستيل للمرة الأولى فى حياته وكان شابا صغيرا فى الثالثة والعشرين من عمره.. فكيف حدث ذلك؟
ولد فولتير في سنة 21 نوفمبر 1694 باسم فرانسوا ماري أرويه، وقد عرفت كتاباته قبل أن يعرف الناس اسمه، ففى هذا السن المبكر انتشرت كتابات تسخر من "فيليب الثانى" الوصى على العرش الفرنسي، أيام لويس الخامس عشر، لكن الأمر تم كشفه وتقول الحكايات: إن فولتير كان ذات يوم فى أحد الحدائق العامة والتقى بالوصي الذي قال له: "سيد أرويه، أراهن على أننى أستطيع أن أريك شيئا لم تره من قبل، فقال فولتير: "ماهو؟" أجاب الوصى بسرعة: "سجن الباستيل من الداخل".
وحسب موسوعة من عيون الكتب فى تراجم شرقية و غربية لـ نعمات أمد فؤاد فإن الكاتب الفرنسى دخل سجن الباستيل ولم يخرج إلا بعد عام فى 1718 ، وفى سجن الباستيل، اتخذ اسم "فولتير"، وكتب عددا من أعماله المميزة منها، ملحمته "هنرياديه: التى تروى فى الظاهر، قصة حصار "هنرى الثالث" لباريس عام 1589م، لكنها بين سطورها تنتقد السلطة الدينية فى عصره، وكان لا يسمح له بورق كتابة داخل السجن. فكان يكتب بين سطور أحد الكتب المطبوعة، كما كتب مسرحية أوديب ،وأفرج عن فولتير فى أبريل 1718م، عندما قرر الوصى على العرش أن سنة كاملة فى سجن الباستيل تعتبر ثمنا عادلا لكتابة أغنية ساخرة.
وبعد خروجه حافظ فولتير على خفة دمه، حتى انه التقى الوصى الذي سجنه، فقال له "أشكرك لأنك تعهدت بإطعامى خلال سجنى لكن أرجوك لا تنشغل بسكني الآن"، وكان المعروف أنه الخارج من السجن ينفي بعضا من الوقت بعد خروجه من السجن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة