دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الرئيس دونالد ترامب إلى كبح جماح صقوره وضرورة أن يلجأ إلى الدبلوماسية في النزاع مع إيران، محذرة من أن ترامب يواجه الآن خطر الاضطرار إلى الاختيار بين أمرين ، إما استخدام القوة وما يحمله ذلك من نتائج عكسية والآخر السماح لطهران بعبور الخطوط الحمراء.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح وزير الدفاع البريطاني جيريمي هانت - تعليقا على التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران والذي قال فيه إن هناك "خطرا بنشوب نزاع بالخطأ نتيجة تصعيد غير مقصود من أي من الطرفين" - إن هناك احتمالا أيضا أن تعاود إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية ، ولفتت الصحيفة إلى أن ما لم يذكره الوزير هو أن هذين الخطرين هما نتيجة مباشرة لسياسة إدارة ترامب بتصعيد الضغط على النظام الإيراني في الشهور الأخيرة ، وهي سياسة لا يوجد هدف مُحدد لها ، وبالتالي ليس لها مردود إيجابي يمكن استشعاره.
وأضافت الصحيفة أن ترامب وكبار مساعديه يؤكدون أنهم لا يسعون إلى حرب مع إيران ، لكن كل الإجراءات التي تبنتها واشنطن الشهر الماضي - ومن ضمنها محاولة حظر صادرات النفط الإيرانية - تشير وتدفع الجميع صوب الحرب ، مضيفة أن إيران التي تواجه أزمة اقتصادية ردت، كما هو متوقع، بالتهديد باستئناف التخصيب عالي المستوى لليورانيوم ، وهو أخطر نشاط كانت قد توقفت عنه بموجب الاتفاق النووي.
وتابعت الصحيفة " وفقا لمسؤولين أمريكيين ربما كانت طهران تعد الآن لتوجيه ضربات ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط أو ضد السفن التجارية والعسكرية في الخليج والهجمات على أربع ناقلات نفط في الخليج يوم الأحد لم تُحمل حتى الآن إيران مسؤوليتها".
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد قال أمس /الثلاثاء/ إن هذا الأمر ما زال رهن التحقيق ، وأوضحت الصحيفة أنه إذا ثبتت مسؤولية إيران عنه فستكون إدارة ترامب تحت ضغط لتوصيل تهديدات لطهران بأن "شيئا سيئا قد يحدث لها إذا ما حدث شيء".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) قد نشرت قوات إضافية في المنطقة ، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن خططا عسكرية وضعت لإرسال عشرات الآلاف من الجنود إلى الشرق الأوسط تحسبا لحرب مع إيران ، وهو ما نفاه الرئيس ترامب .
وقالت واشنطن بوست إن اللجوء إلى القوة لن يمنع إيران على الأرجح من استئناف برنامجها النووي ، ولن يحدث تغيير في نظامها ما لم يكن غزوا عسكريا واسع النطاق وهذا لن يلقى صدى إيجابيا لدى الأمريكيين .
كما أشارت الصحيفة إلى أن ترامب يقول إنه مهتم بالتفاوض مع النظام الإيراني ، لكن لا يبدو واضحا أن مساعديه يتفقون معه ، فقد وضعوا مجموعة من المطالب وهم يعلمون أن طهران لن تقبل بها ، وقد اعترف وزير الخارجية مايك بومبيو أن الاستراتيجية الأمريكية لن تدفع القادة الإيرانيين إلى تقديم تنازلات لكنه قال "ما يمكن أن يتغير هو أن يغير الناس الحكومة" ، وهو ما انتظرته الولايات المتحدة في طهران لعقود دون جدوى.
واختتمت واشنطن بوست قائلة " إن الطريقة الوحيدة المُتاحة أمامه للخروج من هذا المأزق هي العودة إلى الدبلوماسية بالتنسيق مع حلفائه الأوروبيين " مشددة على أنه بات على الرئيس الأمريكي أن يكبح جماح مساعديه من الصقور وأن يفعل هذا قبل أن يصبح الوقت متأخرا للغاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة