دور الفرد فى التاريخ
أعاد بناء الجيش المصرى بالسلاح وبالثقة
كيف تخلص السادات من رجال عبد الناصر
لم تكن تلك التحديات المادية هى التى يواجهها الرئيس السادات وفقط، بل أن مهمة تولى أمور البلاد عقب جمال عبد الناصر بالكاريزما القوية التى عُرف بها هو أمر صعب للغاية، حتى أن محمد ثعلب نائب وزير الداخلية حينئذ قال فى تصريحات تليفزيونية، إن عددًا من المسؤولين فى قصر الرئاسة كانوا ينظرون إليه باستخفاف، ويحكى «ثعلب» أن أحدًا فى الرئاسة وقتها تحدث إلى وزارة الداخلية بأن الرئيس محمد أنور السادات سيزور القناطر الخيرية، وطالبهم بتجهيز الترتيبات التى كانت تتم للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لزيارة السادات، فقال وقتها مسؤول بوزارة الداخلية عن السادات: «الراجل دا اتجنن ولا إيه، عاوز نفس اللى بيتعمل لعبد الناصر». الموالون لعبد الناصر كانوا لا يزالون يمسكون بمقاليد السلطة داخل الوزارات، واتخذ السادات فى مايو 1971 قرارًا حاسمًا بالقضاء على مراكز القوى فى مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفى نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر.
ثورة التصحيح
السادات يعطى قرار الحرب إلى الفريق أول أحمد إسماعيل
السادات يقود مصر إلى أول انتصار عسكرى على إسرائيل
السادات يرسم معالم جديدة لنهضة مصر بالانفتاح الاقتصادى
وقد كان فوزه فى الحرب مدخلًا لرسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب بانفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادى، بتغيير التوجه المالى للدولة من الاشتراكية إلى الرأسمالية والاقتصاد الحر، بعد أن أدرك فشل تجربة جمال عبد الناصر، وارتبطت تلك الفترة فى مصر بنمو رؤوس الأموال الصغيرة التى كانت موجودة فى ظل النظام الاشتراكى وتحولها لرؤوس أموال كبيرة وظهور طبقة ثرية فى مصر كانت قد اختفت فيما بعد الثورة عام 1952، حتى أنه فى عام 1975، نشرت جريدة روز اليوسف تحقيقًا صحفيًا قالت فيه إن مصر أصبح بها ما يزيد عن 500 مليونير بعد سياسة الانفتاح الاقتصادى.السادات يفتح الباب لمزيد من الحريات للصحافة ويسمح للصحف القومية بانتقاده
لم تكن ردود الأفعال على سياسة الانفتاح الاقتصادى كلها فى اتجاه واحد، ولكن كان لها العديد من المعارضين، حتى أن أحمد بهاء الدين رئيس تحرير جريدة الأهرام آنذاك، اعترض على سياسة الانفتاح الاقتصادى بمقاله فى صدر الصفحة الأولى بالجريدة القومية الأولى منتقدًا تلك السياسات واصفًا إياها بـ«انفتاح السداح مداح».السادات يفتح مسارًا جديدًا فى العلاقات المصرية الخارجية ويتجه نحو أمريكا
لم ينظر السادات إلى الانفتاح الاقتصادى من زاوية اقتصادية وفقط، بل اقترنت تلك الفترة سياسيًا بالاتجاه إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية كشريك رئيسى لمصر، وفى مقابله إضعاف العلاقات مع الاتحاد السوفيتى والقوى الاشتراكية الأخرى، واقترنت تلك المرحلة أيضًا بقراره الذى اتخذه بعام 1976 بعودة الحياة الحزبية، حيث ظهرت المنابر السياسية، ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسى وهو الحزب الوطنى الديمقراطى كأول حزب بعد ثورة يوليو وهو الحزب الذى أسسه وترأسه، ثم ظهرت بعده أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوى التقدمى وغيرها من الأحزاب.السادات وسياسة التقشف.. محاولة لإعادة ضبط منظومة الدعم بشكل سليم
وحاول الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى ذلك الوقت أن يضبط الأمور بمزيد من الإجراءات الاقتصادية المُنظمة للدعم، حيث كان للدكتور عبد المنعم القيسونى، نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية آنذاك خطاب أمام مجلس الشعب فى 17 يناير 1977 بخصوص مشروع الميزانية لذلك العام، أعلن فيه إجراءات تقشفية لتخفيض العجز، وربط ذلك بضرورة الاتفاق مع صندوق النقد الدولى والبنك الدولى لتدبير الموارد المالية الإضافية اللازمة، وهو ما تسبب فى انتفاضة الخبز بمجموعة من المظاهرات وأعمال الشغب الشعبية ضد الغلاء، فى يناير 1977 بعدة مدن مصرية رفضًا لمشروع ميزانية يرفع أسعار عدد من المواد الأساسية، حتى استجابت الحكومة وتراجعت عن زيادة الأسعار الذى كان ضمن منظومة جديدة لإعادة توزيع الدعم بشكل منضبط.الخطوة الأكثر جرأة فى مسيرة السادات
لينتقل بعدها الرئيس السادات إلى الخطوة الأكثر جرأة فى مسيرته، وتحديدًا فى نوفمبر 1977، حينما أعلن فى البرلمان قراره الذى سبب ضجة بالعالم العربى بزيارته للقدس ليدفع بعجلة السلام بين مصر وإسرائيل، وبالفعل قام فى عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعى لكل دولة، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر التى كانت عبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين، الأولى إطار لاتفاقية سلام منفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادئ للسلام العربى الشامل فى الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.«كامب ديفيد».. أبعاد مختلفة فى رؤية السادات
بل وقرر السادات إسكات أصوات المعارضين قبل لقائه ببيجن لإتمام الاتفاقية، فقد أمر فى سبتمبر 81 بإلقاء القبض على 1536 من أبرز الشخصيات فى البلاد، من بينهم محمد حسنين هيكل، وفؤاد سراج الدين، ورؤساء حكومات وزراء سابقين.السادات يبدأ فى دعم القضية الفلسطينية وإقامة دولة عاصمتها القدس
وكان للسادات موقف قوى أيضًا فى القضية الفلسطينية، بل ويعتبره البعض أهم رئيس عربى ينصر القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى ودعم استقلاله وإقامة دولته وعاصمته القدس، وذلك لأول مرة فى حضور مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلى، وأفرايم كاتزير رئيس الدولة، فى كلمته أمام الكنيست الإسرائيلى، ونصح فيها الدولة الإسرائيلية فى كلمة موجزة قائلًا: «إذا كنتم وجدتم المبرر القانونى والأخلاقى لإقامة وطن على أرض لم تكن كلها ملك لكم فمن الأولى بكم أن تتفهموا إصرار شعب فلسطين على إقامة دولتهم من جديد، وهنا طالب بعض الغلاة والمتطرفين من إسرائيل أن يتخلى شعب فلسطين عن هدفهم الأسمى فإن معنى ذلك فى الواقع وحقيقة الأمر تخلى لهم عن هويتهم وعن كل أمل لهم فى المستقبل».الدراما فى المشهد الأخير.. السادات قُتل باليد التى أعطاها الحرية
الدراما فى حياة السادات لم تنته إلا يوم احتفاله بذكرى حرب أكتوبر، يوم اغتياله الذى شهد هو الآخر دراما من نوع مختلف، عندما قامت الجماعة الإسلامية باغتياله على يد خالد الإسلامبولى وشقيقه محمد أثناء العرض العسكرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة