الأجواء كانت هادئة فى ذلك الوقت من بداية نهار "اليوم السابع" من شهر رمضان، الجميع يسعى جاهدًا لالتقاط انفاسه التى ستعينه على مشقة اليوم على أمل أن يؤجر فى نهايته، ومجاهدًا نفسه وساعيًا نحو فعلًا يتقرب به إلى الله، ولكن كانت الأمور بين "أ.ع" الشاب الذى لم يتجاوز العقد الرابع من عمره، وبين والدته "م.ف" صاحبة الـ65 عامًا على غير ما يرام، فقد كانت الخلافات على أشدها بينهما قبل ذلك اليوم بأيام، ولكنها وصلت ذروتها فى ذلك اليوم.
جثمان المجنى عليها
داخل شارع "الفادى" بمنطقة فيصل، وفى وضح النهار قرر "أ.ع" أن ينهى تلك الخلافات، التى اشتعلت بينه وبين والدته، بسبب رفض الأم لسلوكياته واعتياده تعاطى المواد المخدرة، بل وأكثر من ذلك سرقتها وبيعه متعلقات المنزل من أجل شراء المخدرات، وشجاره الدائم مع زوجته، الذى دفعها فى نهاية المطاف لترك المنزل ورغبتها فى الإنفصال عنه.
انقض "أ" على والدته فى الشارع بـ"سكين" وسدد لها 10 طعنات نافذة 7 منهم فى الظهر، و3 فى الصدر، وتركها غارقًة فى دمائها، وابتعد عن جثمانها خطوات قليلةً، وجلس على إحدى الـ"مصاطب" فى انتظار مصيره، إلى أن اجتمع أهالى المنطقة وأوسعوه ضربًا وقيدوه بالحبال، حتى ألقى رجال الأمن القبض عليه.
الشارع الذى شهد الجريمة
انتقل "اليوم السابع" إلى الشارع الذى شهد الجريمة، ليرصد روايات الأهالى الذين شهدوا الواقعة، وعاشوا تفاصيل أبشع جريمة حدثت فى شهر الصيام، تجرد فيها الأبن من مشاعره الإنسانية، وانقض على والدته الضعيفة مسددا لها طعنات نافذة أودت بحياتها.
"المشهد كان صعبًا للغاية، اعتقدنا فى البداية أن مشاجرة نشبت بين أحد سكان المنطقة، فهرولنا لمعرفة ماحدث، وفوجئنا بجثة سيدة ملقاة على الأرض وغارقةً فى دمائها"، يقول "محمود فهمى" 21 عامًا عامل وأحد سكان المنطقة التى شهدت الجريمة، حاولنا السطيرة على الشاب بعدما فوجئنا بـ"سكين" فى يده، وتجمع حوله عدد من الشباب، وفى يدهم "عصى" و"شوم" وأوسعوه ضربًا وبعدما تمكنا منه، اتصلنا بالشرطة التى ألقت القبض عليه.
موقع الجريمة
فيما يقول "سيد البندارى" 49 عامًا ويعمل بجراج سيارات، السيدة وابنها ليسوا من المنطقة التى شهدت الجريمة، فهم يقطنون فى منطقة مجاورة، وأنه يعرفهم منذ فترة طويلة، مؤكدًا أن الشاب المتهم لم يكن سلوكه طيب، وكان دائم التشاجر مع والدته، بسبب تعاطيه المواد المخدرة، ورفضها اقراضه المال اللازم ليصرفه على المخدرات، وانه اعتاد سرقتها وسرقة متعلقات المنزل لبيعها لينفقها على مزاجه.
ويتابع "البندارى"، المتهم وفقًا لم حدث فى الشارع كان قد بيت النية للتخلص من السيدة "م"، لانه وفق ما أظهرته الكاميرات، ظل يتتبعها وكان يخفى السكين فى طيات ملابسه، فإذا كانت الجريمة لحظة غضب، فمن أين أتى بالسكين، هو قرر التخلص من والدته بسبب انتقادها المستمر له، وتعنيفها له على تعاطيه المخدرات، ورغبتها فى الإصلاح بينه وبين زوجته التى اهملها ولم ينفق عليها، ما دفعها لمغادرة المنزل.
موقع مقتل المجنى عليها
فيما يقول "محمد.ر" صاحب مركز صيانة، أن الجريمة وقعت فى غضون الساعة 10 صباحًا، وانه استيقظ من النوم على صوت صراخ، فخرج من منزله مهرولًا لمعرفة ما حدث، فوجد الأمن غارقةً فى دمائها، وبجورها المتهم وفى يده الـ"سكين"، التى ارتكب بها جريمته، وحينما تجمع الأهالى، حاول المتهم الأفلات منهم والهرب، إلا أن أحد الشباب ضربه على يده التى يحمل بها السكين فسقط على الأرض، وتم السيطرة عليه.
ويتابع "محمد"، أبلغنا رجال الشرطة الذين ألقوا القبض على المتهم، وبعد نقل جثمان الضحية عن طريق سيارات الإسعاف إلى المشرحة، قمنا بتغطية الدماء التى تجمعت على الأرض مكان سقوطها بالرمال، حتى لا يسير عليها أحد، رحمها الله ماتت فى أيام مفترجة.
من جانبها تواصل النيابة العامة بالجيزة تحقيقاتها حول الواقعة، للوقوف على ظروفها وملابساتها، حيث تنتظر تقرير الطب الشرعى الخاص بتشريح جثمان المجنى عليها، وطلبت تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة؛ للوقوف على ظروفها وملابساتها، ومن المقرر أن يمثل المتهم أمام قاضى المعارضات غدًا لنظر أمر تجديد حبسه على ذمة التحقيقات فى القضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة