فى ظلام الليل الدامس اكتشفت الشرطة الأمريكية، أمرا مزعجا وهى جثة فتاة عارية تطفو على سطح النهر الأخضر بولاية واشنطن، أثبت الطب الشرعى بعد ذلك أنها "ماتت مخنوقة" وكان عمرها 16 سنة وتعمل فتاة ليل.
ظنت الشرطة الأمريكية أن الحادث حالة فردية، وبعد مرور 3 أشهرعام 1982 استيقظوا على بلاغ آخر، بوجود جثة مقتولة فى النهر الأخضر لفتاة أخرى تسمى "ديبرا بونير"، وتعمل فتاة ليل وتم خنقها بنفس طريقة الضحية الأولى.
وأيقنت الشرطة الأمريكية أن الجانى واحد وثبت من التحريات، أن الضحيتين كانتا تتردان على شارع اسمه "سيتاك"، معروف عنه بتجمع فتيات الليل وراغبى المتعة وبالتالى فربما يكون الجانى من الزبائن المترددين على ذلك الشارع .
وفى أحد الأيام خرج "روبرت" مواطن أمريكى فى رحلة صيد الى النهر الأخضر، ظن أنه سيعود منها بأسماك الى منزله ولكن أثناء ما كان ينظر إلى المياه، وجد جثة لسيدة سمراء اللون وعارية فظن أنها "دمية"، ولكن سرعان ما تأكد أنها لفتاة وبعدها بثوانى وجد جثة لفتاة أخرى تطفوعلى سطح المياه، ليسرع إلى ضفاف النهر ويبلغ الشرطة بالحادث.
أخرجت الشرطة الجثتين من النهر الأخضر، وتبين أنها لفتاتين أعمارهن تتراوح ما بين 16 و18 سنة، فأخذ المحقق الأمريكى ديفيد" قارب للبحث فى ذلك النهر اللعين للبحث عن ضحايا جدد، حتى وجد جثة لفتاة وسط الأعشاب تبلغ من العمر 16 سنة ولم يمر على وفاتها 24 ساعة، وتعمل مثل سابقيها فتاة ليل.
بث الرعب فى سكان المدن الأمريكية وعجزت الشرطة على فك لغز سلسلة الجرائم البشعة التى يرتكبها سفاح حر طليق، مما اضطرت الشرطة إلى عقد مؤتمر صحفى عام 1982 لتحذير الناس من وجود سفاح طليق يصطاد ضحاياه لقتلهم.
وتوصلت الشرطة إلى بعض الخيوط، وهى أن كل الضحايا تعمل فتايات ليل فى شارع "سيتاك"، وبالتالى أيقنت الشرطة أن السفاح يتجول فى ذلك الشارع لاصطياد ضحيته الجديدة، حيث تم تشكيل وحدة تحقيق مكونة من 25 ضابطا للبحث عن سفاح النهر الأخضر، وحثت الشرطة الناس على الإبلاغ عن أى معلومات تفيد الشرطة فى التوصل للسفاح.
وأصيبت الشرطة الأمريكية بالأحباط بسبب عجزها عن حل للغز، خاصة مع اكتشافها جثتين آخرين لفتاتين مقتولين فى غابة، تبعد عن النهر الأخضر بمسافة قصيرة، وبعدها اكشتفو 7 جثث لفيتات فى مناطق ريفية، حتى وصلت عدد الجثث إلى 15 كلهم لفتيات ليل، مما دفع الشرطة لمداهمة أماكن الرزيلة واعتقال كل راغبى المتعة من الزبائن، فى محاولة يائسة لضبط الجانى، الذى كان ينتصر عليهم فى كل مرة.
وأثناء استجواب فتيات الليل حضرت فتاة الى الشرطة، وأبلغت عن "زبون" وصفته بأنه سلوكه مريب واسمه "غارى ريدجواى" مما جعل الشرطة تستدعى ذلك الشخص "السفاح"، وتبين أنه متزوج مرتين ولديه ابن ويعمل فى وظيفة مصنع شاحنات، مما جعل الشرطة تعرضه على جهاز كشف الكذب، ولكنه نجح فى الاختبار وذكر صلته بالواقعة، مما دفعت الشرطة لإطلاق سراحة لعدم وجود دليل إدانه ضده ولم تعلم أنه هو الشخص التى تبحث عنه .
وفى عام 1985 وجدت الشرطة الأمريكية مقبرة جماعية بها 15 جثة لفتاة، وبذلك يرتفع عدد الجثث الى عثرت عليها الشرطة إلى 30 ضحية.
ومع تطور التكنولوجيا فى الولايات المتحدة الأمريكية فى التعامل مع المشتبه بهم فى بلاغات مماثلة، حيث وجد عن طريق جهاز كمبيوتر متطور بين الأسماء والأدلة تم التوصل الى أن السفاح "غارى ريدجواى"، كان مشتبه فيه فى قضية اختفاء فتاة ليل شوهدت تصعد الى شاحنة السفاح قى شارع "سيتاك"، وعندما تأخرت على العودة إلى منزلها أبلغ "القواد" عن "غارى " مالك الشاحنة ولكن ذهب اليه أحد المحققين ولم يجد دليل إدانة ضده .
وراقبت الشرطة المشتبه به وشاهدته يتجول فى شارع "سيتاك" ويغازل فتيت ليل فتم القبض عليه، وأخذ عينات منه لتطابقها مع الضحايا ولكن الشرطة عندما داهمت منزله لم تجد أية دليل إدانة ضده فتم إطلاق سراحه مع الاحتفاظ بالعينات المأخودة منه فى الثلاجة .
وبحلول عام 2001 ظهرت التكنولوجيا الحديثة اللازمة لإجراء الحمض النووى وتم إرسال عينات "السفاح" إلى أحد علماء الجينات لتحليلها، وأثبت العلماء أنها تتطابق عينات الضحايا فتم القبض على السفاح أثناء خروجه من مقر عمله.
واعترف السفاح بارتكابه 48 جريمة قتل لفتيات ليل ألقى بمعظمهم فى النهر الأخضر، حيت يمحى أى دليل ضده وكان يصطاد ضحاياه من شارع "سيتاك" وكان يشعر بالراحة بعد التخلص من كل ضحية ويتناول المشروب فى منزله بعد كل جريمة يرتكبها.
وفى عام 2003 حكم على السفاح "غارى ريدجواى" بالسجن مدى الحياة حيث مازال يقضى العقوبة حتى الآن، وتم إنتاج فيلم سينمائى مأخوذ عن قصته تحت اسم " القبض على قاتل النهر الأخضر" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة