حكايات ألف ليلة وليلة .. حكاية مدينة النحاس (4)

الثلاثاء، 14 مايو 2019 05:00 م
حكايات ألف ليلة وليلة .. حكاية مدينة النحاس (4) ألف ليلةوليلة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الليلة السابقة استطاع الأمير موسى ورفقته أن يدخلوا مدينة النحاس وهناك وجدوا أسواقا كثيرة ممتلئة بالمال والذهب والجواهر، لكن الغريب انهم وجدوا كل الناس هناك موتى فى أماكنهم.
 
وفى الليلة الواحدة والسبعين بعد الخمسمائة قالت: بلغنى أيها الملك السعيد، أن الأمير موسى دخل القصر فرأى حجرة كبيرة وأربع مجالس عالية كباراً متقابلة واسعة منقوشة بالذهب والفضة مختلفة وفى وسطها فسقية كبيرة من المرمر وعليها خيمة من الديباج وفى تلك المجالس جهات، وفى تلك الجهات فساقى مزخرفة وحيضان مرخمة ومجار تجرى من تحت تلك المجالس، وتلك الأنهر الأربعة تجرى وتجتمع فى بحيرة عظيمة مرخمة باختلاف الألوان.
 
ثم قال الأمير موسى للشيخ عبد الصمد ادخل بنا هذه المجالس، فدخلوا المجلس الأول، فوجدوه مملوءاً من الذهب والفضة البيضاء واللؤلؤ والجواهر واليواقيت والمعادن النفيسة ووجدوا فيها صناديق مملوءة من الديباج الأحمر والأصفر والأبيض، ثم إنهم انتقلوا إلى المجلس الثانى ففتحوا خزانة فيه فإذا هى مملوءة بالسلاح وآلات الحرب من الخوذ المذهبة والدروع الداودية والسيوف الهندية والرماح الخطية والدبابيس الخوارزمية، وغيرها من أصناف آلات الحرب والكفاح ثم انتقلوا إلى المجلس الثالث فوجدوا فيه خزائن عليها أقفال مغلقة وفوقها ستارات منقوشة بأنواع الطراز، ففتحوا منها خزانة فوجدوها مملوءة بالآت الطعام والشراب من أصناف الذهب والفضة وسكارج البلور والأقداح المرصعة باللؤلؤ الرطب وكاسات العقيق وغير ذلك فجعلوا يأخذون ما يصلح لهم من ذلك ويحمل كل واحد من العسكر ما يقدر عليه.
 
فلما عزموا على الخروج من تلك المجالس رأوا هنا باباً من الصاج متداخلاً فيه العاج والأبنوس وهو مصفح بالذهب الوهاج فى وسط ذلك القصر وعليه ستر مسبول من حرير منقوش بأنواع الطراز وعليه أقفال من الفضة البيضاء تفتح بالحيلة بغير مفتاح، فتقدم الشيخ عبد الصمد إلى تلك الأقفال وفتحها بمعرفته وشجاعته وبراعته فدخل القوم من دهليز مرخم، وفى جوانب ذلك الدهليز بواقع عليها صور من أصناف الوحوش والطيور وكل ذلك من ذهب أحمر وفضة بيضاء وأعينها من الدر واليواقيت تحير كل من رآها، ثم وصلوا إلى قاعة مصنوعة. فلما رآها الأمير موسى والشيخ عبد الصمد اندهشا من صنعتها، ثم إنهم عبروا فوجدوا قاعة مصنوعة من رخام مصقول منقوش بالجواهر يتوهم الناظر إليها أن فى طريقها ماء جارية لو مر عليه لزلق فأمر الأمير موسى الشيخ عبد الصمد أن يطرح عليها شيء حتى يتمكنوا أن يمشوا عليها، ففعل ذلك وتحيل حتى عبروا فوجدوا فيها قبة عظيمة مبنية بحجارة مطلية بالذهب لم يشاهد القوم فى جميع ما رأوه أحسن منها. وفى وسط تلك القبة قبة عظيمة من المرمر بدائرها شبابيك منقوشة مرصعة بقضبان الزمرد لا يقدر عليها أحد من الملوك، وفيها خيمة من الديباج منصوبة على أعمدة من الذهب الأحمر، وفيها طيور وأرجلها من الزمرد الأخضر، وتحت كل طير شبكة من اللؤلؤ الرطب مجللة على فسقية وموضوع على الفسقية سرير مرصع بالدر والجواهر والياقوت وعلى السرير جارية كأنها الشمس الضاحية لم ير الراؤون أحسن منها وعليها ثوب من اللؤلؤ الرطب وعلى رأسها تاج من الذهب الأحمر وعصابة من الجوهر، وفى عنقها عقد من الجوهر وفى وسطه جواهر مشرقة. وعلى جوانبها جوهرتان نورهما كنور الشمس وهى كأنها ناظرة إليهم تتأملهم.
 
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة