مضت مواكب التاريخ تتقدمها دول وتتأخر فيها غيرها، وبين حقبة وأخرى تتبدل المواقع، ويتقدم المتأخرون والعكس. ولأن الدول تتأسس على ركائز اجتماعية عمادها البشر، فحركة التاريخ إنما هى فى جوهرها توثيق لحركات البشر. وعلى امتداد كتاب الزمن المفتوح لمعت بلدان وتألق نجمها، وكان لبعض أبنائها فضل فى هذا اللمعان، بقدر تميزهم الفردى الواضح وقدرتهم على الاندماج فى جماعتهم وسياقهم. وعلى امتداد أيام رمضان نفتح تلك المساحة لاستضافة باقة من رموز التاريخ القديم والحديث، ممن لعبوا أدوارا عظيمة الأهمية والتأثير، وقادوا تحولات عميقة الفعل والأثر فى مجتمعاتهم، وربما فى العالم وذاكرته ووعيه بالجغرافيا والزمن والقيم، فكانوا مصابيح مضيئة فوق رؤوس بلدانهم، حتى أننا نراها اليوم ونستجلب قبسا من نورها، تقديرا لأدوار فردية صنعت أمما وحضارات، ولأشخاص امتلكوا من الطاقة والطموح والإصرار ما قادهم إلى تغيير واقعهم، وإعادة كتابة التاريخ.
قاد واحدة من أهم المعارك التاريخية للدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة حقوق السود فى جنوب أفريقيا، تزعم ثورة لمناهضة الفصل العنصرى، تعرض للسجن 27 عاما، إلا أنه لم يفرط فى نضاله وظل يكافح حتى انتصر لحقوق السود فى جنوب أفريقيا، أضفى على الإنسانية بصمة مهمة جدا فى التاريخ كأحد المناضلين السياسيين المدافعين عن حقوق الإنسان، انتخب كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، ودافع عن حركات التحرر من الاستعمار فى جنوب أفريقيا وغيرها من الدول الأخرى.
نضال مانديلا ضد التمييز العنصرى فى جنوب أفريقيا
نيلسون مانديلا من أبرز عظماء المناضلين فى القرن العشرين، دفع ثمن نضاله سنوات طويلة قضاها داخل السجون، وكان شغله الشاغل أن يحول نظام الحكم فى أفريقيا من حكم الأقلية إلى العدالة والمساواة بين طوائف الشعب بيضا وسودا دون تفرقة بينهما، أفنى حياته منذ الصغر لهذا الأمر، حتى استطاع تحقيق مراده ودفع بلده إلى الاعتراف بحقوق السود كمواطنين عاديين، وانتقلت البلاد من الفصل العنصرى إلى العدالة والمساواة بفضل نضاله الذى انحنى له جميع زعماء العالم احتراما وتقديرا.
المراقب لحياة نيلسون مانديلا يجده شخصية لا تعرف الانهزامية ولا يؤثر فيها السجن والاعتقال، لم ييأس حتى مع طول سجنه وتعرضه للملاحقات الأمنية، وضع قضيته نصب عينيه وصار يبحث عن حلول لكل المشكلات التى واجهها فى سبيل الانتصار لقضيته، صحيح أنه واجه تحديات جسام، إلا أنه نال احترام الجميع بعد تمسكه غير العادى بقضيته،حتى صار أيقونة للنضال والصمود، صحيح أنه رحل عن عالمنا لكن بقيت سيرته التاريخية كرمز الصمود والنضال يقتدى بها الجميع.
نيلسون وانضمامه لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى
تأثر مانديلا كثيرا بالمهاتما غاندى، وتشكلت كثير من أفكاره لمواجهة العنصرية والتطرف، كان يرى أن الدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق العدالة والمساواة بين جميع طوائف شعبه هدفا أسمى، كرس له حياته بالكامل، مانديلا بدأ حياته السياسية فى عام 1942 حينما انضم لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى، وكان من أشد المعارضين للتميز العنصرى فى البلاد، تحرك فى كثير من بلاده داعيا الجماهير لتأييد حملته ضد التمييز العنصرى وشارك فى إضراب قمع الشيوعية عام 1950 مع حزبه، وكان يدعو للسلام دائما إلا أنه لا يجد بدا من دعوة الجميع للإيمان بقضيته وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة لبنى أمته. محطات مهمة شهدتها حياة نيلسون مانديلا، بداية من الدعوة السلمية والعمل السياسى للحصول على حقوق السود فى جنوب أفريقيا، مرورا بدعوته للكفاح المسلح وتأسيسه لما أطلق عليه «رمح الأمة» وإلى سجنه واعتقاله أكثر من مرة ومنعه من السفر فى كثير من الأحيان، تعرض لاتهامات عديدة منها خيانة البلاد والدعوة لقلب نظام الحكم، إلا أنه آثر الاستمرار فى الدفاع عن قضيته ولم ترهبها تحركات النظام لقمعه. قاد نيلسون مانيدلا حراكا شعبيا مهما للانتقال من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية، واستغل وجوده فى حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى للترويج لذلك، ودعا عددا كبيرا من المواطنين فى جنوب أفريقيا للانضمام للحزب والمشاركة فى فعالياته التى كان قوامه الأول النضال من أجل مواجهة الفصل العنصرى، واصطدم بتحركات البيض لوقف تحركاته وتعرض للاعتقال أكثر من مرة ونفى فى جزيرة روبن، قضى بها ما يزيد عن 18 عاما، بل لم يسلم من مضايقات الضباط البيض أثناء فترة سجنه، وخلال هذه الفترة كان يسمح له بزيارة واحدة كل 6 أشهر، وكذلك رسالة واحدة يبعثها لأى من أهله، ليس ذلك فحسب بل رفض عرضين من عرض للخروج من السجن والعفو عنه، الأول كان مقابل أن يعود إلى قبيلته ويبتعد عن ممارسة العمل السياسى، والثانى كان فى عام 1985 مقابل الإعلان عن رفض العنف.
بعد وصول فريدريك دى كليرك إلى سدة الحكم فى جنوب أفريقيا عام 1989، كان يميل الرئيس الأبيض إلى إقامة علاقات متوازنة مع كل الأطياف السياسية، وأصدر قرارا بالإفراج عن كل السجناء السياسيين، باستثناء نيلسون مانديلا، والتقى دى كليرك بنيلسون مانديلا فى لقاء ودى أعلن بعدها عن الإفراج عن مانديلا بدون أية شروط أو قيود.
الإفراج عن نيلسون مانديلا
مما لا شك فيه أن وصول دى كليرك إلى الحكم بالإضافة إلى الضغوط الخارجية التى تعرضت لها جنوب أفريقيا من كثير من دول العالم للإفراج عن مانديلا، غيرت من كثير من الأحوال السياسية داخل البلاد، وهو ما أفسح المجال لنيلسون مانديلا لأن يواصل مشواره النضالى من أجل الوصول إلى حق الأغلبية فى المساواة، وإقامة نظام ديمقراطى يسمح بمشاركة الكل، وهنا أعلن أن الكفاح المسلح لحزب المؤتمر الوطنى سيستمر كمجرد إجراء دفاعى ضد عنف نظام الفصل العنصرى، داعيا الحكومة إلى التفاوض حتى يصل إلى حق السود فى التصويت فى الانتخابات الوطنية والمحلية.
حاول مانديلا أن يحصل على دعم دولى لقضيته بعد خروجه من السجن فانتقل إلى جولة أفريقية أوروبية التقى خلالها عددا من الرؤساء والسياسيين البارزين فى هذه الدول، حتى إن رئيس فرنسا استقبله بنفسه والتقى فى النجترا بمارجريت تاتشر فى حين حظى فى الولايات المتحدة الأمريكية على استقبال مهم من الرئيس الأمريكى جورج بوش بل ألقى خطابا داخل مجلس النواب الأمريكى، خاصة أن مانديلا كان يتمتع بشعبية كبيرة بين الأمريكيين السود،كما التقى فيدل كاسترو رئيس كوبا الذى كان يجد فيه مثلا أعلى فى كثير من تحركاته النضالية، من هنا بدأ دور حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى يتمتع بثقل دولى كبير ساعد مانديلا فى الوصول إلى هدفه فى مواجهة الفصل العنصرى.
مانديلا يقتنص حق السود ضد التمييز العنصرى
واصل مانديلا نضاله داخليا وخارجيا، وسعى لتوحيد القوى المتنافرة داخل حزبه المؤتمر الوطنى الأفريقى، وكانت أفكاره معتدلة إلى أن انتخب رئيسا لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى بعد مرض تامبو رئيس الحزب السابق، وبدأ فصل جديد فى حياة مانديلا برئاسة الحزب حيث نجح فى التفاوض مع الحكومة آنذاك، فيما عرف بمحادثات كوديسا التى جرت داخل مركز جوهانسبرج للتجارة العالمية وحضره ممثلون عن 19 حزبا سياسيا، وحظى مانديلا خلال اللقاء بحضور قوى ساعد فى أن تكون المواجهة قائمة بينه وبين دى كليرك، مؤكدا أن دى كليرك يمثل رئيسا لنظام الأقلية، واستمرت المواجهة بين الحزب الوطنى حزب الحكومة وحزب المؤتمر الوطنى حتى تحقق لمانديلا مراده، واستمر فى خطته للوصول إلى نظام حكم موحد للأغلبية.
نجاح مانديلا فى التوصل إلى اتفاق لإجراءات انتخابات عامة يحق فيها للسود التصويت كانت نقطة فارقة فى حياة جنوب أفريقيا، وأعد حزب نيلسون مانديلا حملة قوية لخوض الانتخابات وتجول مانديلا فى كثير من أنحاء البلاد، حيث كان يتمتع بحضور قوى وشعبية جارفة بين السود فى جنوب أفريقيا، واتخذ الحزب شعار «حياة أفضل للجميع» وتضمن برنامج الحزب دعوة لإعادة إعمار البلاد وتقديم التعليم المجانى وغيرها من الإصلاحات الأخرى إلى أن فاز مانديلا فى الانتخابات بنسبة وصلت إلى 62%.
رئاسة نيلسون مانديلا لجنوب أفريقيا
مع تنصيب نيلسون مانديلا رئيسا لجنوب أفريقيا كأول رئيس أسود وانتهت مسيرته النضالية بتتويجه على رأس البلاد فى واحدة من أهم الأحداث التى سيظل يذكرها التاريخ، وحاول فيه مانديلا أن يحقق التوازن اللازم لإعادة تنظيم الحياة السياسية فى جنوب أفريقيا، بما يضمن مشاركة واسعة النطاق لجميع الأحزاب السياسية، وتم تعيين دى كليرك نائب أول للرئيس واختار ثابو مبيكى نائبا ثانيا له فى محاولة للم شمل الأحزاب السياسية وحل النزاعات القبلية داخل البلاد.
عكف نيلسون مانديلا فى رئاسته لجنوب أفريقيا على الانتقال من حكم الأقلية ونظام الفصل العنصر إلى الديمقراطية، وهنا لجأ لمهمة خلال فترة حكمه بإقرار المصالحة الوطنية بين الجميع وطمأنة الجميع على الالتزام بهذا الأمر، حتى تستطيع أن تتخذ جنوب أفريقيا خطوات أفضل عند تحقيق الاستقرار السياسى، وقام بتوزيع عدد من المناصب الوزراية على مختلف ممثلى الأحزاب السياسية، سعيا منه لإثبات رؤيته للمصالحة الوطنية، وبدأ خطة أيضا لإصلاح الاقتصاد داخل البلاد وتحقيق نمو ملحوظ حتى تتمكن البلاد من الاستقرار السياسى والاقتصادى لضمان حياة أفضل لكل المواطنين.
نجاحات نيلسون مانديلا فى إدارة البلاد
وخلال فترة حكمه للبلاد، حقق مانديلا نجاحات فى قطاعات عدة أولها إعادة تقديم الخدمات فى مختلف القطاعات لبلاده، حيث أمد القرى والمدن المختلفة بالكهرباء والصرف الصحى، خاصة المناطق المكتظة بالفقراء، كما عكف على مواجهة الأمية فى البلاد، ووضع خطة لمواجهة البطالة وتبنى سياسة تحقق إعادة الإعمال والتنمية لبلاده، تبنى سياسات جاذبة للاستثمار الأجنبى لبلاده حتى يستطيع أن يحقق طفرة اقتصادية تضمن حياة أفضل لمواطنيه.
وجاءت سياسات مانديلا لتضمن توزيع عادل للخدمات على مختلف الفئات داخل المجتمع، ووضع نظاما أفضل للتعليم والرعاية الصحية داخل البلاد، ونجح فى توصيل أكثر من 2 مليون شخص بشبكة الكهرباء وكذلك المياه إلى 3 ملايين شخص، كما نجح فى استرجاع الممتلكات المفقودة لكثير من المواطنين وتسوية آلاف المشكلات، كما جاء قانون الإصلاح الزراعى ليحمى حقوق المستأجرين من الزراعيين، حيث نص على عدم طرد أى مزارع دون أمر من المحكمة، فى حين جاء قانون العمل ينتصر لحقوق العمال فى بلاده، وتحقيق المساواة والعدل بينهم فى حين عاب البعض على فترة حكمه، لأنه لم يتخذ إجراءات قوية لمنع انتشار مرض الإيدز بين المواطنين.
السياسة الخارجية لنيلسون مانديلا
أما على الصعيد الخارجى، فجاءت سياسات مانديلا قوية ومنصفة لحركات التحرر والاستقلال إذ ساند القضية الفلسطينية وارتبط بعلاقة قوية مع الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، كما ساند كثيرا من دول القارة السمراء فى أن تنال حريتها، وكان يقف دائما ضد أى توغل على حقوق الإنسان بداخلها وكان يرتبط بعلاقات قوية مع معمر القذافى رئيس ليبيا، كان دائما ينتقد سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، ففى الوقت الذى كان يرتبط به بعلاقات قوية بكل من رؤساء فلسطين وكوبا وغيرها كانت أمريكا توجه له اللوم دائما على هذا الأمر. وفى أحد لقاءات نيلسون مانديا سأله أحد الصحفيين، أنت ترتبط بعلاقات قوية مع ياسر عرفات رئيس فلسطين، وكذلك فيدل كاسترو رئيس كوبا ومعمر القذافى رئيس ليبيا، أترى أن هذه الأسماء نماذجك كقادة لحقوق الإنسان، فرد عليه مانديلا رد صادم قال فيه:«واحد من الأخطاء الذى يرتكبها المحللون السياسون هو اعتقادهم أن عدوهم لا بد أن يكون عدونا..هذا الشىء لا ولن نفعله، نحن لدينا نضالنا الخاص بنا نحن ممتنون للعالم فى مساندتنا، لكننا نحن دولة مستقلة لها توجهاتها، وموقفنا من أى بلد يتحدد بموقف ذلك البلد تجاه نضالنا».
ولعب مانديلا دورا مهما فى مواجهة المصالح الأمريكية والإسرائيلية بعدما عين أمينا عام لحركة عدم الانحياز، فى نفس السياق سعى لتوطيد علاقته بدول شرق آسيا، فى حين كانت علاقته بأوروبا وأمريكا تقوم على الندية، حيث انحاز دائما للشعوب المقهرة جراء الاستعمار وكان يعتبر فيدل كاسترو ماثلا له، وزاره فى عام 1998 وحظى بإشادة شعبية واسعة، وتعرض لانتقاد كبير من الحكومات الأوروبية والأمريكية بسبب هذه الزيارة.
تأثير نيلسون مانديلا فى العالم
كان لمانديلا تأثير كبير فى العالم كله، ورغم الانتقادات التى تعرض لها من أوروبا وأمريكا فى كثير من الأحيان، فإن رؤساء دول كثيرة كانت تحترمه وتتودد إليه ولعل أبرزها رئيسى الولايات المتحدة الأمريكية بيل كلينتون وبوش، كما عارض خطة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لاحتلال العراق وقال حينها: «ليس هناك دولة فى العالم ارتكبت فظائع غير قابلة للوصف مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وهم لا يبالون»، كما أنه كان يمتلك دورا كبيرا فى الوساطة فى العديد من المشكلات الدولية منها قضية الطائرة الأمريكية الشهيرة التى سقطت فوق أسكتلندا وتورط فيها متهمون ليبيون حيث اقترح إجراء المحاكمة فى بلد ثالث وبالفعل لاقى مقترحه استجابة وعقدت المحاكمة هولندا. انتهت فترة حكم مانديلا لدولة جنوب أفريقيا فى يونيو 1999، بعد أن رفض الترشح لفترة رئاسية ثانية، وفضل أن يعيش حياة أكثر هدوءا، بعيدا عن منصب الرئاسة، وارتبط بعدد من المؤسسات الدولية وأسس مشروعا كبيرا لمكافحة الإيدز وحملة كبرى لإنقاذ سكان جنوب أفريقيا من هذا المرض، خاصة أن انتقادات كبيرة وجهت له خلال فترة حكمه بسبب تنامى انتشار مرض الإيدز فى كثير من أرجاء البلاد، فى حين واصل مانديلا دعمه لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقي بعد تقاعده، ولعب نيلسون مانديلا دورا مهما فى حل كثير من القضايا القارية منها حل أزمة بوروندى، بعدما انتشرت الحروب الأهلية والجماعات الأهلية هناك حتى تم توقيع معاهدة سلام وحل الأزمة.
وفاة نيلسون مانديلا
وفى ديسمبر 2013 توفى نيلسون مانديلا بعد صراع كبير مع المرض متأثرا بعدوة فى الرئتين لازمته منذ سنوات طويلة، وأعلن وفاته رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما قال فيه:« بنى وطني جنوب أفريقيا، لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين»، وأعلن الحداد لمدة 10 أيام على رحيل واحد من أهم رموز الدفاع عن حقوق الإنسان ضد التمييز العنصرى فى العالم، وشارك فى جنازته لفيف من ممثلى دول العالم بل وأطلق اسمه على العديد من الميادين والشوارع والمنشآت فى مختلف أنحاء العالم، كما أطلق اسمه على حمض نووى اخترعه العلماء حيدثا، وكذلك أحد الطيور تيمنا بنضاله وصموده طوال فترة حياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة