صدر عن دار نينوى للدراسات دمشق كتاب "آلام الحلاج.. شهيد التصوف الإسلامى" للمستشرق الفرنسى لويس ماسينيون (1883-1962)، ترجمة وتحقيق، الحسين حلاج، وذلك فى أربعة أجزاء.
يضم الكتاب مراحلَ حياة الحلاَّج وانعكاساتِها الاجتماعية على شكل سلسلة لوحات، بدءًا من محاولاته الأولى فى الزهد الفردى، ثم الروايات الرسمية لمحاكمته، وصولاً إلى "المشهد الجلى" لاستشهاده.
ويكشف هذا القسم عن أصالة هذا الصوفى الذى رفض "نظام السرِّية" (التقيَّة) الفَطِن الذى خضع له أتباعُ الصوفية الآخرون، كما يكشف عن أصالة هذا "المبشِّر الجوَّال" الذى يعظ، مذكِّرًا بساعة الندم وبالحلول الصوفى لسلطان الله فى القلوب، لا بالثورة الاجتماعية، مثلما كان يفعل الدعاةُ الآخرون فى عصره.
كما يتضمن الكتاب عرض مذهبه ضمن إطار علم الكلام فى زمانه، وقد أعاد ماسينيون بناءَه من مؤلَّفاته الشخصية المترجَمة حرفيًّا، فى محاولة لتبيان كيف حدَّد أداءُ الشعائر عند الحلاَّج، حتى فى ممارسته للصلاة والتأمل والتبشير، معالِم "أزمة الذات" الهائلة التى أوصلتْه إلى محاكمته ومقتله؛ وما هو دور مبادئ عقيدة الإسلام والكشوف القرآنية، مثل "غواية الشيطان" و"معراج النبي"، فى بناء المذهب الدينى الذى أوْجَدَه وعاشَه. وقد أثبت الحلاَّج طروحَه بمحاكمات متماسكة ومُعَدَّة فى صبر وتأنٍّ، مع كونه متصوِّفًا. أما مؤلَّفاته الرئيسية، مثل الطواسين وبستان المعرفة، فتجمع بين عنفوان الشوق المقتضب والبراعة الجدلية الحادة.
ويشير ماسينيون إلى أن تدريس دورة اللغة العربية فى الجامعة المصرية فى القاهرة بين عامى 1912 و1913 حول "التكوين التاريخى للاصطلاحات الفلسفية" ساهم فى ذهابه بعيدًا فى دراسة مصادر قاموس الحلاَّج التقني.
يذكر أن ماسينيون أنهى آلام الحلاَّج فى عام 1914، وننشره فى 1922، ثم أعاد صوغه وأصدره فى صيف 1937.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة