محمد حسان وأبوإسحاق الحوينى ومحمد حسين يعقوب، وباقى رفاقهم، أبطال عملية غسل عقول المئات من الشباب بمادة الكذب والتدليس الكاوية، والإنسان إذا انطفأ نور عقله، فقد رشده وصوابه، وصار أداة طيعة فى أيادى الغير، يحركونه مثلما يحركون خيوط العرائس.
بجانب أن بعض البسطاء يعتقدون أن هؤلاء الذين ارتدوا عباءة الدين، وأطلقوا على أنفسهم، دعاة ومشايخ، يصدحون بالحق، وأن كل لفظ يتلفظون به لا يأتيه الباطل، ومغلف بقدسية، دون إدراك أن هؤلاء فى تفسيراتهم، يقدمون آراء قد تكون صواباً أو خطأ، وربما يصل الرأى إلى غاية التفاهة فيثير السخرية، وقد يصل غاية السفاهة فيصبح خطراً محدقاً بالإسلام والمسلمين.
وما يقدمه يوسف القرضاوى، هو عين الفتنة، ومثال صارخ للآراء الفاسدة والمفسدة فى الأرض، وتوظيف الدين لأغراض شخصية وسياسية، فتجده يتخندق لنصرة فريق أو جماعة، ويسبغ عليهم صفات الملائكة، بينما يصور الأطراف الأخرى المناهضة لفريقه أو جماعته، فى صورة الشيطان، ويسبغ عليهم كل الخصال الذميمة، وإصدار فتاوى تشعل نار الفتنة، وتزرع الضغائن فى صدور العباد، ويقدمون للناس أنصاف الحقائق فيُضلونهم ويشحنونهم ضد بعضهم البعض.
هؤلاء المشايخ، من القرضاوى للحوينى وحسان ويعقوب، يسبغون على أنفسهم قدسية، وقدرات خارقة، مرسلة من السماء، فتجد محمد حسان يروى لأتباعه أن خالد بن الوليد جاء له فى مسجد التوحيد الذى يعطى به درس الأربعاء، مرتديا زيه العسكرى، ووقف عند الباب مبتسما، وعندما رأه الحاضرون فى المسجد التفتوا جميعا إليه مبتسمين، فقال لهم خالد بن الوليد، لا تلفتوا إلىَّ فأنتم بين يدى عالم، ثم تركهم ودخل ليتوضأ، وبما أن خالد بن الوليد دخل ليتوضأ فإنه سيأتى ليستمع لمحمد حسان، ودروسه الدينية العبقرية التى تعد مفتاحا من مفاتيح الفردوس الأعلى، وربما يصلى سيف الله المسلول خلف الشيخ حسان، مثلما صلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خلف محمد مرسى العياط فى مسجد رابعة!!
هؤلاء، أصدروا فتاوى جهاد النكاح، ومعاشرة الحيوانات وإرضاع الكبير وعدم جواز نوم المرأة بجوار الحائط لأنه مذكر، ومعاشرة الزوج لزوجته الميتة، لعبوا أدوارا فى الدفع بمئات الشباب لأتون النار فى سوريا وليبيا وأفغانستان، لارتكاب جرائم القتل والتفجير والتهجير وهدم الأوطان، ومن أفكارهم ولدت داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، المسيئة للدين الإسلامى!!
وخلال الأيام القليلة الماضية فاجأنا الداعية السعودى، عائض القرنى باعتذار علنى عن ترويج الأفكار المتشددة، كما تضمن اعتذاره معلومات مثيرة بشأن محاولات قطر تجنيد رجال دين ومعارضين لضرب استقرار المنطقة، قائلا: «كلما ابتعدت عن دولتك.. كلما كنت محببا وقريبا للقطريين».
هذا الاعتذار من داعية بارز، من نفس مدرسة الحوينى وحسان ويعقوب، والقرضاوى، إنما يجزم بأن كل أفكار هؤلاء مرتبكة، والفتاوى تفصيل، تحث على التشدد والتطرف، وكما شوهوا المصطلحات الدينية، فكل من يفجر نفسه فهو جهادى، تنتظره «حور العين»، والنتيجة أن شباب الأمة يدفعون الثمن غاليا، والإسلام يتم تشويه صورته عالميا.
وتأسيساً على اعتذار القرنى نطالب محمد حسان والحوينى ويعقوب وباقى رفاقهم أن يتناولوا حبوب الشجاعة، ويعلنون اعتذارهم على الملأ وأنهم ارتكبوا خطايا فى حق الدين من خلال اتباع نهج التشدد والتطرف، والتقليد، والابتعاد عن سماحة الإسلام، ويسره.. فهل يخطون نفس خطوة القرنى؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة