صدام مرتقب بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، حال صدور قرار من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتبار الإخوان تنظيما إرهابيا، حيث إنه حال صدور القرار الأمريكى سيتعين على تركيا أن تطرد قيادات الجماعة الذين تأويهم فى إسطنبول، وهو أمر صعب على النظام التركى بعد أن تغلغلت الجماعة فى المجتمع التركى وأصبح من الصعب السيطرة عليها فى إسطنبول، بجانب اعتماد أردوغان على التنظيم لتبرير جرائمه.
ويعتمد الرئيس التركى على تيار الإسلام السياسى فى دعم حكمه، واستغلاله كورقة لتهديد دول المنطقة العربية، إلا أن المتغيرات التى يشهدها المجتمع الدولى وسط اتجاه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية يفرض سؤالا حول ما إذا كانت تركيا ستضطر للتخلى عن الإخوان خلال الفترة المقبلة.
فى هذا السياق، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إنه من الصعب أن يتخلى أردوغان عن الإخوان فى هذه المرحلة لعدة أسباب الأول أنه يعتبرهم سلاحه الوحيد المتبقى لديه فى مواجهة العديد من الخصوم والأعداء فى الداخل والخارج، والسبب الثانى أن حزب أردوغان ومنظومته المقربة صار مخترقًا تمامًا من الإخوان، ووصلت العلاقة بينهما لمرحلة لا يمكن التراجع عنها.
وأضاف الباحث الإسلامى أنه قد يؤدى تراجع أردوغان عن دعم الإخوان إلى التضحية بحياة أردوغان نفسه، متابعا: الإخوان اعتادوا على عدم مسامحة شخص ارتبط معهم بمشروع حكم وسلطة واقترب بهم إلى هذا المستوى من تحقيقه ثم يتبرأ منهم أو ينقلب عليهم.
وأشار هشام النجار إلى أن الجماعة وأردوغان فى ورطة كبيرة وأزمة شاملة وخانقة من جميع الجهات وليس لديهما بدائل وخيارات أخرى غير الاستمرار معا للنهاية، وبالتالى سيحدث صدام بين تركيا وأمريكا.
وفى إطار متصل، أوضح عبد الشكور عامر، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية أن تركيا ورئيسها حلفاء أساسيان واستراتيجيان للجماعة منذ عقود وبرز هذا التحالف بقوة على الأرض بعد عزم الإدارة الأمريكية تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية أن أردوغان يحاول بشتى الطرق جعل الإدارة الأمريكية تتخلى عن فكرة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية من خلال حلفائه فى الكونجرس الأمريكى، موضحا أن أردوغان وحزبه يمارسان ضغوطا دولية كبيرة لحماية الإخوان من صدور مثل هذا القرار.
وأوضح عبد الشكور أن أردوغان لن يتخلى عن الجماعة بسهولة لأنه سيضار بشكل أساسى كونه أحد قيادات التنظيم الدولى للجماعة فى العالم، وأحد أهم أذرع الجماعة، وذلك إذا ما تم صدور قرار الإدارة الأمريكية، وربما يتم ملاحقته قضائيا ودوليا ومعه قيادات بارزة فى حزبه.
من جانبه أوضح طارق البشبيشى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن عدم تخلى أردوغان عن الإخوان سيحدث توترا كبيرا بين واشنطن وأنقرة، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية ستطالب جميع دول العالم بعد إيواء الإرهابيين فى أراضيها حال صدور قرار من ترامب بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.
ولفت الخبير فى شئون الحركات الإسلامية إلى عدم التزام الرئيس التركى بالقرارات الأمريكى سيدفع واشنطن لفرض عقوبات على الدول التى لا تلتزم بقراراتها، وبالتالى سيكون أردوغان فى موقف صعب للغاية، حيث إنه حال إبقائه على الإخوان فإنه سيخسر علاقاته مع واشنطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة