المنيا وأبو قرقاص.. إيبراشية الحسابات المعقدة.. 42 كنيسة تحسم قرار تجليس الأنبا مكاريوس على كرسى الإيبراشية المأزومة.. والبابا تواضروس يؤكد: كل الخيارات مفتوحة ومازلنا ندرس الاحتمالات

السبت، 11 مايو 2019 02:30 م
المنيا وأبو قرقاص.. إيبراشية الحسابات المعقدة.. 42 كنيسة تحسم قرار تجليس الأنبا مكاريوس على كرسى الإيبراشية المأزومة.. والبابا تواضروس يؤكد: كل الخيارات مفتوحة ومازلنا ندرس الاحتمالات البابا تواضروس الثانى
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد انتهاء احتفالات عيد القيامة بأيام، تدخل الكنيسة القبطية دورة جديدة من المجمع المقدس وهى الدورة الأولى بعد حادثة مقتل الأنبا أبيفانيوس التى غيرت الكثير من المعطيات فى حاضر الكنيسة وربما تؤثر فى مستقبلها.

 

اعتاد قداسة البابا تواضروس أن يرسم (يعين) أساقفة جدد أو يجلس أساقفة عموم فى احتفالات عيد العنصرة أى قبل اجتماع المجمع المقدس بيوم واحد ليترأس قداسة البابا تواضروس كل عام دورة جديدة للمجمع المقدس بتشكيل جديد أضاف إليه أساقفة جدد أو عمل على تجليس أساقفة كانوا يشغلون منصب أسقف عام أى أسقف حر الحركة دون أن يتلزم بخدمة إيبراشية بعينها، لعل أبرز الغائبين عن دورة المجمع المقدس هذا العام هو الأنبا أرسانيوس مطران المنيا الذى توفى بعد صراع مع المرض.

 

كان الأنبا أرسانيوس قد تقدم به العمر وصار أقل قدرة على خدمة الإيبراشية حتى إذا ما جاء العام 2004 حتى قرر البابا شنودة تعيين أسقف مساعد لإيبراشية المنيا وأبو قرقاص، يساعد الأنبا أرسانيوس فى تلك المهمة الثقيلة، وقد تم تعيين الأنبا مكاريوس فى منصب الأسقف العام للمنيا، وفى تلك الفترة تنامى عدد كنائس الإيبراشية وبالتبعية عدد سكانها حتى وصل إلى 42 كنيسة وهو الرقم الأكبر بين كافة الإيبراشيات التابعة للكنيسة القبطية سواء فى مصر أو خارجها.

 

منذ وصوله لسدة كرسى مارمرقس عمد قداسة البابا تواضروس إلى سياسة تقسيم الإيبراشيات كبيرة العدد ومترامية الأطراف بين أكثر من أب أسقف، بالشكل الذى يتيح للأسقف الإشراف على عدد أقل من الكنائس وهو ما يتيح له افتقاد الرعية ومتابعة شئونها بشكل أفضل إذ تتسبب أعداد الكنائس الكبيرة والأعداد الكبيرة من الرعية بها فى انخفاض مستوى الخدمة نتيجة لتشعبها وتمددها.

 

وسياسة قداسة البابا تواضروس نتج عنها تقسيم إيبراشية محافظة القاهرة إلى 6 إيبراشيات موزعة جغرافيا مثل إيبراشية وسط القاهرة التى يشرف عليها الأنبا رافائيل وتمتد من وسط البلد حتى مدينة نصر، ثم إيبراشية أخرى بألماظة وثالثة لشرق السكة الحديد ورابعة بعين شمس وحدائق القبة وخامسة بالمعادى وسادسة بحلوان، لكل إيبراشية أسقف يدير شئون الكهنة ويفتقد الرعية ويدبر أمورها الروحية والمالية ولا يزيد عدد الكنائس التى يشرف عليها الأسقف الواحد عن 15 كنيسة على أقصى تقدير بل أن بعض الأساقفة يشرف على 6 كنائس فقط فى نطاق خدمته.

 

وحين توفى الأنبا أرسانيوس، ظهرت ضرورة تجليس الأنبا مكاريوس أسقفا على المنيا وأبو قرقاص، إلا أن قداسة البابا تواضروس أعلن أكثر من مرة عن نيته تقسيم الإيبراشية إلى قسمين واحدة بالمنيا والأخرى بأبو قرقاص، حتى يتثنى للأب الأسقف الإشراف عليها بسهولة، إلا أن بعض الأصوات الداعمة للأنبا مكاريوس اعتبرت أن محاولة البابا اللجوء لهذا المقترح غرضها النيل من الأنبا مكاريوس استجابة لضغوط من جهات أمنية مما دفع البابا لعقد الكثير من جلسات الاستماع مع كهنة أبو قرقاص مرة وكهنة المنيا مرة، وخدام أبو قرقاص مرة وخدام المنيا مرات عديدة لتبادل وجهات النظر والاستماع إلى الأطراف المختلفة من المخدومين والكهنة وشعب الكنيسة.

 

فى الأيام الماضية، قالت مصادر، إن قداسة البابا تواضروس اقترح على المجتمعين معه تقسيم الإيبراشية إلى ثلاثة وليس إلى اثنين لتصبح إيبراشية المنيا ويشرف عليها الأنبا مكاريوس، وإيبراشية لأبو قرقاص ويتم تعيين أب أسقف لها وإيبراشية ثالثة تسمى كنائس شرق النيل ويتم تعيين أسقف لها أيضا، إلا أن هذا الاقتراح قد لاقى معارضة كبيرة لأسباب إدارية ومالية.

 

المصادر أوضحت أن شعب المنيا وأبو قرقاص قد تهيأ لفكرة تقسيم الإيبراشية إلى اثنين ولكن أطراف متعددة خاصة كهنة أبو قرقاص قد رفضوا فكرة التقسيم الثلاثى خاصة وأن كنائس شرق النيل هى المصدر الأكبر للأموال التى تنفق على باقى كنائس أبو قرقاص التى يعانى كهنتها وشعبها من ظروف معيشية صعبة ومن ثم حرمان الإيبراشية من مصدر دخلها الرئيسى قد يتسبب فى عجز عن تلبية احتياجات أخوة الرب أو رفع مستوى معيشة الكهنة ذوى الرواتب القليلة.

 

ومصدر أخر من كهنة أبو قرقاص قال إن الكهنة عبروا عن محبتهم للأنبا مكاريوس واحترامهم له، مشددا على أن قطاع غير قليل منهم لم يعارض فكرة التقسيم ولكننا جميعا تمسكنا برفض فكرة التقسيم إلى ثلاثة إيبراشيات وليس اثنين.

 

هل نجحت إدارة الأنبا مكاريوس فى السنوات الماضية؟

يتمتع الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا بشعبية كبيرة بين الشعب القبطى لسببين أهمها استدعائه المستمر لنموذج البابا شنودة، القائد الكاريزمى الذى يعترض على قرارات السلطة إذا تماست مع حقوق الأقباط ومطالبهم، بالإضافة إلى انحياز الأنبا مكاريوس للصلاة بين الفقراء فى الأعياد والمناسبات ليعيد للأذهان صورة الراهب المتقشف بعد أن سأم الأقباط من أساقفة السيارات الفارهة والساعات الروليكس.

 

لكن تلك الشعبية الكبيرة لا تعنى أن أسقف عام المنيا وأبو قرقاص قد حقق نجاحا إداريا مماثلا، وبالنظر إلى أوضاع الإيبراشية الأسخن على مستوى الجمهورية سنجد أن الأنبا مكاريوس قد نجح فى بعض الملفات وجانبه التوفيق فى ملفات عديدة أهمها العلاقة مع الطوائف الأخرى إذ يشكو الإنجيليين والكاثوليك بمحافظة المنيا من التبشير الأرثوذكسى بين رعاياهم خاصة فى القرى والنجوع، بالإضافة إلى تصريحات الأنبا مكاريوس العلنية التى أكد فيها من قبل أن طوائف الكاثوليك والإنجيليين قد قدموا مع الاحتلال الإنجليزى والفرنسى لمصر مما تسبب فى غضب عارم ضده من قساوسة وآباء تلك الطوائف ولكن تلك الأسباب مجتمعة لا تؤثر على قرارات الكنيسة التى تعتبر مؤسسة مستقلة لها آلياتها المختلفة فى صناعة القرار ولعل احترام رغبة شعب الإيبراشية وكهنتها أحد أهم العناصر التى تراعيها الكنيسة فى اختيار الأساقفة مع الأخذ فى الاعتبار عدم إمكانية تغيير هؤلاء الأساقفة إلا بالوفاة ومن ثم فإن قرارات مثل تلك لا رجعة فيها.

 

وقداسة البابا تواضروس من جانبه، أكد لشباب كنائس الإسكندرية حين سألوه عن مستقبل تلك الإيبراشية إنه لم يتخذ قرارا نهائيا وإنه مازال يستمع لأطراف متعددة من الكهنة والشعب والرعية حتى يصل للقرار الأمثل لكن المتابع لتوجهات البابا الإدارية خلال السنوات الماضية سيجزم باتجاهه نحو تقسيم الإيبراشية دون النظر للأنبا مكاريوس وظروف المنيا الأمنية والمعيشية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة