خلف مقام الشيخ "يوسف" بمركز قوص شمال محافظة قنا، يجلس حسن ووالده الحاج عبد القوى أشهر مصفف للخيول والحمير، رافضاً عبارة "حلاق"، لأنها كلمة لا تلقى قبولا اجتماعيا خاصة فى الصعيد، لكن ما يميزهما عن غيرهما هو عمل "قصات" تعطى الحيوان شكلا جماليا خاصة فى الخيول التى تشارك فى مسابقات "المرماح".
مهنة الحلاقة أو تصفيف شعر الحصان أو الحمار لا ترتبط بمواعيد أو فى موسم الصيف وفق ما يعتقد البعض، ولكن عملية قص الشعر تكون لحماية الحصان والحمير من أمراض كثيرة، وفى فصل الصيف تكون أكثر، خاصة أن الصعيد ترتفع فيه درجة الحرارة، ويتساقط العرق بشدة بسبب سيرهم فى الشمس لفترات طويلة فى عملية استخدامهم فى أغراض الفلاحة ونقل المحاصيل أو المسابقات عند الخيول.
وتخلى الحلاقون عن المقص عقب ظهور "المكنة"، لكن الحاج عبد القوى أصر أن يعمل هو ونجله "حسن" بالمقصّ، مؤكداً: "مش كل اللى مسك مقصّ بقى صنايعى"، معتبراً أن المقص يجعلك صناعى، كما أنه يضيف لك ويجعلك متمرسا فى عمل القصات المتنوعة، والتى يطلبها الزبائن أثناء تصفيف الشعر وحلاقته للحصان أو الحمير.
وقال حسن عبد القوى 30 عاماً: تعلمت المهنة من والدى فهو خبرة منذ 50 عاماً فى عمل قصات شعر للخيول والحمير، وأنا ووالدى نبدأ مهام عملنا عقب صلاة العصر بمنطقة مسجد "العمرى" وتستغرق عملية تصفيف الحصان وعمل قصة ورسومات للشعر من 20 إلى 30 دقيقة، لكن الحمار يستغرق ربع ساعة فقط، وتكلفة عمل قصات للخيول 40 جنيها والحمار بـ30".
وأضاف "حسن"، مهنة قصات الشعر تجد رواجاً فى موالد الأولياء، وقتها تجد مسابقات "المرماح" ولا يقتصر العمل فى مركز قوص، وإنما نتواجد فى المناطق والمراكز المجاورة، وفى أوقات نتنقل إلى محافظات مجاورة مثل الأقصر وسوهاج لأن القصات تعطى الخيول منظرا جماليا عند التسابق وسط الخيول المتنافسة، وفى موسم الحصيد خاصة القصب والقمح نتوجه إلى المناطق التى يقطن بها المزارعون ونقوم بالحلاقة للحمير والأغنام خاصة فى فصل الصيف، وقصات الحمير يطلبها دائماً أصحاب عربات الكارو.
وروى "حسن" أن المهنة تحتاج لمجهود كبير، ويجب على الصنايعى أن يكون عنده قدرة على السيطرة على الحصان أو الحمير، والصنايعى دائماً يتعرض للرفس والعض والإصابات، لكن عندما أجد الحيوان ينزل بجسمه ويحاول أن يؤذينى أستخدم "اللجامة" وهى عصا مربوطة بحبل توضع فى الفم حتى لا يستطيع "العض" وربط القدم وشل حركته بالكامل، لأنه يشعر بألم بسيط عند عمل القصات.
واختتم "حسن" حديثه: "تلك المهنة هى مصدر رزقنا، وكونها لا تلقى قبولاً اجتماعياً لا يشغلنى كثيراً، أنا تعلمت مهنة والدى حتى لا أصبح عاطلا، ولا يشغلنى كلام الناس لأنى باكل رزق من حلال، وشغلانتى عاملة زى الدكتور كل يوم فى بلد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة