يهتم الباحث الفرنسى "إيريك جوفروا" بالتصوف وذلك فى ظل سعيه للتعرف على معنى الإسلام فى حياته، ومن ذلك كتابه المهم "التصوف طرق الإسلام الجوانية" الذى صدر عن "مؤمنون بلا حدود".
فى الكتاب يذكر "جوفرا" حسب قراءة قدمها خالد محمد عبده، أشياء أخرى لعبت دورًا كبيرًا ومهما فى تحديد خياراته، منها: رحلاته الكثيرة فى العديد من البلدان الإسلامية، ولقاءاته المتعددة ببعض الأشخاص المميزين مثل (إيفا دو فيتراى ميروفيتش) التى قامت بترجمة أعمال مولانا جلال الدين الرومى إلى الفرنسية، هذا بجانب قراءاته لمفكرين كبار لهم أهميتهم فى الدرس الصوفى أمثال رونيه غينون وفريتجوف شيون وسيد حسين نصر وغيرهم.
ويتابع "خالد" فى قراءته: هذا الكتاب من سلسلة إصدارات خصصها جوفروا لدراسة التصوف الإسلامي، فحينما نطالع أسماء مؤلفاته نتأكد من إيمانه بأن الجوهر الروحانى هو القادر على أن يخرجنا من هذه الورطة؛ أى أن يحررنا من استغلال الدين كمجرد أداة سياسية ويتيح لنا فى ذات الوقت أن نعيش بكل رصانة علاقتنا مع الحداثة!، كما يقول نصر أبو زيد.
وجوفروا نفسه يعبّر عن ذلك بلغة مباشرة فى كتابه المترجم الأخير: "الإسلام سيكون روحانيًّا أو لا يكون"، فى كتابه هذا لا يعرف جوفروا القطع مع شيء أو مخاصمته، ويفيد من كل المواد التى تقع تحت يديه، فإذا تحدث عن الحقيقة المحمدية والنور الذى استمد وجوده من نور الأزل، يستفيد من ابن تيمية ولا ينعته بـ "عدو الرسول" كما نعت أحد المعاصرين من الصوفية ابن تيمية، وغيره من المعاصرين على منهج "السلفية"، وبلغة هادئة يخبرك أن ابن تيمية يقدّر هذه الفكرة ويؤمن بها، وإن لم يذهب معها إلى تطورها عند الصوفية لتصبح "الحقيقية المحمدية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة