كشف الدكتور وجدى أمين مدير البرنامج القومى لمكافحة الدرن بوزارة الصحة، خلال المؤتمر الـ 60 للجمعية المصرية لمكافحة أمراض الصدر والتدرن، المنعقد حاليا بالقاهرة، أن البرنامج يقدم خدمات للاكتشاف المبكر لمرضى الدرن من خلال 34 مستشفى صدر، و123 مستوصف للأمراض الصدرية المنتشرة فى جميع المحافظات، ويتم تحويل الحالات المشتبهة من خلال جميع وحدات الرعاية الصحية الأساسية.
وقال خلال مؤتمر الجمعية المصرية لمكافحة امراض الصدر والتدرن، برئاسة الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق، أنه تم تزويد معامل المستشفيات والمستوصفات بوسائل التشخيص المعملية لمرض الدرن، حيث يتم عمل تحاليل البصاق للحالات المشتبه فيها فى هذه المعامل للتأكد من الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى تقديم خدمة الفحص بالأشعة على الصدر بالمجان .
وأضاف مدير البرنامج القومى لمكافحة الدرن بوزارة الصحة لـ "اليوم السابع "، أن هناك تعاونا وتنسيقا بين برنامج مكافحة الدرن، والمستشفيات الجامعية، واللاجئين من خلال الترصد الوبائى لمرض الدرن، كما يتم التنسيق مع مصلحة السجون للاكتشاف المبكر، وتقديم العلاج المجانى لمرضى الدرن بين نزلاء السجون، وكذلك يتم الفحص الدورى المجانى للمخالطين لمرضى الدرن للاكتشاف المبكر لحالات الإصابة وعلاجها .
وأوضح أن البرنامج ينتهج سياسة الكشف المبكر عن هذا المرض، حيث تم استقدام أحدث الأجهزة التى تكتشف الميكروب خلال ساعتين، وهو ما يعرف بجهاز "الجين اكسبرت"، و تم البدء فى تشغيل أول جهاز خلال مايو 2015، وتوزيع 9 أجهزة تخدم مناطق القاهرة الكبرى، والدلتا، والصعيد، وزيادة عدد 10 أجهزة أخرى خلال العام 2015-2016 لتصل إلى 19 جهازا عاما لتغطى جميع أنحاء الجمهورية.
وقال: أطلقت منظمة الصحة العالمية، استراتيجية للتغلب على عدم انتظام مرضى الدرن فى تناول الجرعة اليومية للعلاج، وقد تبنت مصر هذه الاستراتيجية ابتداء من عام 1996، ويتم تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال وحدات الصدر، ووحدات الرعاية الصحية الأساسية، حيث يقدم العلاج للمرضى بالمجان، و تحت الإشراف المباشر يوميا، وقد بلغ معدلات شفاء الحالات أكثر من 85 % بعد تطبيق هذا النظام.
و قد أشادت منظمة الصحة العالمية فى مختلف المحافل الدولية بالجهود التى تبذلها وزارة الصحة والسكان فى مكافحة الدرن، واعتبرتها نموذجا يحتذى به فى تطبيق إستراتيجية مكافحة الدرن بين دول إقليم شرق المتوسط .
وأكد أن الدرن من أقدم الأمراض التى عرفتها البشرية، فهو مرض معد، ويؤثر بشكل رئيسي على الرئتين، و85% من الحالات تصاب بالدرن الرئوي، ولكن يمكنه مهاجمة أي جزء آخر بالجسم حوالى 15% من الحالات تصاب بالدرن خارج الرئة.
وقال ينتشر الدرن عن طريق الهواء، ويكون مرضى الدرن الرئوي هم فقط مصدر العدوى ،وعندما يقوم من يحمل العدوى بالسعال أو العطس، أو الكلام، أو البصق، أو الضحك، أو الغناء، فإنهم يدفعون بجراثيم الدرن المعروفة بالعصيات الدرنية، في الهواء، وإذا استنشق شخص سليم هذا الهواء الملوث بالجراثيم، يمكن أن يصاب بالعدوى.
وأكد إن الاختبارات التى تساعد فى التشخيص السريع هو الاختبار السريع، والذي يتميز بنتيجة سريعة في خلال ساعتين، ودقة عالية في التشخيص وأيضا اكتشاف مقاومة البكتيريا "للريفامبسين" أحد أهم الأدوية المستخدمة في العلاج ،ويعتبر الفحص المجهرى للبصاق بعمل مزرعة للبكتيريا، والتي تحتاج معامل متخصصة باختبار حديث وسريع يكشف عن مقاومة البكتيريا للأدوية المستخدمة في العلاج، موضحا أنه بدون علاج يؤدي هذا المرض إلى وفاة حوالي 70% من المصابين به، خلال 10 سنوات.
وقال يحتاج مريض الدرن "غير المقاوم لأدوية الصف الأول" إلى علاج لمدة 6 شهور متصلة، وتصل نسبة الشفاء إلى 85% .
يحتاج مريض الدرن المقاوم لأدوية الصف الأول إلى علاج مكثف لمدة أطول بأدوية أخرى وتصل نسبة الشفاء في هذه الحالة إلى 55%، موضحا أن تطعيم "البي سي جي"، والذي تم استخدامه لأول مرة للوقاية ضد مرض الدرن في عام 1921، يعتبر من أكثر التطعيمات استخداما على مستوى العالم، وقد أثبت فاعلية في حماية الأطفال من الصورة الشرسة والمميتة لمرض الدرن.
وأكد أن الشخص المصاب بالدرن الرئوي قد تظهر عليه أي من الأعراض التالية أو جميعها أو لا تظهر أية أعراض على الإطلاق:
أولا :سعال مستمر لأكثر من أسبوعين قد يكون مدمم.
ثانيا :فقدان الشهية، والوزن
ثالثا:حمى خاصة ليلا ويصاب بالعرق الليلي.
رابعا: سرعة الشعور بالتعب
خامسا: ضيق التنفس
أما المصاب بدرن خارج الرئة فيعتمد ظهور الأعراض على الأعضاء المصابة، فتظهر عليه الأعراض العامة بالإضافة إلى العضو المصاب،قد يحدث أحيانا تورم بالغدد الليمفاوية، أو ألم وتورم عند إصابة المفاصل، و صداع، وحمى وتيبس العنق،ونعاس عند الإصابة بالتهاب الدرن السحائي.
وأضاف بأنه صدر التقرير السنوى لمنظمة الصحة العالمية لمرض الدرن لعام 2018، والذى أعطى صورة شاملة، ومحدثة لتقييم وضع الدرن بالعالم، وكيفية تحقيق استيراتيجية القضاء على الدرن "End TB Strategy "ووبائياته بحلول عام 2030، مشيرا إلى أنه يقدر عدد المصابين بالدرن عالميا بحوالى 10 ملايين مريض جديد، منهم 5.8 مليون بين الذكور البالغين، و 3.2 مليون بين الإناث البالغين، ومليون بين الأطفال، مشيرا إلى أنه من المصابين بالدرن مصابين أيضا بفيروس "الايدز".
وأوضح أنه تم علاج حوالى 54 مليون مريض، ما بين عامى 2000 إلى2017، وانخفضت حالات الوفاة بسبب الدرن بنسبة 47% إلى ما كانت عليه عام 1990.
من جانبه قال الدكتور عصام المغازى استشارى الأمراض الصدرية، إن هناك تطورا كبيرا فى مجال مكافحة التدخين، موضحا أن مصر تعتبر من أكثر الدول استهلاكا للتبغ، حيث يتم استهلاك أكثر من 80 مليار سيجارة سنويا، أى ما يعادل 4 مليار علبة سجائر سنويا، وهذا بخلاف المنتجات الأخرى للتدخين، مثل المعسل، والشيشة، والسيجار.
وأضاف: تبلغ نسبة المدخنين بين الرجال ما يقرب من 40 %، وبين السيدات حوالى 1%، وتم مناقشة كيفية تفعيل قوانين مكافحة التدخين فى مصر، ومن أهمها منع التدخين فى المنشات التعليمية، والحكومية، والتعليمية والصحية، ومنع بيع السجائر للقصر أقل من 18 سنة، ومنع الإعلان المباشر، وغير المباشر، عن التدخين، حيث لوحظ فى السنوات الأخيرة زيادة مشاهد التدخين فى الدراما والسينما المصرية بدون أى مبرر درامى، وهذا يعتبر إعلان غير مباشر عن التدخين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة