بعد شهور من الانتظار، أزيح الستار عن تقرير المحقق الخاص روبرت مولر فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية لعام 2016، ورغم أن التقرير النهائى للمحقق الخاص لم يدن ترامب بشكل واضح، إلا أنه كشف عن قيام الرئيس الأمريكى بمحاولات لوقف التحقيق والسعى لإقالة مولر اعتقادا منه أنه سينهى رئاسته، ناهيك عن إثبات تدخل الروس بالفعل فى الانتخابات.
وتقول مجلة "تايم" إن مولر فى تقريره الذى أرسله على الكونجرس أمس الخميس، تناول بالتفصيل عشرات الأمثلة التى تواصل فيها العملاء الروس مع مساعدى ترامب رغم أنه لم يجد فى النهاية أن الحملة عملت مع روسيا فى النهاية.
لكن مولر وجد أنه عندما بدأ المحققون النظر فى عمليات التدخل الروسى، حاول ترامب التدخل فى التحقيق بعدة طرق، بدءا من إقالة مدير الإف بى أى جيمس كومى وحتى محاولة تقليص نطاق التحقيق.
ومن بين ما كشف عنه مولر فى تقريره أيضا، رد فعل ترامب على تعيين المحقق الخاص. فوفقا للتقرير كان ترامب جزعا عندما أبلغه وزير العدل حينئذ جيف سيشنز أنه تم تعيين محقق خاص فى عام 2017 ، وقال ترامب لسيشنز "هذه نهاية رئاستى، لقد انتهت".
وخلص التقرير أيضا إلى أن ترامب أمر محامى البيت الأبيض بإقالة مولر، فبعد ثلاثة أيام من نشر التقارير الإعلامية التى تحدثت عن تحقيق مولر فى عرقلة ترامب لسير العدالة، أمر الرئيس محامى البيت الأبيض السابق دان ماكجاهن بإقالة مولر، لكنه رفض، فوفقا لسجلات الهاتف، طلب ترامب ماكجاهن فى منزله فى 17 يونيو 2017 وأمره بأن يطلب نائب وزير العدل ويقول له إن مولر لديه صراع مصالح ويجب أن يتم عزله، لكن ماكجاهن لم يشعر بالقلق بشأن صراعات المصالح المفترضة لدى مولر، ووجد أن خذه المزاعم سخيفة وغير حقيقية، حسبما قال للمحققون.
وبعد ظهور تقارير فى الصحف عن أن ترامب أمر ماكجاهن بإقالة مولر، طلب الرئيس من مساعده بوب بورتر أن يطلب من ماكجاهن أن يخبر الصحافة أنه لم يتلق هذا الأمر أبدا، ورفض ماكجاهن مرة أخرى، وقال بورتر إن التقارير الإعلامية كانت حقيقية، بعدها التقى ترامب بمحامى البيت الأبيض وطلب منه أن ينفى أنه تلقى أمرا للإطاحة بمولر.
ومن بين ما كشف عنه التقرير أيضا أن ترامب قال إنه كان يمزح بشأن مطالبة روسيا بإيجاد إيميلات كلينتون.
فقد شمل التقرير الإجابات المكتوبة للرئيس على أسئلة المحقق الخاص، ورغم أن أغلب الإجابات لم تكن واضحة أو أنه لا يتذكر معلومات محددة، فكان أكثر مباشرة فى عندما سئل عن تعليق أدلى به فى يوليو 2016 خلال مؤتمر صحفى يتعلق باستخدام منافسته الديمقراطية فى الانتخابات لخادم خاص للبريد الإلكترونى أثناء توليها الخارجية الأمريكية.
حيث قال ترامب "روسيا لو كنتى تسمعين، أمل أن تستطيعى العثور على 30 ألف إيميل مفقودا، وأعتقد أنك ستكافئين على الأرجح من قبل صحافتنا".
وبعد سؤال مولر عن هذا التعليق العام، رد ترامب بالقول إنه أدلى به فى مزاح وسخرية، كما كان واضحا لأى مراقب يتحلى بالموضوعية" حسب تعبيره.
ورغم إصراره على أنه كان يمزح، فقد أكد ترامب الأمر لاحقا على تويتر، وكتب يقول: "لو أن روسيا أو أى دولة أخرى أو شخص آخر لديه رسائل البريد الإلكترونى الذى تم حذفها بشكل غير قانونى من قبل هيلارى كلينتون، والتى يبلغ عددها 33 ألف، فيتعين عليهم مشاركتها مع الإف بى أى".
كما وجد التقرير أن ترامب قام بإقالة جيمس كومى لأنه لم يبرىء الرئيس علنا، فبعد يومين من رفض كومى أن ينفى أن ترامب كان قيد التحقيق خلال جلسة للكونجرس عام 2017، أخبر الرئيس عائلته ومستشاريه أنه يخطط للإطاحة بمدير الإف بى أى، وذلك بحسب ما قال مستشار ترامب ستيفين ميلر ، وبعدها بدأ ترامب فى إعداد خطاب يقيل كومى من منصبه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة