عربة الحنطور كانت وسيلة المواصلات الأهم والتى كان يستقلها كبار العائلات والقبائل سابقا، وكان عمداء القرى يتجولون بها بين المواطنين، ولكنها فى طريقها للاندثار، واقتصر تشغيلها على القطاع السياحى فقط.
وكانت تلك العربات خلال فترة زمنية تمثل الوسيلة الأهم فى محافظات مصر، خاصة محافظة قنا، قبل أن يدخل التاكسى بديلاً عن تلك المركبة، وأصبحت بعد ذلك وسيلة مواصلات تقليدية منتشرة، وموجودة للأغراض السياحية فى نقل السياح للمعابد، خاصة معبد دندرة بقنا ومعابد محافظة الأقصر.
وتقع أقدم ورشة لإصلاح عربات "الحنطور والكارو" فى مركز قوص جنوب محافظة قنا، وتحكى قصة مهنة توارثها الأبناء عن أجدادهم، ويرجع تاريخ تلك الورشة لحوالى 60 عامًا، عندما قرر الجد والأب أن يعملا فى صيانة وتقفيل تلك العربات، وجاء الأبناء ليسيروا على نفس الدرب، واستكمال المسيرة فى تلك المهنة، لكن فى المقابل واجهت الكثير من المصاعب على حد قول العاملين بها بصفة عامة.
وقال حجاج أحمد مصطفى 45 عاماً لـ"اليوم السابع"، "والدى ورث المهنة عن جده، وقتها كنت صغيراً حتى ذهبت للعمل معه"، مضيفا: "والدى كان عامل زى الدكتور بيتم استدعاءه للعمل فى إصلاح الحنطور، وكانت أهم وسيلة مواصلات للسائحين للتجول على كورنيش النيل، وزيارة المعابد الفرعونية".
وأضاف "حجاج": "كان والدى يأخذنى معه دائماً حتى تعلمت الصنعة، وأصبح عندى قدرة على تفكيك الحنطور، وإعادة تركيبه مرة أخرى، ومع التطور الذى حدث وأصبحت الصين تغزونا بالتوك توك والدراجات البخارية (الموتوسيكلات) بدأت أحد أهم وسائل المواصلات تندثر بسبب التطور الذى حدث، ومع ارتفاع أسعار المحروقات بدأت بعض العائلات فى التفكير فى إعادة استخدامها مرة أخرى".
واختتم "حجاج" حديثه، بأن "المهنة أوشكت على الانقراض، وكانت عربات الكارو توفر لقمة العيش والمصدر الوحيد لأرزاقنا، وانخفضت عملية ركوب تلك الوسيلة بسبب عوامل متعددة"، مضيفا: "إحنا والسائقين فرحنا بأغنية (أركب الحنطور) وبنحبها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة