على مدار عقود ماضية يوجد شرخ كبير بين الأطباء والمواطنين، فى ظل الاتهام الدائم للدكاترة وأطقم التمريض بالاستغلال، وهو ما أثر بالتبعية على النظام الصحى فى بلدنا، فلك أن تتخيل كم الإهمال الذى ضرب المصريين فى هذا الملف تحديدًا، بسبب الفساد خلال سنوات فائتة وأطماع المستشفيات الخاصة، طبعًا هذه ليست قاعدة ثابتة، لأن هناك البعض لديهم ضمير مهنى وأخلاقى ويرفضون استغلال المرضى لتحقيق مكاسب مادية، لكن هؤلاء لم يكن لهم الغلبة حتى وصل الاستغلال إلى مدى بعيد ووجدنا سعر «الفيزيتا» يحرق جيوب الجميع، كما ظل الإهمال عرض مستمر.
اليوم الموقف اختلف كثيرًا فى ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بملف الصحة ووضعه أولوية أمام الحكومة، كما أشرت فى المقال السابق إلى ظهور العديد من المبادرات الجيدة مثل 100 مليون صحة، وإنهاء قوائم الانتظار والتأمين الصحى الشامل لكل المواطنين، بالإضافة إلى انتفاضة وزارة الصحة لمحاربة غلاء «الفيزيتا» فى المستشفيات والعيادات الخاصة، وإحقاقًا للحق فكل الأطقم الطبية بالمستشفيات التابعة للوزارة من أول وزيرة الصحة إلى الممرضين والممرضات يعلمون بكل بقوة وجدية من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة، لدرجة أننا أشعر لأول مرة بتجسيد مقولة «ملائكة الرحمة» على أرض الواقع، خصوصاً أن السائد كما قلت سابقاً أن الدكاترة وأطقم التمريض بالمستشفيات الحكومية تحديدًا تواجه اتهامات دائمة بالإهمال الجسيم والمحسوبية وغيرها من هذا القبيل، وظلت هذه الفكرة راسخة فى أذهاننا جميعًا، حتى بدأنا نرى الأمر يتغير تدريجياً فى الآونة الأخيرة.
من خلال حديث دار مع صديقى العزيز الدكتور محمد حجاج حول هذه القضية قال: «الأطباء الذين يعملون فى المستشفيات الحكومية يعانون دائمًا من هذه الفكرة، رغم أن هدفهم الأول والأخير هو خدمة المواطنين، ومن الوارد جدًا أن يقع البعض فى أخطاء والبعض يتعامل بإهمال، لذلك أرى أن مبادرات الرئيس السيسى فى الشأن الصحى، كانت فرصة جيدة لتصحيح الأوضاع والتأكيد على أن الأطباء ليسوا كلهم استغلاليين، فجميع الأطباء وأطقم التمريض لديهم حماس كبير للعمل حتى يحصل كل المواطنين على حق العلاج المجانى، وفقًا لاستراتيجية الدولة متمثلة فى وزارة الصحة.. فى النهاية: «يجب الإشادة بكل من شارك فى المبادرات الصحية، لأنهم الجنود المجهولة المعلومة فى خدمة الوطن».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة