تعمل الجماعات الإرهابية على استقطاب الشباب وبث الأفكار المتطرفة داخل عالمهم الثقافى عملا على انضمام إلى صفوفها، لذا فإن سؤال كيف نحمى أطفالنا من استقطاب الجماعات المتطرفة وأصحابها؟ وفى إطار البحث عن إجابة قمنا بالتواصل مع المؤسسات الثقافية التى تخاطب الأطفال من قبل وزارة الثقافة.
من جانبه قال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، إن المركز يعمل على تنمية الوعى لدى النشء والأطفال والشباب، وذلك من خلال العمل على خطة نشر محكمة موجهة لهذه الفئة، بالإضافة لإطلاق مشروع قوافل ثقافية تحت مسمى "عيالنا" والتى ستبدأ من بورسعيد فى 10 مارس الجارى.
وأوضح محمد عبد الحافظ ناصف، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن القوافل الثقافية ستشمل جميع المدارس فى المحافظات والمؤسسات، وذلك لخلق حالة توعوية عند الأطفال، والتى ستضم مجموعة كبيرة من الباحثين والذين ينظمون الورش التفاعلية بين الأطفال، مشيرًا إلى الدور الذى تقوم به الحديقة الثقافية بالسيدة زينب من خلال تقديم جميع الفنون للأطفال من خلال الأنشطة الذى ينظمها المجلس القومى لثقافة الطفل.
ومن جانبها قالت صفية إسماعيل، باحثة فى المركز القومى لثقافة الطفل، إن المركز يعمل من خلال أنشطته على رفع الوعى لدى الأطفال بداية من سن 6 سنوات، وحتى سن الشباب 18 سنة، وذلك من خلال مجموعة من الإصدارات التى تعلم الأطفال قبول الأخر وعدم التنمر، والعمل على تنمية مهارات الأطفال جميعا بما فيهم ذوى الاحتياجات الخاصة، ومساعدتهم فى جعل عقولهم مفتوحة لكل الأفكار الصحيحة، من خلال التفاعل فيما بينهم.
وأشارت الدكتور صفية إسماعيل، إلى أن إصدار كتب الأطفال تشمل 3 محاول : الأول هو إصدار مجموعة من الدراسات التى تخاطب الأسرة للوقوف على سلوكيات أطفالهم وكيفية التعامل معها، والثانى قصص تكتب من الطفل إلى الطفل، حيث يقوم مجموعة من الطفال الموهوبين بكتبة العديد من القصص وبدورنا نقوم بإصدارها إذا كانت ترتقى للنشر، والمحور الثالث وهو إصدار مجموعة من الكتب التى تعمل على رفع الوعى لدى الأطفال من خلال مجموعة من كبار الكتاب، إلى جانب عمل مجموعة من الورش والدراسات لمواجهة سلبيات المجتمع، وسينما للأطفال، فكل هذه النشاطات هدفها تربية جيل على الأفكار الصحيحة والبعد عن الفكر المتطرف.
وقالت نجلاء علام، رئيس تحرير مجلة قطر الندى التى تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن هدف المجلة دائما هو نشر الموضوعات التى تبذ العنف وعدم التمييز بين الأطفال، لأن من منابع التطرف هو أن يكون الطفل عدائى ومتنمر، وهناك خطورة من المتنمر والمتنمر عليه فكلاهما يحتاجون إلى علاج توعوى يساعد على عدم ولادة العنف بداخلهما.
وأوضحت نجلاء علام، كما أن المجلة تعمل على خلق أبواب تفاعلية بين الأطفال، حيث أن الطفل عندما يعبر عن وجهة نظره يشعر بأن المجتمع يقدره ويحترمه، وهذه من الطرق الغير مباشرة التى تستخدمها المجلة لإنفاذ النشء والأطفال والشباب من التطرف والعنف.
وأشارت رئيس تحرير مجلة قطر الندى التى تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى أن هناك عدة طرق غير مباشرة للتعامل مع الأطفال تستخدمها المجلة منها فتح مجال للمناقشة حال حدوث حوادث إرهابية، حيث نقوم بفتح مجال مع الأطفال لنفهمهم طبيعة الحادثة وأضررها على المجتمع، حتى يشعر بأن هذا الأمر مشين، وأن المجتمع المصرى مجتمع سلام وليس إرهاب، ثم نبدأ فى الاستماع لوجهة نظرهم، كما نعمل بصورة مستمرة على فتح باب التحقيقات فى قبول الأخر ونقول بشرح أهمية الصداقة بين المسلم والمسيحى، وان جميعنا نعمل كمصريين دون تمييز، وبالفعل نلقى نجاحًا كبيرًا لما نقوم به بين الأطفال، ومستمرين فى رفع الوعى لديهم، حتى لا يتعرضون للاستقطاب من الفكر المتطرف الذى لا يريد خير للبلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة