يقول (كتاب أنا والقرآن.. سورة آل عمران) جاسم سلطان، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، إن متعة الارتحال مع القرآن متعة لا تعادلھا متعة، فمع كل نقلة يتم استفزاز العقل لاكتشاف المعنى والعلاقات، فھناك دائما ما يستثیر السؤال، وھناك دائما ما يحتاج إلى تفكر.
ويضيف الكتاب الناس فى البحث فى القرآن يسلكون طرقا شتى، فالظواھر البشرية عامة تظھر فى المجتمع البشرى بصور مختلفة، والقرآن يقدم نماذجھا الأساسیة فى سیاق الأحداث التى أحاطت بالدين لحظة تنزله، وھذه النماذج ھى ما نحرص على الكشف عنھا فى لمسات قصیرة مع كل آية، ويعید القرآن تكرار كثیر من المعانى فى سیاقات شتى ربما لأھمیتھا وربما لطرقھا من زاوية مختلفة باعتبار السیاق.
والكتاب يعرض لسورة آل عمران، وهى سورة طويلة ترسم لنا ملامح نشأة الديانة المسیحیة وجذورھا بالطريقة القرآنیة الفريدة التى تركز على مشاھد أساسیة تختصر بھا المسافة الزمنیة، حتى يراھا الإنسان ويستشعرھا وكأنھا تتم أمامه مختزلة التفصیلات المتعلقة بالزمان والمكان والأسماء بأقصى قدر لیظل العقل مرتبطا بالموضوع ذاته فلا يتشتت.
والسورة تكشف تعامل الإنسان مع الدين الذى ينتھى بتقديس البشرورفعھم فوق مستوى البشرية، حتى تحذر الأمة الخاتمة من ذلك الطريق الخطیر فالموضع بقدر ما ھو خطاب للنصارى ولكنه درس لما يحدث للبشر فى علاقاتھم وكیف أن الناس ينتقلون من التقدير إلى التقديس ويختفى الحد الفاصل بین الإنسان والمقدس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة