استطاع العندليب الذى تحل ذكرى وفاته ال 42 اليوم،أن يشق طريقه ويترك بصمته وسط عمالقة الطرب والغناء فى عهده وأن يكون له بصمة خاصة تستمر للأبد ولذلك كان يتعامل بذكاء كبير مع هؤلاء العمالقة ومنهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
وكان الموسيقار محمد عبدالوهاب استمع للعندليب فى بداية مشواره فى إحدى الحفلات الخاصة، وحكى الكاتب الصحفى محمد بديع سربية صاحب مجلة الموعد فى كتابه "مشوار مع العندليب" أنه عندما سأل عبدالوهاب عن المطرب الجديد الذى سمعه – قاصدا عبدالحليم حافظ - وكان ذلك عام 1952 وصف عبدالوهاب صوت العندليب بأنه شجي، وتوقع أن تفتح أمامه أبواب النجاح قائلا :"عنده ثقة كبيرة بنفسه، وكنت أتوقع أن يتهيّب الغناء أمامي ولكنه احتضن عوده، وغنى وهو هادئ الأعصاب، وحتى عندما غنى إحدى أغنياتي، غناها بطريقته الخاصة وليس بطريقتي، ولاحظت بأنه على قدر كبير من الذكاء والثقافة"
وخلال هذا اللقاء لم يطلب العندليب من عبدالوهاب أن يلحّن له، لأنه كان متأكداً أن موسيقار الأجيال لن يلحّن له إلا عندما ينجح.
وفى هذا الوقت وقع عبد الوهاب عقد فيلم من إنتاجه لحليم بقيمة 500 جنيه رغم أنه لم يلحن له، وتأخرت الاستعدادات للفيلم، وبعد أن حقق العندليب شهرة واسعة ووصل أجره إلى 5 ألاف جنيه بعد فيلمه الثانى أيامنا الحلوة رفض أن يرفع قيمة العقد الذى وقعه مع عبدالوهاب، رغم أن مستشاريه وأصدقائه وقتها نصحوه برفع أجره، وهو ما أثار إعجاب عبدالوهاب ،فتعهد بأن تكون أغاني الفيلم كلها من تلحينه، ومثّل العندليب لحساب شركة عبد الوهاب فيلم «بنات اليوم»، ولحّن الموسيقار الكبير للعندليب فيه خمسة من أجمل أغانيه، وكان منها: «عقبالك يوم ميلادك»، «يا قلبي يا خالي»، «كنت فين»، «أهواك»، و«ظلموه» ، وهكذا ارتبط حليم بذكاءه وتخطيطه بعبدالوهاب، واستفاد من هذه العلاقة وأسسا معا شركة صوت الفن للإنتاج والتوزيع السينمائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة