افتتح الصوفية مولد السيدة زينب رضى الله عنها وتستمر الاحتفالات حتى الثلاثاء القادم الأخير من شهر رجب لعام 1440 هجريا، وبدء توافد مريدى الطرق الصوفية ونصب خدماتهم لتقديم المأكل والمشرب لزوار المولد.
وتزين مسجد السيدة زينب بالأنوار فيما انتشر بائعو حلوى المولد بميدان السيدة زينب، كما تزين ضريح السيدة وسط انتشار حلقات الذكر داخل المسجد.
وأكد الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، على أن المولد فرصة لقيام شيوخ الطرق بعقد ندوات توعوية بضرورة المشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، مضيفا أن الطريقة العزمية عقدت ندوات توعوية لمريديها الهدف منها الحث على المشاركة والتأكيد على أن التخلف عن المشاركة "إثم".
ويحى الليلة الختامية عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامى، ونقيب المنشدين الشيخ محمود التهامى، وفى إطار المحافظة على هيبة ووقار المسجد أصدرت وزارة الأوقاف تعليمات بعدم النوم داخل المسجد خلال الاحتفالات والحرص على نظافته ومنع الاختلاط وتناول الطعام داخله.
عرف عن السيدة زينب رضى الله عنها أنها أكثر نساء آل البيت صبرا وقوة فهى ابنة الإمام على بن أبى طالب وأمها السيدة فاطمة الزهراء وجدها رسول الله وجدتها خديجة بنت خويلد، وأخويها الحسن والحسين.
فهى بطلة كربلاء، فهى التى كانت تأسوا الملكوم وتثور للشهداء وحمت السبايا الهاشميات ورعت الغلام المريض على زين العابدين بن الحسين، ولذلك كنيت بـ"أم هاشم"، ولدت سنة 6 هجرية وسميت بزينب على اسم خالتها التى توفيت سنة 2 هجرية التى ماتت متأثرة بجراحها فى طريق هجرتها بعد أن طعنها أحد المشركين فى بطنها فماتت هى وجنينها، فسماها النبى صلى الله عليه وسلم على اسم خالتها لتهدأ لوعة الحزن فى قلبه .
توفى الرسول صلى الله عليه وسلم وعمرها خمس سنوات فما مكثت فاطمة بعده حتى لحقت به، وعدت فى التاريخ من البكائيين الستة وهم "أدم ندما، ونوح أسفًا على قومه، ويعقوب لفقد ولده، ويحى مخافة النار، وفاطمة لفقد أبيها، ثم ماتت فاطمة بعد أبيها بستة أشهر فنشأت زينب يتيمة وأوصتها أمها وعلى فراش الموت برعاية أخويها الحسن والحسين.
تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار الذى كان عالى المكانة وعرف بالمروة والكرم والسماحة ولقبوه بـ قطب السخاء، وكان لا يراها أحد فى بيتها إلا من وراء ستار، أما فى محنة كربلاء بعد خروجها من بيتها ورؤية وجهها فقد وصفوها قائلين "ما رأيت مثل وجهها كأنه شقة قمر، وقال الجاحظ فى البيان والتبيين : كانت تشبه أمها لطفا ورقة وتشبه أباها علما وتقى وكان لها مجلس علم للنساء".
تقول كثير من المصادر والمراجع التاريخية الهامة :اختار الإمام على بن أبى طالب، لفتاته حين بلغت مبلغ الزواج، من رآه جديرا بها حسبًا ونسبا، لقد تهافت عليها الطلاب من شباب هاشم وقريش، ذوى الشرف والثراء، فكان "عبد الله بن جعفر "أحق هؤلاء جميعا بزهرة آل البيت وعقيلة بنى هاشم، وأثمر الزواج المبارك، فولدت أربعة بنين :عليا ومحمدًا وعونا الأكبر وعباسًا، كما ولدت له فتاتين، إحداهما أم كلثوم التى أراد معاوية بدهائه السياسى أن يزوجها من أبنه يزيد كسبًا للمعسكر الهاشمى، فترك عبد الله أمر فتاته لخالها الإمام الحسين الذى آثر بها أن عمها القاسم من محمد بن جعفر بن أبى طالب .
ذكر النسابة العبيدلي وهو مؤرخ من قدماء علماء الشيعة، في أخبار الزينبيات على ما حكاه عنه مؤلّف كتاب السيدة زينب: أنّ زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلى المدينة أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق انتقاض الأمر، فكتب إلى يزيد بالحال، فأتاه كتاب يزيد يأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا، فقالت لها زينب بنت عقيل: يا ابنة عمّاه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء، فطيبي نفساً وقرّي عيناً، وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلي إلى بلد آمن، ثم اجتمع عليها نساء بني هاشم وتلطّفن معها في الكلام، فاختارت مصر، وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري في جماعة معه، فأنزلها داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً،وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري بالقاهرة فيما تشير روايات أخرى إلى أن عبد الله بن جعفر الطيار رحل من المدينة، وانتقل مع زينب إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية اسمها راوية وقد توفيت زينب فى هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها والمنطقة معروفة الآن بالسيدة زينب وهى من ضواحي دمشق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة