لا تلتفت لهؤلاء الذين ينصبون أنفسهم أوصياء عليك فى مسائل الدين أو العلوم الشرعية أو الآراء الفقهية، لا تسمع لهم دون تفكير وتدبر وتعقل، لا تسلم لهم نفسك كالميت بين يدى مغسله، أبلغهم أنك تمتلك عقلاً منحه الله لك تدير به شئون دينك ودنياك.
لا تخشى هؤلاء الذين يصفون هذا بالكافر وذاك بالمؤمن وهذه بالمنافقة، لا تحزن عندما يقولون لك أنت فى النار وهؤلاء فى الجنة، وكأنهم يملكون العذاب والنعيم ويقفون على الصراط المستقيم، ويقولون للأشياء كن فتكون، واعلم أنهم بشر لا يستطيعون خلق بعوضة، فما بالك بقرارات تحدد مصائر البشر فى الآخرة يوم البعث.
لا تعتبر الآراء التى تثار أمامك فى الدين كلاماً مقدساً، فهى فى الأول والآخر وجهات نظر لبنى آدمين مثلى ومثلك، آراء تحتمل الخطأ أو الصواب وليست قرآناً، واعلم أن الوحى قد انتهى منذ آلاف السنين، واستقبل ما يثار أمامك فى الدين والتدين بميزان العقل والتدبر، فهناك ما يمكن وصفهم أو تسميتهم بـ"الشيوخ"، مكلفون باستقطابك لجماعات متطرفة منحرفة فكرياً، وآخرون يريدون لك الخير فى الدين والآخرة.
أما هؤلاء الذى وظفوا أرواحهم أوصياء فى الشارع السياسى، ويعتبرون أنفسهم متحدثين باسم الوطنية، ويريدون التحكم بالأفواه، ليتكلم من يشاءون ويخرسون من يشاءون، فهؤلاء تعامل معهم كتعاملك مع العدم، لأنهم خطر على الوطن والمواطن والحرية.
هؤلاء يحاولون إيهامنا بأنهم مكلفون – من فوق - رغم أنهم مجتهدون ليس أكثر، هؤلاء يزرعون الخوف فينا دون أن يدروا، يؤذون الوطن والمواطن باسم النصيحة ومقولة "أصل إحنا خايفين عليك"، أفصح عن رأيك طالما نابع من داخلك، ولست مكلفاً من الخارج بقوله فى الداخل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة