الفلوس ولا الشهرة.. الكتاب بيحبوا إيه فى الجوائز الأدبية قيمتها ولا فلوسها

السبت، 23 مارس 2019 12:00 ص
الفلوس ولا الشهرة.. الكتاب بيحبوا إيه فى الجوائز الأدبية قيمتها ولا فلوسها الكتاب والجوائز العربية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إن السرد بالعامية مجازفة، وأنا أحب الجوائز، "الأدق أحب أموال الجوائز"، وما شجعنى عليها أن الجوائز العربية على نبلها وقيمتها الكبيرة وراء تخلف الرواية المصرية، لقد ردَّتها إلى ما قبل رواية الستينيات، وبالتالى نجاح الرواية فى مصر يكفى عن أى جائزة عربية.. وطبعاً هذا لا يعنى أبداً أننى ضد الجوائز، بالعكس أنا أفرح بأى جائزة حتى لو كانت كلمة عابرة من قارئ مجهول".. هكذا قال الروائى حمدى أبو جليل، في أحد الحوارات الصحفية التى أجراها مؤخرا، فى حديثه عن الجوائز الأدبية ونظرتها للكتابات بالعامية المصرية.
 
أبو جليل كان متصالحا مع نفسه بشكل كبير عندما قال نصا "الأدق أحب أموال الجوائز"، فى توضيح فى نظرته للجوائز الأدبية والتى أكد أنه يفرح بها، والجوائز بالتأكيد هى من الأشياء التى تسعد المبدعين، وتمثل تقديرا لمجهودهم وإنتاجهم الأدبى، لكن كيف ينظر المبدع لقيمة الجائزة، هل قيمتها المادية فى المقام الأول، أم الشهرة التى يحققها الكتاب أو مؤلفه نتيجة الحصول على جائزة خاصة الجوائز الكبرى، أم أن التقدير المعنوى مهما كان يكفى الكتاب من الجائزة بعيدا عن قيمتها المادية.
 
فى التقرير التالى استطلعنا آراء عدد من الكتاب والنقاد، ممن حصلوا على جوائز أدبية عربية ومصرية خلال الشهور الماضية، لاستطلاع آرائهم حول نظرتهم للجوائز الأدبية، وما هو العنصر الأهم فيها، المادى أم المعنوى؟
 
الناقد رضا عطية
 
وقال الناقد الدكتور رضا عطية، الفائز بجائزة ساويرس الثقافية، فرع النقد الأدبى، عن كتابة "العائش فى السرد"، وجائزة بجائزة النقد الأدبى باليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2019، عن كتابه الاغتراب فى شعر سعدى يوسف، إن أى جائزة لها بعدان الأول معنوى والآخر مادى وكلاهما لا ينفصل.
 
وأضاف "عطية" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن قيمة الجائزة المعنوية مرتبطة بقيمتها المادية، وأيضا القيمة المادية لا تكفى وحدها، فهناك عدة عوامل تمنح الجائزة قيمتها مثل المؤسسة التى تمنحها ومدى مصدقيتها واستقلالها، وأيضا باللجنة التى تقيم الأعمال المقدمة.
 
وأوضح الدكتور رضا عطية، أن الاختلاف حول الجوائز موجود، لكن فى النهاية جماهيرية الجائزة تسطير، فجائزة مثل البوكر عليها اختلاف بأنها تذهب فى بعض الأحيان لغير مستحقيها بحسب الآراء المخالفة، لكن الناس تهتم بها وتتابعها، مشيرا إلى أنه لابد من تمييز الإنتاج الأدبى، ولابد من الإنحياز لتقدير لقيمة المبدعين والمساهمين فى الحقل الإبداعى عبر آلية الجوائز، فجائزة مثل نوبل عندما منحت للأديب العالمى نجيب محفوظ، كانت تقديرا لقيمة هذا المبدع.
 
أحمد القرملاوى
أحمد القرملاوى
بينما قال الروائى أحمد القرملاوى، الفائز بجايز الشيخ زايد للكتاب لعام 2018، فرع المؤلف الشاب عن روايته "أمطار صيفية"، وجائزة أفضل رواية باليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2019، عن روايته "نداء أخير للركاب"، إن تقييم الهدف من تحقيق الجائزة يختلف من شخصا لآخر، فكاتب مثل حمدى أبو جليل، هو كاتب كبير وله تجربته الإبداعية المميزة ومتحقق، لكن أنا ككاتب شاب احتاج الجائزة كنوع من التقدير المعنوى والاعتراف بتجربتى الأدبية.
 
وأضاف "القرملاوى" أن الجائزة الأدبية تعد اعتراف بالمؤلف، وتقديرا لعمله ومجهوده، وأنا كنت فى احتياج للاعتراف والإشادة بإنتاجى الأدبى على المستوى المعنوى فى الأساس، ولم تكن القيمة المادية عنصر أساسى فى ترشحى للجائزة، مشددا على أن الجانب المادى هام بالتأكيد ويكون تقديرا للمؤلف، ولكن ليس هو العنصر الأساسى فى الجائزة.
 
مصطفى الشيمى
 
من جانبه قال القاص والروائى الشاب مصطفى الشيمى، الحاصل على جائزة دبى الثقافية عام 2015، إنه لا يعتقد أن قيمة الجوائز تقتصر على العائد المادى، فمثل هذه النظرة تساعد على تسليع الثقافة، ولا يعتقد بوجود جائزة كبيرة وصغيرة وفقًا للقيمة المادية، تاريخ الجائزة يعد قيمة فى حد ذاتها، الفوز بجائزة تحمل اسم جريدة "أخبار الأدب" هو فوز كبير، الفوز بجائزة دبى الثقافية يعنى التنافس على مستوى الوطن العربى إلى جانب تاريخ الجائزة، الأهم بالنسبة لى هو تاريخ الجائزة ومصداقيتها؛ وانحيازها للفن قبل أى شىء آخر.
 
وأضاف "الشيمى" أعتقد أيضًا أن الجوائز تقدم حلقة مفقودة فى الحياة الثقافية، وهى التواصل بين المبدعين والنقاد، وهى قيمة هامة بالنسبة للمبدع، إلى جانب أن الجوائز تعطى مصداقية للكاتب أمام شريحة من الجمهور، تسلط الضوء على الأعمال الجيدة؛ والتى يجوز الاختلاف حولها.
 
وأوضح مصطفى الشيمى، إذا اقتصرنا بالجائزة على العائد المادي فقط، فلا فرق بين مبدع هذا العصر وبين شعراء الهجاء الذين كانوا يلفون على قصور السلاطين من أجل حفنة من الدنانير؛ هذه الذهنية أفسدت ثقافتنا.
 
سامح الجباس
سامح الجباس
فى السياق ذاته، قال الروائى الدكتور سامح الجباس، الفائز بجائزة كتارا الثقافية، فى دورتها الأولى، إن معظم الجوائز الأدبية تكون قيمتها المعنوية أعلى من قيمتها المادية، خاصة تلك الجوائز التى تعطى دخل مصر.
 
وأضاف "الجباس" أن الفوز بالجوائز الدولية والعربية، يعطى الاثنين معا فقيمته المادية أعلى، بجانب قيمته الأدبية والثقافية، فبعد حصولى الجائزة اصبح اسمى معروف بشكل أوسع، وبعدما كنت اتعامل مع دور النشر الصغيرة، أصبحت دور الكبرى تتعامل معى، وتستهدف نشر أعمال.
وأختتم الروائى سامح الجباس، أنه عند الترشح لأى من الجوائز الأدبية، يستهدف انتشار اسمه، وقيمة الجائزة الثقافية، بعيدا عن قيمتها المالية، لأن هناك العديد من الجوائز تعطى قيمة مالية كبيرة، لكنها لا تعطى أى قيمة معنوية للكاتب.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة