"إن المواطنة، هى إقامة دولة القانون والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص على فلسفة حقوق الإنسان، ومن هنا فإن الجهود التى يجب أن يبذلها العلماء والمفكرون والفلاسفة وقادة الرأى وكل منشغل بالقضايا العامة والوطنية، يجب أن تنصب بشكل رئيسى فى تفعيل المواطنة، كمبدأ ومفهوم تتأسس عليه الحياة العربية المعاصرة"، هكذا قال الدكتور شبل بدران، أستاذ علم اجتماع التربية، وعميد كلية التربية بجامعة الإسكندرية الأسبق، فى مقدمة كتابه "مكانة المواطنة فى التعليم"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
والكتاب يتناول أحد أهم القضايا التى تنشغل بها المجتمعات الديمقراطية وغير الديمقراطية، إنها قضية المواطنة وتخلص الدراسة رؤية المؤلف، فى أن التعليم ليست عملية محايدة، وإنما أداة ووسيلة لتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص فى المجتمع، كما أن التعليم وسيلة لتكوين الشخصية الوطنية التى تمتلك الوعى والقدرة على النقد والإبداع.
صدر الكتاب عن سلسلة الدراسات السياسية والاستراتيجية التى تصدرها الهيئة العامة للكتاب، وجاء فى أربعة فصول، ناقش الأول معانى ومفاهيم المواطنة من خلال عرض ومناقشة ماهية المواطنة، والمواطنة والهوية، والمواطنة والعولمة، وقيم المواطنة التى يجب أن يعلى من شأنها وتعظم وتكرس لدى الطلاب والناشئة، وفى الفصل الثانى، يناقش الكتاب ويحلل برؤية نقدية للتربية على المواطنة، فيناقش الوطنية والمواطنة والديمقراطية والتربية على المواطنة، بمعنى أن تؤسس المناهج الدراسية كافة والكتب المدرسية على مبدأ المواطنة سلوكا وفعلا.
وفى الفصل الثالث يناقش الكتاب مكانة المواطنة فى المناهج الدراسية، وذلك من خلال تحليل محتوى كتب المرحلة الثانوية للعام الدراسى 2013/2014 (التاريخ، الفلسفة والمنطق، وعلم النفس والاجتماع، والتربية الوطنية"، وفى فصله الرابع، يناقش الكتاب، بعض المقاربات المنهجية ووجهة النظر حول مكانة المواطنة فى المناهج الدراسية للمرحلة الثانوية للعام الدراسى 2013/2014 م، بجمهورية مصر العربية.
ويوضح الكاتب أن الطهطاوى هو أول مفكر عربى يكتب عن الوطنية والمواطنة، فحب الوطن عنده هو من الإيمان ومن طبائع الأحرار، ويحاول من خلال كتابه أن يطرح إشكالية عدم المساواة فى النظام التعليمى المصرى، فهناك تعليم عام وخاص واستثمارى ولغات، ما يعنى عدم تكافؤ الفرص التعليمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة