"بدأت العمل فى الصنعة صغيرا بأجر قرشين وظهور سيارات السرفيس والتاكسى والتوك توك تسبب فى قلة أعداد عربات الحنطور التى ننفق على أسرنا من عائد عملنا فى فرشها بالجلد".
بهذه الكلمات بدأ عويس محمد الهوارى 58 عاما سروجى عربات حنطور سرد مشواره مع المهنة وأضاف: كان والدى عربجى حنطور وعندما بلغ عمرى 12 عاما تولى تعليمى الصنعة أقدم سروجى فى المحافظة " محمد بيومى" بأجر لا يزيد عن قرشين ، وكنت أذهب برفقة "المعلم" إلى بعض العمد فى قرى أبوسليم والحلابيه بمركز بنى سويف ، وقرى مركز ببا جنوب المحافظة ، فضلا عن مديرين عموم ومستشارين ، وذلك لتغيير فرش الحنطور "الإنجليزى" الذى يستخدمونه ، إذ يمنحوننا أجرا مضاعفا نظير عملنا علاوة على أنواعا مختلفة من الفاكهة.
وأردف قائلا: "مرت السنوات أتقنت المهنة ، واكتسبت الخبرة و بلغ أجرى 15 جنيها يوميا ، وبعد قضاء الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة ، توفى السروجى الذى علمنى المهنة ، و قررت العمل بمفردى فى فرش "كساء " جوانب الحنطور بالجلد ، واتخذت من منطقة أمام سكن عمال هندسةالسكة الحديد بحى الغمراوى بمدينة بنى سويف مكانا لعملى ".
وتابع : فى عام 1988 سافرت عدة مرات إلى أسوان و مدينة إدفو بالأقصر ، لأعمل فى فرش الحناطير سواء أمام المنازل أو الجراحات وكنت انتهى من تشطيب العربة الواحدة خلال خمسة عشر يوما ، و أحصل على الأجر الذى أطلبه نظرا لتميزى واتقانى المهنة لذلك هناك عبارة تتردد حتى الآن بين أصحاب الحناطير بمحافظات الجنوب وهى " حنطور بنى سويف يتحمل جو الأقصر " دلالة على إتقاننا لمهنة فرش الحنطور بالجلد ، و منذ سنوات حصلت على كشك خشبى بجوار السلخانة القديمة بحى الغمراوى وضعت بداخله "عدة الشغل" وأعمل فى فرش عربات الحنطور أمامه بالجانب الآخر من الطريق ، وأحضر " زبون " من أسوان عربة حنطور لكسوتها بالجلد ومرت 15 سنة ولم يعد لاستلامها وبرغم ذلك احتفظت بها كأمانة أودعها لدى ، حتى أتى ليجدها معبرا عن دهشته ، وتسلمها بعدما أعطانى أجرا عاديا .
ويواصل عويس الهوارى حديثه قائلا: هناك أنواع مختلفة من عربات الحنطور منها "النمساوى، الإنجليزى، الدوران، أبوالحسن، التليانى"، و أستخدم نوعا من الجلد الجاموسى لفرش "الكبوت" ، و يأتينا من مركز ملوى بمحافظة المنيا ، ويصل ثمنه إلى 1000جنيه ، وأقوم بتركيب فرش "الجانبين ، والمسند ، وشلتة القعدة ، والكرسى الأمامى والمخدع " بالجلد الأمريكانى والذى يباع بالقدم " 80قدما ب25 جنيها " ويفضل بعض أصحاب الحناطير فرش الجوانب الداخلية للعربة بجلد سكاى نظرا لرخص ثمنه ، واستخدم فى عملى أدوات تشمل ، شاكوش ، سكين ، أزميل حشو ، كماشة ، اذ أقص الفورم حسب مقاسات جوانب الحنطور ( سادة وكبتونيه "مضلع " ) ، وأرسلها إلى مدينة طنطا بالغربية لاعدادها ثم استلمها وأقوم بحشوها قطن سكرتون "بواقى المصانع " والكرتون ، ثم تثبيتها بالمسامير فى جنبات العربة أو تعديلها وقص الزيادات قبل تثبيتها .
واستطرد : كان لدينا فى بنى سويف 200 عربة حنطور ولا يوجد منهم حاليا سوى20 فقط بعد ظهور سيارات السرفيس الأجرة والتاكسى والتوك توك ، وكذلك وقف التراخيص و عدم الإهتمام باستخدام الحنطور فى السياحة، ما أدى إلى بدء لاندثار مهنة السروجى المرتبطة بوجود أعداد كثيرة من عربات الحنطور، ونعتمد حاليا فى عملنا على الحناطير القادمة إلينا من محافظة الأقصر ونستخدم الجلد الطبيعى فى فرش الكبوت والجوانب الداخلية لكى تتحمل درجات الحرارة المرتفعة جنوب الصعيد، بالإضافة إلى قليل من عربات الحنطور ببنى سويف، والتى استهلكت فرشها ، وبعض من أصحاب الحناطير يفضلون حاليا تثبيت الفرش بأنفسهم نظرا لقلة الدخل لافتا أن الله رزقه بولدين تزوج احدهما ويسعى إلى تجهيز نفقات زواج الآخر فى ظل ضعف العائد المادى بسبب قلة أعداد عربات الحنطور حاليا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة