مازالت لعبة مومو MOMO، تثير الجدل ضمن الألعاب المرعبة التى أثارت حالة من الهلع والخوف بين الآباء خلال الفترة الأخيرة مثل الحوت الأزرق ومريم، الأمر الذى دفع عددا من الجهات للتحذير منها، وأهمها دار الإفتاء التى ناشدت كل من استُدرِج للمشاركة فيها أن يُسارِعَ بالخروج منها، وأهابت دار الإفتاء المصرية بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة.
وأكدت الدار أنه يجب على الآباء متابعة أولادهم والحرص على معرفة الألعاب التى يلعبونها حتى نقيهم شر هذه الألعاب، حيث إنه يُقال إن الرسائل المصاحبة للصورة تُشجع الأطفال إما على القيام بأعمال مؤذية لأحبائهم، أو وضع أنفسهم بمواقف خطرة، أو حتى الانتحار.
وأوضحت دار الإفتاء، أنه حتى الآن أصدرت العديد من المدارس فى المملكة المتحدة تحذيرات، كانت قد وُجهت لأولياء الأمور، حول "تحدى مومو"، فضلاً عن المنشورات التى اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعى فيما يتعلق بـ"التحدى".
كما حذر المجلس القومى للطفولة والأمومة، الأطفال وأولياء الأمور من لعبة "مومو" المتداولة بين الأطفال، موضحة أنها تحدى جديد يهدد حياة الأطفال.
وأوضحت الدكتورة عزة العشماوى، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، أن خط نجدة الطفل 16000 تلقى بلاغا يفيد بإطلاق لعبة جديدة تسمّى تحدى مومو (Momo challenge) تهدد حياة الأطفال، مشيرة إلى أنه تم إطلاقها عبر تطبيق ال "واتس أب "، وهى لعبة جديدة تؤدى إلى الانتحار، انطلقت فى بلدان عديدة حول العالم.
وأضافت " العشماوى" ان "اللعبة المميتة" تبدأ بتحدى يسمى تحدى مومو عن طريق متحكم غامض، يقوم بإرسال صورٍ عنيفة الطابع إلى طفل عبر تطبيق ال واتس أب، أو من خلال الألعاب عبر الإنترنت، ويقوم من خلالها بتهديد الفتيان الصغار فى حال رفضوا اتباع الأوامر التى تطلبها منهم!! والتى تصحبها رسالة مخيفة تستهدف بعض مستخدمى ال "واتس آب"، وتقوم بتهديدهم بأنها تعرف الكثير من المعلومات عنهم كما تشجع الأطفال على القيام بأعمال مؤذية او وضع أنفسهم بمواقف خطرة.
وناشدت " العشماوى" الجهات المعنية، بضرورة إدراج مثل هذه الألعاب تحت مظلة الجرائم الالكترونية، مشددة على أن أمن أطفالنا وسلامتهم هى مسئولية مشتركة بين جميع أجهزة الدولة.
كما ناشدت أولياء الأمور بضرورة متابعة ألعاب أطفالهم بإستمرار حتى لا يقعوا فريسة سهلة للقرصنة الإلكترونية، والتى قد تعرض حياتهم للخطر، داعية أولياء الأمور بالإتصال بالخط الساخن لنجدة الطفل "16000" للحصول على المشورة النفسية الصحيحة فى التعامل مع مثل هذه المواقف مع الأطفال.
وذكرت " العشماوى" أن المجلس قد أطلق بالتعاون مع الشركاء حملات لتوعية الأطفال والأهالى بكيفية استخدام الإنترنت بدون مخاطر مثل الحملة التى أطلقها المجلس ضد "التنمر الالكتروني" فى ابريل من العام الماضى والتى هدفت إلى تقديم رسائل توعوية للأطفال والمراهقين لتعريفهم بإرشادات وإجراءات السلامة عبر الإنترنت، وفى اليوم العالمى للإنترنت الآمن حرص المجلس مجددا على نشر ثقافة حماية الأطفال من الأخطار التى من الممكن أن يتعرضوا لها من خلال شبكة الإنترنت.
فيما أصدر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، بيانا بشأن لعبتى "مومو" و"pubg"، تضمن 10 نصائح لأولياء الأمور لمتابعة ذويهم، مؤكدًا أنه تابع عن ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى، من ألعاب تخطف عقولَ الشباب، خاصة وكثير من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته، ومن ذلك ما انتشر مؤخرًا من لُعبة تُدعى "مومو" وما يماثلها، وتستهدف هذه اللعبة جميع الفئات العمرية، وخاصة الشباب وتعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق و"pubg".
واستطرد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، فى بيانه:"هذه اللعبة تبدو فى ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدِم أساليبَ نفسيةً معقَّدةً تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبى المغامرة وعاشقى الألعاب الإلكترونية لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى.
ورصد قسم متابعة وسائل الإعلام بالمركز أخبارًا عن حالات قتل من مستخدمى هذه اللعبة، وقد نهانا الله سبحانه عن ارتكاب أى شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين فقال تعالى:"وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" "النساء: 29"،كما قال "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ " "الأنعام 151".
وقدم مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، عدَّةَ نصائحَ لجميع فئات المجتمع تساعده على تحصين أبنائه، وتنشئتهم تنشئة سوية واعية تقيه من أمثال هذه المخاطر.
وهذه النصائح كالآتي:
1- متابعة الأبناء بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة.
2- مراقبة تطبيقات الهاتف بالنسبة للأبناء، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة.
3- شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة.
4- التأكيد على أهمية الوقت بالنسبة للشباب.
5- مشاركة الأبناء فى جميع جوانب حياتهم مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة لهم.
6- تنمية مهارات الأبناء، وتوظيف هذه المهارات فيما ينفعهم والاستفادة من إبداعاتهم.
7- التشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنح الأبناء مساحة لتحقيق الذات وتعزيز القدرات وكسب الثقة.
8- تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية فى محيط الأسرة والمجتمع.
9 -تخير الرفقة الصالحة للأبناء ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة.
10- التنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادة التى يمكن أن تصيب الإنسان بأى ضرر جسدى، له وللآخرين، وصونه عن كل ما يؤذيه؛ وذلك لما روى عن فضالة بن عبيد رضى الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ : مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِى طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْمُهَاجِرُ: مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ » رواه أحمد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة