وروى جرجس قصة عيد الصليب قائلًا: اكتشفوا الصليب عام 312 حين كان الأمبراطور قسطنطين يحارب أحد الجيوش وقد كان متعبًا، وحين جلس فى المعسكر رأى صليبا فى السماء مضئ بالنجوم مكتوب عليه بهذا تغلب، فامسك بالصليب ووضعه على الدروع والفرس والجيوش
وتابع حديثه: "أما الملكة هيلانة والدته، نذرت لنفسها البحث عن الصليب الذى صلب عليه المسيح، اخفوه اليهود ووضعوه فى أرض وردموا عليه، وتوارثت الأجيال اليهودية المتعصبة أن مكان الصليب "مزبلة"، وبعد ثلاثة قرون بحثت الملكة هيلانة عن الصليب، حتى أتت برجل عجوز أرشدها إلى مكان ما "مزبلة" فى هضبة الجلجثة فوجدوا ثلاث صلبان، وضعوها على جسد ميت حتى قام فعرفوا إنه صليب المسيح".
واستكمل كاهن كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة: "ظل الصليب فى كنيسة القيامة موضوعا فى مكان فخم بكنيسة القيامة على قاعدة ذهبية يخرج منه نور، حتى جاء عام 616 م تغلب كسرى على هرقل ودخل الفرس مصر ومنها إلى أورشليم، ودخل أمير فارسى على كنيسة القيامة وأراد أن يأخذ الصليب وأوصى اثنين من الشمامسة أن يأتوا به، وأخذ الصليب وسار به بعيدا عن الكنيسة وبعد فترة ضاع الصليب مرة أخرى حتى بحث هرقل عن الصليب ليضعه فى مكانه ليكرم المسيح حتى وجده وأراد وضعه فى الكنيسة وهو يرتدى الحلة الملوكية واضعا الصليب على كتفه وعند نقطة معينة لم يستطع استكمال السير، فنصحه أحد الأساقفة بخلع ملابس الملوك لأن المسيح هو الملك الوحيد، فارتدى ملابس الفقراء وتمكن من وضع الصليب فى مكانه".
أما الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا، فقال جرجس، إن الكنيسة تستخدم لحن أحد الشعانين أو أحد السعف بعيد الصليب، وفى كلتا الحالتين كان المسيح متواضع ففى أحد الشعانين دخل أورشليم على جحش متواضع مثل الفقراء، وكان الفنان القبطى القديم يرسم خشبة الصليب اخضرت ولها جذور فى الأرض لكى يقول أن الصليب مد جذوره فى الإنسانية وامتص أحزاننا واستبدلها بفرح مضيفًا: "الصليب ليس مجرد خشبة بل هو روح الإيمان المسيحى واعتراف بوحدانية الله".
فيما ترأس الأنبا دمتيروس أسقف ملوى قداس عيد الصليب صباح اليوم بكنيسة مارمرقس الرسول بمطرانية ملوى وسط حضور شعب الكنيسة.
ويواصل الأقباط صوم القيامة الذى بدأ فى الرابع من مارس ويستمر لمدة 55 يوما تنتهى بعيد القيامة فى الثأمن والعشرين من أبريل المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة