وقع مئات المصريين بين مصاب وشهيد برصاص قوات الاحتلال الإنجليزى، بعدما خرج الشعب احتجاجا على الاحتلال، وبعد يوم واحد من نفى الزعيم سعد زغلول مفجر الثورة المصرية وزملائه، إلى جزيرة مالطا، ففى يوم 9 مارس خرجت الشرارة الأولى للثورة، وفى مثل هذا اليوم 10 مارس منذ مائة عام وقع أول القتلى والجرحى بصفوف المتظاهرين فى ثورة 1919.
المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعى، فى كتابه "ثورة 1919"، اكد أنه فى يوم الاثنين 10 مارس 1919، كان جميع المدارس والأزهر، كانوا قد أضربوا عن دروسهم، وأعلنوا الإضراب العام، وألفوا مظاهرة كبرى، انضم إليهم فيهم من صادفهم من أفراد الشعب، فسار الجميع فى روعة ومهابة، مخترفين شوارع القاهرة وميادينها، ومروا بدور المعتمدين السياسين هاتفين بحياة مصر والحرية والوفد، ومنادين بسقوط الحماية البريطانية على البلاد.
كان فى هذا اليوم أول القتلى والجرحى، ذلك أنه حينما مر المتظاهرون بشارع الدواوين، حضرت شرذمة عدد قليل من الجنود البريطانيين لحراسة دواوين الحكومة، فأطلق الجند بعض بعض الطلقات النارية على المتظاهرين أصابت بعضهم.
ويؤكد "الرافعى" أن الرواة اختلفوا فى هل حدثت إصابات قاتلة فى هذا اليوم أم فى اليوم الذى يليه، فذهب بعضهم إلى أنه لم يحصل قتل فى يوم الاثنين، وأن ابتداء القتلى والجرحى كان فى يوم الثلاثاء 11 مارس، وأكد بعضهم أن أول القتلى كان فى يوم الاثنين 10 مارس، وهنا يؤكد المؤرخ الكبير: "وقد تحققنا من صحة هذه الرواية بالرجوع إلى دفاتر وفيات أقسام العاصمة فى شهر مارس 1919، فرأينا فى دفتر وفيات قسم السيدة زينب، قيد وفاة (مصرى مجهول) ولعله رمز إلى الشهيد المجهول أو المصرى المجهول، وغلام مجهول يوم 10 مارس بمستشفى القصر العينى، وإنهما أصيبا فى حادثة المظاهرات، فتحققنا إن حوادث القتل فى المظاهرات السلمية بدأت فى هذا اليوم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة