"درب المهابيل" عندما نسمع هذا الاسم نعتقد أن المقصود به هو الفيلم المأخوذ عن رواية الأديب العالمى نجيب محفوظ، والذى تدور أحداثه حول فتاة تدعى خديجة تعيش فى ذلك الحى مع والديها، وتساعد حبيبها طه، الذى يعمل عند عجلاتى لإتمام زواجهما، و يشترى طه ورقة اليانصيب، أملًا فى أن يفوز ليتزوج من حبيبته، لكن يرفض والد خديجة ذلك، ويرميها، ليجدها أحد المجذوبين ويفوز بالجائزة وينقلب حال الحارة رأسا على عقب.
لكن "درب المهابيل" ليس المقصود به فقط اسم الرواية، فهو فى الحقيقة يعود لاسم حى شعبى يتبع قسم عابدين إدراياً وجغرافياً أقرب لقسم الموسكى لأنه يقع بين شارعى محمد على وشارع عبد العزيز بمنطقة العتبة.
وكثرة الأقاويل حول تسمية الدرب بهذا الاسم، حيث قال الحاج سعيد سليمان فى السبعين من عمره وهو أحد سكان الدرب: "درب المهابيل كان يطلق عليه قديماً اسم ترب المناصرة، وذلك لأن الشارع كان به مقابر، والتى تمت إزالتها واتسفلت الشارع، حتى المنزل الذى كنت أسكن فيه أنا وعائلتى، كان مبنى على بقايا المقابر بالشارع، لافتاً إلى أن سبب الاسم يعود إلى أنه كان يسكنه مهابيل".
وإذا تقدمت ببعض الخطوات داخل الحى تجذبك المنازل القديمة التى بنيت فى فترة الخمسينيات والأربعينيات، والتى أسفلها بعض ورش الطباعة تلك المهنة المعروفة بين سكان حى المناطق المجاور للدرب، وكذلك محلات البقالة وغيرها، تجد عم سامح محمد الذى يعمل مكوجى بالشارع، والذى روى لـ"اليوم السابع"، قصة سمعها عن سبب التسمية حيث قال "إن الاسم يعود لعصور الملكية حيث كانت تمر تشريفة عسكرية بهذا الشارع، حيث كانت العساكر ترفع يديها وتخفضها تعظيما للوالى، كان كل من يراهم يطلق عليهم اسم "المهابيل"، ومن هنا جاء سبب الاسم".
وأضاف محمد نجيب أحد سكان الشارع والذى يعتقد أن سبب تسمية الدرب بهذا الاسم يعود إلى أنه كان قديما يسكنه أحد الباشوات يدعى شريف بقصر كان يطل على أحد بيوت الزار ما أثار دهشته، قائلاً: "إيه الناس المهابيل دول؟!"، ومن هنا أطلق على هذا الدرب اسم "درب المهابيل"، مشيراً إلى أن الاسم لن يسبب لهم الإحراج أمام الآخرين، بل يتفاخرون به فقد أطلق على إحدى روايات الأديب العالمى نجيب محفوظ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة