لأكثر من قرن من الزمان عاصرت فيه ظروف اجتماعية واقتصادية مختلفة شاهدة على مراحل تاريخية بمصر، إنها الحاجة فهيمة أكبر معمرة فى مصر من محافظة الشرقية، ذات 106 عاما التى قضتهم فى زرع أسس ومبادئ لأحفادها، وما زالت تؤدى دورها كأم فى العائلة الكل ينصاع لقراراتها الحكيمة.
انتقل "اليوم السابع"، لقرية الموانسة بمركز كفر صقر، لمقابلة الحاجة فهيمة على السيد مواليد 19 نوفمبر 1913 للتعرف عليها وأهم ما عاشته من أحداث وقصة كفاحها.
وفى المنزل التف حولها أبناؤها و أحفادها والذين أكدوا أن "الحاجة" هى محور حياتهم وزرعت فيهم الحب والترابط والصدق والأمانة وعلمتهم التجارة مثلها وكيف يعتمدون على أنفسهم.
الحاجة فهيمة تبدأ يومها بصلاة الفجر، وما زالت تحرص على تأديتها بالرغم من كبر السن وبعدها الإفطار، كما تتابع أبناءها وأحفادها الذين تعرفهم بالاسم رغم أن عددهم تجاوز الـ42 طفلا وشابا، وتستمع طوال اليوم لإذاعة القرآن الكريم وكذلك متابعة نشرات الأخبار.
وبسؤالها عن زوجها، قالت: "تزوجت الحاج عمر ناظر وسية لوزير الحقانية "العدل" فى العشرينات من القرن الماضى، عشت معه 50 سنة حب، فهو كان كريما ولم يمنعنى من العمل فى تجارة الزبدة التى تعلمتها قبل الزواج فكنت أجمع الجبن والزبدة البلدى من الفلاحين بالقرى المجاورة وأبيعها فى القاهرة"، مضيفة: "كونت ثروتى من تعبى، كنت أمشى عشرات الكيلومترات من القرى ثم أركب القطار وأذهب لبيعها، وأمتلك 6 منازل وأراضى زراعية ومبالغ نقدية بالبنك"، لافتة إلى أن التجارة كانت حائط الساند لها بعدما كبر زوجها الحاج عمر وقسمت أراضى الوسية وترك عمله كناظر لها.
وعن مرحلة الزمن الجميل، تحدثت بذاكرة قوية تحسد عليها قائلة: "زوجى كان يحبنى ويصطحبنى معه إلى سرايا الباشا الوزير عابدة بيه، الذى كان يقابله لتسليم ريع الأرضى أو التشاور فيما يخص الوسية"، مضيفة: "كل مرة يصطحبنى فيها لابد أن نذهب لحضور حفلة أم كلثوم"، كما أننى شاهدت الملك فاروق وأعيان البلد فى العديد من المناسبات التى تصادف تواجدها مع زوجها فى سراى الباشا، لافتا إلى أنه كان شخصا متواضعا ويحترم الحاج عمر نظر لأمانته فى العمل لذلك كان يسمح لنا بالاستضافة فى السراى خلال فترة تواجدنا بالقاهرة.
وأكدت أن آخر مرة رأت فيها الملك فاروق كانت يوم رحيله من مصر، فالصدفة أنها مع زوجها بالقاهرة كعادتهم، وعلموا بالخبر وبتجمع الأهالى ومحبى الملك حول القصر لتوديعه، وذهبت ورأته وهو يغادر القاهرة.
وأضافت أن الصدف لم تقف عند هذا الحد معها، فبعدها بسنوات طويلة، زار الرئيس محمد أنور السادات قرية الموانسة لأداء واجب العزاء فى لطفى واكد وهو أحد الضباط الأحرار وخرج الأهالى لمقابلته وكانت من بينهم، لافتة إلى أن واكد كان له قصر مازال موجودا بالقرية، الذى كان يستقبل فيه الضباط الأحرار، وشاهدت العديد منهم.
وعن آخر أمنياتها فى الحياة، أكدت أنها تتمنى مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى قائلة "بيحب مصر ربنا يقويه فهو الذى حمى مصر من الضياع ومن مكائد الإرهابيين، مضيفة أنها ستتبرع بمبلغ 30 ألف جنيه من ثروتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة