على مدار الـ27 عام الماضية، أدارت 10 حكومات يمينية متطرفة شئون دولة الاحتلال الإسرائيلى، وهى الفترة ما بين عام 1992 حتى عام 2019 الجارى، مثل هذه الحكومات 7 رؤساء وزراء، شغل بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الحالية أكثر فتراتها.
طوال تلك السنوات الطويلة من عمر "قضية القرن" لم تشهد أوضاع الأراضى الفلسطينية المحتلة ولا شعبها المحتل أى تحسنا ملحوظا بل على العكس ازدادت معاناته تحت وطأة قمع الاحتلال وحكومته اليمينة المتشددة التى سفكت دماء آلاف الأبرياء بالضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة.
"اليوم السابع" رصد فى التقرير التالى حكومات إسرائيل اليمينة العشرة خلال تلك الفترة.
فى عام 1992 تولى إسحاق رابين، منصب رئيس حكومة إسرائيل والتى استمرت حتى عام 1995 باغتياله على يد متطرف يمينى رفض محاولات رابين للتوصل لسلام مع الفلسطينيين.
وعقب اغتيال رابيين تشكلت حكومة جديدة برئاسة شيمون بيريز، ولكنها لم تدم طويلا فبعد عام واحد انهارت الحكومة وتشكلت حكومة جديدة عام 1996 برئاسة بنيامين نتانياهو، والتى استمرت حتى عام 1999 بانتخاب إيهود باراك، رئيسا للوزراء.
وفى عام 2001 ذهبت دولة الاحتلال لانتخابات مبكرة أدت لصعود السفاح آرئيل شارون وبعد عامين ذهبت تل أبيب للانتخابات مرة أخرى وفاز شارون مرة أخرى برئاسة الوزراء.
وفى عام 2006 تشكلت حكومة إسرائيل مع دورة الكنيست الـ 17 ، برئاسة إيهود أولمرت، وهى الفترة التى شهدت حرب غزة الأولى والتى عرفت بحملة "الرصاص المصبوب" وراح ضحيتها آلاف الشهداء والمصابين من أبناء الشعب الفلسطيني.
فترات حكم نتانياهو
ومنذ عام 2009 وحتى عام 2019، شهدت إسرائيل 3 انتخابات برلمانية فاز فى جميعها بنيامين نتنياهو، ليصبح رئيس الوزراء الإسرائيلى الوحيد الذى يفوز بهذا المنصب 4 مرات فى عام 1996 وعام 2009 وعام 2013 وعام 2015 حتى الآن.
وكان نتنياهو أصغر من تولى هذا المنصب فى تاريخ إسرائيل، فقد كان يبلغ من العمر 46 عاما حينما هزم منافسه شيمون بيريز فى أول انتخابات مباشرة تجرى فى تاريخ الدولة العبرية.
وكانت أول مشكلة حقيقية واجهت نتنياهو بعد توليه منصب رئاسة الوزراء عام 1996 هى سلسلة العمليات الاستشهادية التى قامت بها حركة المقاومة داخل الأراضى المحتلة، وما تسبب عن ذلك من أزمة حكومية.
واتهم نتنياهو من قبل معارضيه بتعمده إعاقة مسيرة السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وتسبب موقفه المتصلب من هذا الأمر فى تصويت الكنيست الإسرائيلى بسحب الثقة من حكومته والدعوة إلى انتخابات مبكرة خسرها نتنياهو فى منتصف 1999 أمام منافسه من حزب العمل الإسرائيلى إيهود باراك.
وخلال الـ 10 سنوات الماضية شن نتنياهو العديد من العمليات العسكرية الوحشية ضد قطاع غزة ففي عام 2012 شن عملية "عامود السحاب" التي اسقطت مئات الشهداء والجرحى، وفى عام 2014 شن عملية "الجرف الصامد" التى سقط فيها 2174 شهيدا، منهم 1743 مدنيا و530 طفلا و302 امرأة.
حكومة رابين اليمينية
ويعتبر إسحق رابين واحدا من أهم رؤساء الوزراء الإسرائيليين، وكان رئيسا لأركان حرب الجيش الإسرائيلى فى يونيو 1967، ثم كان رئيسا للوزراء عندما وقع على اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين عام 1993، وتوصل إلى معاهدة للسلام مع الأردن عام 1994.
توقيع اتفاق أوسلو، مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات، غيرت استراتيجية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب اعتراف المنظمة بإسرائيل، وسماح إسرائيل بوجود سلطة وطنية فلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن بالرغم من ذلك لم تحقق تلك الاتفاقية طموح الشعب الفلسطينى، بل زادت من معانتهم وازدادت مساحة المستوطنات غير الشرعية التى أقيمت على أراضى فلسطينية خالصة.
أحزاب اليمين الإسرائيلية المتشددة لم ترض عن تحركات إسحق رابين السياسية، فاغتاله أحد المتطرفين اليهود عام 1995.
حكومة شيمون بيريز
بريز، مهندس البرنامج النووى الإسرائيلى، تولى رئاسة الوزراء الإسرائيلية مرتين، لكنه اكتسب شهرته الدولية بعد اتفاقية أوسلو التى وقعتها إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية عقب سلسلة من المفاوضات السرية شهدتها العاصمة النرويجية أوسلو عام 1993.
وقد حصل على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك إسحق رابين ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات.
وبالرغم من تولى بيريز منصب رئيس الوزراء الإسرائيلى مرتين، فأنه لم يفز فى أى انتخابات جرت فى إسرائيل.
فقد شغل منصب رئيس الوزراء فى عام 1984 فى ظل حكومة وحدة وطنية تشكلت آنذاك. وكانت المرة الثانية فى عام 1995 فى أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إسحق رابين، وجمع بين منصبى رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
وبالرغم من الصورة الذهنية الشهيرة عن بيريز بأنه صانع للسلام، فأن شهرته داخل إسرائيل كمهندس للبرنامج النووى الإسرائيلى واسعة، فقد كان له دور كبير فى بناء مفاعل ديمونة، بالإضافة لدوره الدموى فى حرب لبنان الأولى التى شنت فيها القوات الإسرائيلية مجزرة فى حق الشعب اللبنانى والفلسطينى.
حكومة آرئيل شارون
ارتبط اسمه بكل الحروب التى اندلعت بين العرب وإسرائيل بدءاً من عام 1948 حتى عام 1982، إضافة إلى مسئوليته عن مجزرتى قبية عام 1953 وصبرا وشاتيلا عام 1982 ومحاولات قمع انتفاضة الأقصى التى كان سببا فى اندلاع شرارتها الأولى عام 2000.
دخل شارون المسجد الأقصى فى سبتمبر عام 2000 مما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين لم ينسوا مسئوليته فى مجزرة قبية وصبرا وشاتيلا الأمر الذى تسبب فى اندلاع انتفاضة الأقصى.
وفى عام 2001 انتخب رئيسا للوزراء بعد هزيمة منافسه إيهود باراك فى الانتخابات التى جرت فى فبرار من العام نفسه وكان العامل الأساسى وراء اختيار الناخب الإسرائيلى له هو رغبته فى إعادة الأمن الذى افتقده تحت وطأة العمليات الاستشهادية التى ينفذها أفراد تابعون لمختلف فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقد تعامل شارون مع انتفاضة الأقصى بعنف ودموية، أسفرت عن مقتل ما يزيد على ألف فلسطينى وجرح أكثر من 30 ألفا آخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة