تقود روسيا الاتحادية تحركات مكثفة على المستوى الإقليمى والدولى لإخراج القوات العسكرية الأمريكية من الأراضى السورية، وذلك بعد أيام من إعلان الإدارة الأمريكية الإبقاء على ما يقرب من 200 مقاتل أمريكى لحفظ الأمن والاستقرار شمال سوريا.
ودعا مركز تنسيق عودة اللاجئين الروسى والسورى فى بيان مشترك، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة الأمريكية لسحب ما تبقى من قواتها العسكرية من سوريا.
جاء فى نص البيان الذى نقلته وسائل إعلام روسية "ندعو الولايات المتحدة الأمريكية لسحب قواتها العسكرية المتواجدة بشكل غير قانونى على الأراضى السورية"، وأضاف البيان "الولايات المتحدة فى منطقة التنف تمنع خروج النازحين وتضللهم بشأن عدم إمكانية مغادرة مخيم الركبان".
وأشار البيان إلى أن دخول القوافل إلى المنطقة التى تتمركز بها الولايات المتحدة سيتم بالتوافق مع الأمم المتحدة.
بدوره أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أنه لا يمكن لأنقرة السماح لأحد بتولى مسؤولية الإشراف على المنطقة الآمنة المحتملة شمال شرقى سوريا، بما يشكل تهديداً لتركيا.
وشدد الرئيس التركى، على ضرورة تولى أنقرة الإشراف على “المنطقة الآمنة، وأضاف قائلا: "نحن من سيكون هناك”.
وأكد الرئيس التركى أن هدف بلاده الرئيسى هو ضمان إخراج القوات الكردية من مدينة منبج شمال سوريا، مشيرا إلى أهمية وفاء واشنطن بوعدها المتمثل بجمع الأسلحة التى قدمتها للقوات الكردية التى تتمركز فى الشمال السورى.
وفى سياق متصل، تسعى إسرائيل لإخراج القوات الإيرانية التى تدعم الرئيس السورى بشار الأسد بحجة تهديد أمن واستقرار منطقة الجولان التى ترتبط بحدود مع الأراضى الفلسطينية المحتلة، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للقيام بزيارة إلى روسيا، اليوم الأربعاء، للتباحث مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حول آلية إخراج القوات الإيرانية من سوريا.
وقال الكرملين فى بيان صحفى: إن الجانبين بحثا "قضايا التعاون بين البلدين فى المجالين التجارى والاقتصادى والإنسانى، والملفات الدولية والإقليمية الملحة، وخاصة الوضع فى سوريا والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
وفي مستهل لقائه مع نتنياهو اقترح الرئيس الروسى له بحث الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط. وقال بوتين: "بالطبع من الأهمية بمكان بحث الوضع في المنطقة ومناقشة قضايا الأمن. وأشار إلى أهمية الاتصالات من هذا النوع بين البلدين، قائلا: لقد اتفقنا منذ وقت طويل على إجراء هذا اللقاء. إن الحياة تتطور وتستدعى إجراء مشاورات كهذه على أعلى المستويات".
من جانبه أعرب نتنياهو، قبل بدء محادثاته مع بوتين، عن رغبته في بحث الملف الإيرانى معه. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى إن إيران تمثل أكبر تهديد لاستقرار المنطقة وأمنها، مضيفا: "سنعمل ما فى وسعنا لمنع هذا التهديد، وسنواصل العمل".
وفى وقت سابق من اليوم، قال نتنياهو، قبيل مغادرته متجها إلى العاصمة الروسية، إن لقاءه مع الرئيس الروسى سيركز على التموضع الإيرانى فى الأراضى السورية، مشيرا لوجود اتفاق بين موسكو وتل أبيب على منع الاحتكاك بين القوات العسكرية التابعة للبلدين فى سوريا.
يذكر أن زيارة نتنياهو هى الأولى له إلى موسكو بعد تسبب الطيران الإسرائيلى بسقوط طائرة الاستطلاع الروسية بصواريخ الدفاع الجوى السورى، خلال قصف إسرائيلى واسع استهدف منطقة اللاذقية. وأدى هذا الحادث إلى مقتل 15 عسكريا روسيا. وحملت روسيا إسرائيل المسؤولية عنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة