فى واقعنا السياسى الحالى لا يحق لأحد أن يعطى النصائح للآخرين، حتى وإن تسربلت فى ثياب الوعظ والدفاع عن القيم الإنسانية، وهذا بالضبط ما يفعله الرئيس التركى حين يتدخل فى شؤون الآخرين، بحثًا عن مجده الشخصى، ودفاعًا عن قضية خاسرة ومصالح فاسدة، وفى كل الأحوال لا يهتم أردوغان بما تعنيه الأوطان لأصحابها، ربما لأن نشأته على تعاليم الإخوان تتجاوز فكرة الولاء لوطن إلى عقيدة الطاعة العمياء لأهداف الجماعة وأساليبها، ولقد رأينا بأعيننا مجرد ذكر مذابح الأرمن التى جرت على يد أسلافه، كم هى موجعة وتصيبه بهستيريا الخطابات الحماسية المشحونة بالمظلومية والكذب، لذلك ستكون صدمة كبيرة لهؤلاء المتلهفين لعودة العلاقات المصرية التركية لمستوى التطابق، حين يتيقنون أن وجود أردوغان وجماعته على رأس السلطة وفى مفاصلها هو أكبر عائق لتلك العودة، لأن الأفكار تسير فى دروب متناقضة، والنوايا ليست حسنة على طول الخط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة