40 عاما يتجول بين جدران معبد دندرة لممارسة مهنته فى حراسة وحماية تاريخ القدماء المصريين، تحول ذلك المكان بالنسبة إلى شيخ الغفر حمادة ذكى وشهرته الشيخ طلعت أقدم حراس معبد دندرة بيته وحياته، الذى أصبحت طقوس يومية يمارسها منذ أكثر من 30 عاما مطلعا على كل معالمه مستقبلا أنواع كثيرا من البشر من كافة الجنسيات.
يستقبل الشيخ "طلعت" الزائرين منذ الساعة الثامنة صباحا يتجول وفق وردية عملة بخطوات فى كافة أرجاء المعبد، لا يسئم أو يمل عن إجابة بعض الزائرين عن تاريخ، وحكاية معبد دندرة بحكم السنوات التى قضاها بين جدران ذلك المكان واستماعه للمرشدين السائحين الذين يأتون مع الوفود الأجنبية، لكن لا يمارس ذلك الأمر غير فى حالة الضرورة فى مهمته هو حماية المعبد من العبث فى الحوائط أو التماثيل أو المعالم الموجودة فيه أو محاولة تشويه الألوان الموجودة به.
وقال أقدم حراس معبد دندرة: "بمجرد أن حصلت على الوظيفة وكان عمرى وقتها تجاوز العشرين، كنت سعيدا لأنى سأكون حارس على حاجة أنا فى الأساس عاشق للتاريخ القدماء المصريين، ومهام عملى كنت هو تنظيم ورديات الحراسة لأنى أقدمهم، وأصبحت شيخ الغفر بحكم سنوات الوظيفة والتعيين، وتتنوع الورديات بينى وبين زملائى فى الصباح والمساء، وحكايات لعنة الفراعنة وما يتم تداوله لم يرهبن خلال عملى احنا صعايدة".
ولفت طلعت، إلى أن شيخ الغفر لقب يطلق على أقدمهم، ومهمته أن يتابع ملابس أصدقاؤه فى العمل من حيث المظهر والشكل وأغلبنا يرتدى الزى الصعيدى الذى نشأنا عليه، لأن طبيعة المكان الذى موجود فيها المعابد صعيدية، متابعًا: "أحرص دائما على تذكير زملائى أن يحافظوا على مظهرهم لأننا نكون دائما فى الواجهة، وتأتينا سائحين من كل بلدان العالم بمختلف الجنسيات".
وكشف أقدم حراس معبد دندرة، أن أصعب التحديات التى تواجه مهنة حراسة المعابد هى المناسبات والأعياد والرحلات المدرسية التى تأتى لزيارة المعبد من مختلف الأعمار، مضيفًا: "فنحن مطالبون فى ذلك الوقت زيادة التركيز لأن الأطفال يأتون للفسحة والتنزه وغير مدركين بقيمة تلك الآثار بحكم طبيعة السن، وخلال موسم الدراسة نعمل بتركيز، خاصة أننا مطالبين بحماية السياح والمعبد فى نفس الوقت، وعندما نمسك بشخص يحاول يكتب على الحجر أو يشوه المكان نقبض عليه ونقوم بتسليمه للشرطة وهذا الأمر لا يتكرر كثيرا ويكون نادرا لأن الحراسة تكون مكثفة فى الصباح".
واختتم طلعت حديثه: "أغلب زملائى يعرفون تاريخ النقوش الموجودة فى المعبد وحكاية كل حجر داخل لأن المرشدين يتحدثون مع المصريين والأجانب ومن كثرة الاستماع للشرح أصبح عندنا خبرة، والمعبد كل حياتى، ويتبقى على خروجى على المعاش 3 سنوات لكن مش عارف هعمل إيه بعد ترك ذلك المكان الذى أصبح بالنسبة ليا حياتى كلها قضيتها بين جدرانه لكن دى سنة الحياة، وقضيت سنوات حياتى فى ذلك المكان ومؤمن بلعنة الفراعنة بس مشفتهاش".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة