ما بين مصر والسعودية علاقة أشقاء وأواصر محبة تربط الشعبين علاقة لا يمكن أن تتفهمها إلا عندما ترى حب مصر فى عيون الشعب السعودى، الذى يعتبر مصر بيته الثانى يقصدها كلما شاء وتحولت إلى اختياره الأول لقضاء كافة المناسبات والاحتفالات، يعشق نيلها وشوارعها وسهراتها وشواطئها، حتى أصبح السائح السعودى هو "أيقونة" السياحة العربية فى مصر.
السوق العربية عامة شهدت تطورا كبيرا لمصر فى السنوات الأخيرة، بينما حلت السوق الخليجية فى الصدارة خلال العام 2018، ووفقا لأرقام منظمة السياحة العالمية فإن السوق العربية حلت فى المرتبة الثانية بعدد 3 ملايين و38 ألفًا و389 سائحًا، وجاءت السوق السعودية فى الصدارة بعدد 909 آلاف و92 سائحًا، ثم تليها الكويت: 164 ألفا و532 سائحًا، والإمارات العربية المتحدة: 65 ألفًا و464 سائحًا.
تلك الأرقام تؤكد على حقيقة أهمية السياحة الخليجية بشكل عام لمصر والسعودية خاصة، حيث أكدت وزارة السياحة على أنها من أحد أهم الأسواق المستهدفة، لافتة إلى أن السياحة العربية الوافدة إلى مصر، ارتفعت بنسبة 57% خلال الفترة من عام 2014 إلى عام 2018، حيث تمثل 30% من إجمالى السياح الوافدين لمصر، وفى هذا الشأن تهتم هيئة تنشيط السياحة بالتعاون مع غرفة شركات السياحة والفنادق على تنويع البرامج التى تجذب السائح العربى عامة والخليجى خاصة.
وظهر هذا بشكل واضح خلال موسم الكريسماس الشهر الماضى الذى شهد رواجا عربيا غير معهود نتيجة تنويع البرامج السياحية، حيث تضاعفت الأعداد مقارنة بالعام الماضى وتنوعت المدن السياحية التى قضى فيها الوفود إجازاتهم.
وكشف أشرف شيحة، الخبير السياحى لـ"ليوم السابع"، أن السياحة العربية مهمة جدا للسوق المصرى وخاصة الخليجية، لافتا إلى أن هناك إقبال كبير على المقاصد السياحية المصرية وتأتى القاهرة فى المقدمة من حيث الإقبال تليها شرك الشيخ ثم الغردقة، موضحا أن هناك وفود أيضا تقصد الأقصر وأسوان وإن كانت النسبة لا تتساوى مع المقاصد الأخرى إلا أنها لم تغيب عن الخريطة السياحة العربية.
ولفت شيحة، إلى أن أهمية السائح الخليجى بالنسبة للسياحة المصرية أنه سائح عالى الإنفاق، حيث يتجاوز متوسط انفاقه 90 دولارا فى الليلة، وهذه نسبة إنفاق جيدة، ومتوسط عدد الليالى التى يقضيها فى المقصد السياحى 7 ليالى، مشيرا إلى أن السائح الخليجى أغلبة يقبل على الخمس نجوم.
وعن إمكانية تنمية هذا السوق السياحى أوضح شيحة، أن الوفود العربية تحب السهرات والحفلات خاصة على نيل القاهرة كذلك شرم الشيخ بما تشمله من شواطئ جذابة وأنشطة متنوعة تٌرضى كافة الأذواق، وبالتالى فلا بد من توفير برامج تشمل أكثر من وجهة وتعتمد بشكل كبير على الجانب الترفيهى، موضحا أن الحفلات التى تم تنظيمها خلال موسم الكريسماس الماضى كانت عامل جذب قوى.
ويأمل القطاع السياحى أن يشهد العام الجارى امتدادا للنجاح الذى شهده العام الماضى فى السياحة الخليجية وخاصة السوق السعودية، حيث أكد عاطف عبد اللطيف الخبير السياحى وعضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء أن السياحة العربية والخليجية بشكل خاص من الممكن أن تكون الحصان الرابح فى السياحة الوافدة لمصر فى 2019، خاصة أن السائح العربى الأعلى إنفاقا عن أى سائح أجنبى والتى قد تصل إلى 150 دولارا فى اليوم كما أن فترة إقامته تكون ضعف فترة إقامة أى سائح آخر فى مصر.
وكشف عبد اللطيف، عن أن عدد السياح السعوديين الذين زاروا مصر عام 2017 يقدر بنحو 670 ألف سائح طبقا للبيانات المعلنة وهذا يؤكد أن مصر جاذبة للاشقاء، مقترحا ضرورة استثمار امكانياتنا بشكل أكبر لجذب السائح الخليجى.
وأشار الخبير السياحى وعضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء، إلى أن ذلك قد يتم عن طريق توفير احتياجات السائح الخليجى من شقق فندقية والسماح بالتأشيرة الاون لاين، وتسهيل دخول اليخوت إلى الموانئ المصرية، وإعداد برامج سياحية تناسب طبيعة واحتياج السائح العربى والخليجى، وتقديم الخدمة الجيدة داخل الفنادق وفى الأماكن السياحية والعامة.
وأقترح عبد اللطيف أن يتم العمل على اعداد بيانات ودراسة حول الاسواق المنافسة لمصر سياحيا بالدول المختلفة، وعن طريق هذه البيانات والدراسات يمكن للقطاع السياحى بشقيه الحكومى والخاص فى رسم سياسات تسمح بمنافسة تلك الدول، مؤكدًا على أن الفرص متاحة حاليا لمضاعفة السياحة العربية لمصر فى 2019 والتى قدرت بحوالى 2.5 مليون سائح فى 2017.
وشدد عبد اللطيف، على ضرورة استثمار حب الاشقاء العرب لمصر فى تنشيط السياحة العربية خاصة اننا نتميز بجو جميل طوال العام وشواطئ ومناطق سياحية غاية فى الجمال، مشددا على أهمية ملف تنشيط وتنمية السياحة العربية والخليجية بشكل خاص إلى مصر، خاصة بأن مصر تتمتع بإمكانيات سياحية وتراثية وعلاجية واستشفائية لا يوجد لها مثيل، بالإضافة إلى قرب المسافة مع الدول العربية وشغف وحب السائح الخليجى لمصر وهذا كله بخلاف العلاقات والروابط السياسية القوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة