المتحف المصرى بالتحرير "لن يموت" وهو الشعار الذى يؤكده الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، مرارًا وتكرارًا، خصوصا بعد خروج القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، وفى هذا السياق يتم بالمتحف المصرى بالتحرير مشروع ترميم على أعلى مستوى، ولمزيد من التفاصيل تواصلنا مع المهندس رامز عزمى الاستشارى التنفيذى لمشروع ترميم المتحف المصرى بالتحرير.
فى البداية تحدث المهندس رامز عزمى عن أهمية المتحف المصرى بالتحرير، قائلاً: إن المتحق المصرى بالتحرير من أهم المتاحف الأثرية المفتوحى فى العالم، وخروج مقتنيات الملك توت عنخ آمون لن تؤثر على المتحف على الإطلاق، والدليل مشروع الترميم الضخم الذى يتم تنفيذه فى الوقت الحالى.
وأوضح المهندس رامز عزمى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن القطع النادرة التى تخرج من المتحف المصرى بالتحرير للمتحف الكبير، تساعد على خروج قطع نادرة ومميزة اخرى من مخازن المتحف بالتحرير والمكدس بالقطع الأثرية، وعلى سبيل المثال وضع مقتنيات "يويا وتويا" النادرة محل مقتنيات توت عنخ آمون التى خرجت للعرض بالمتحف الكبير.
وأضاف المهندس رامز عزمى، كما يتم كل عام الاحتفال بمرور سنة على إنشاء المتحف المصرى بالتحرير، ومع كل احتفالية سيتم خروج قطع أثرية جديدة من المخازن المتحفية، ليتم عرضها أمام الجمهور، مشيرًا إلى أن وزارة الآثار لديها خطة لإعادة المتحف المصرى إلى بيئته الأصلية لما كان عليه المتحف من قبل وهو ربطه بنهر النيل مرة أخرى، كما كان الوضع عند نشأته.
وأشار الاستشارى التنفيذى لمشروع ترميم المتحف المصرى بالتحرير إلى أن عملية ربط نهر النيل بالمتحف المصرى، نظرًا لأن النيل هو شريان الحياة فى مصر قديمًا وحديثًا، فعلى ضفافه قامت حضارتنا المصرية القديمة، حيث سيتم إقامة حديقة فرعونية تحتوى على الأشجار والنباتات المصريةٌ القديمة وعلى الطراز الفرعونى الأصيل و تضم القطع الأثريةٌ الموجودة من عصور الثورات وإنشاء قاعة متعددة الأغراض متواصلة مع الحديقة، والتى سيقام بها المعارض الخاصة بصفة دورية لجذب السياح.
عن الحالة الخارجية للمتاحف قال المهندس رامز عزمى إن مشروع الترميم بدأ فى 2012، لإعادة إحياء المتحف لما كان عليه وقت إنشائه، سيتم استعادة وضع المتحف وذلك بعد محو أثار الاعتداء التى طالت المتحف على مدار 50 عام مضى، والتعمال بشكل صحيح مع البيئة المحيطة سواء ربطه بنهر النيل والتعامل على إعادة التناغم بين المتحف وبيئته القديمة.
وعن الأعمال داخل المتحف أوضح المهندس رامز عزمى أن حالة الأرضيات والسقف والجدران والنوافذ كانت سيئة للغاية وأصابها الإهمال، ولكن يتم التعامل معاه فى الوقت الحالى لإعادتها لحالتها الأولى، فالمتحف افتتاح فى 1902 عهد عباس حلمى الثانى، وتم وقتها عم تصميمات من خلال مهندس فرنسى، والذى وضع مجموعة من الأشكال للأسف فى الستينيات والسبعينيات، طمست معالمها الأصلية، من خلال أعمال الدهانات التى كانت تتم بطرق عشوائية فنجد ألوانا غير متماشية مع حالة وضع القطع الأثرية.
وأضاف الاستشارى التنفيذى لمشروع ترميم المتحف المصرى بالتحرير أنه من خلال مشروع الترميم التى تنفذه شركة نوعية البيئة الدولية بتمويل من الاتحاد الأوروبى، والذى حصل "اليوم السابع" على التقرير الفنى الخاص بالمشروع، ومن المقرر أن ينتهى المشروع خلال عام ونصف العام، سيتم إعادة المتحف لما كان عليه، فيتم "قشت" 8 طبقات من الدهانات، حيث يقوم المرممين وكأنهم يعملون بمشرط جراح، لعدم الإضرار للطبقة الأصلية الأولى، والتى تحتوى على زخارف أصلية.
وأشار المهندس رامز عزمى إلى أنه سيتم بعد إزالة الدهانات المتراكمة سيتم ترميم الدهانات الأصلية، وتم ذلك بالفعل فى الدور العلوى للمتحف، وسيتم البدء فى الدور الأرضى، لافتا إلى أنه تمت إزالة الأرضيات القديمة "القنال تكس"، واستبدالها بـ"المزيكو" وهو الوضع الأول لما كان عليه المتحف.
وعن أعمال السقف قال المهندس رامز عزمى إن الشقف كان متأثر للغاية نتيجة الأحمال الكبيرة عليه، من مظلات خرسانية ومواد عازلة ورمال، والمطار التى لم تستطع المواد العازلة عن منعها، كما سيتم معالجة جدران المتحف التى تأثرت بالأتربة، كما تم معالجة 34 "شخشيخة" معلقة بالسقف ومعالجة الإنارة، وتركيب زجاج عازل للأشعة التى تضر بالقطع الأثرية المعروضة، كما سيتم معالجة النوافد.
وأوضح الاستشارى التنفيذى لمشروع ترميم المتحف المصرى بالتحرير أن النوافذ الجدارية والتى توجد بالطابق الأرضى تعرضت للإهمال الذى طالها فلم تعد تقوم بوظيفتها على الوجه الأكمل، حيث لم تعد تغلق وتفتح بشكل سهل، فسيتم معالجته وتزويد الزجاج العازل له، بالإضافة إلى ترميم 5 أبواب.
وأضاف المهندس رامز عزمى أن المشروع يضم أيضًا تطوير الحمامات والتى لا تغطى عدد الزائرين للمتحف كما لا يوجد حمام لذوى الاحتياجات الخاصة، إلى جانب نظام الصرف الذى به العديد من المشاكل.
كما تم تقسيم معمل الترميم داخلياً إلى طابقين، ولكن ما زال مكدسا بالآثار، ولا يتناسب مع كونه معملاً للترميم فى المتحف المصرى والحل الأمثل كان فى تغيير مكان المعمل ونقله إلى مساحة جديدة بالبدروم بعد إعادة اتصاله بالمتحف وتأمينه وتوفير الوسائل المناسبة للمرممين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة