يوما تلو الآخر يواجه قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بسحب قواته من سوريا تحديات متزايدة تمنح أفضلية لرأى الأغلبية داخل الإدارة الأمريكية بعدم الأنسحاب أو على الأقل عدم الانسحاب الكامل.
وفى تطور جديد يزيد القلق داخل أروقة صنع القرار الأمريكى، بل وبين حلفاء واشنطن فى سوريا، رفض أقرب حلفاء الولايات المتحدة فى أوروبا طلب ترامب بالبقاء فى سوريا لسد الفجوة من خلال قواتهم، ذلك وفقا لمسؤولين أمريكيين وأجانب تحدثوا لوسائل إعلام أمريكية، ذلك فى الوقت الذى يقترب فيه الموعد النهائى لانسحاب القوات الأمريكية المقرر 30 ابريل المقبل.
وبحسب الموقع الإلكترونى للصحيفة، قال أحد كبار المسؤولين فى الإدارة الأمريكية إن الحلفاء "بالإجماع" قالوا للولايات المتحدة إنهم "لن يبقوا إذا انسحبت".
وفرنسا وبريطانيا هما الدولتان الوحيدان اللذان لديهما قوات على الأرض بجانب القوات الأمريكية فى التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.
وإلى جانب الولايات المتحدة، وفرت كلا من فرنسا وبريطانيا التدريب والإمدادات واللوجستيات والاستخبارات للقوى الديمقراطية السورية، المجموعة التى يسيطر عليها الأكراد والتى نفذت معظم العمليات القتالية ضد داعش. كما تقوم القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية بتشغيل المدفعية الثقيلة والقيام بغارات جوية حاسمة ضد المسلحين.
وقال وزير الخارجية الفرنسى جان-إيف لو دريان، الأسبوع الماضى، إنه يشعر بالارتباك بسبب سياسة ترامب.
ويوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمى هانت إنه "لا يوجد احتمال لاحلال القوات البريطانية بدلا من الأميركيين" فى سوريا.
الرفض الأوروبي للبقاء ما لم يتراجع الرئيس ترامب، عن جزء على الأقل من أمره بسحب قواته، هو أحد العوامل العديدة التى قال المسؤولون العسكريون الأمريكيون والمشرعون وكبار المسؤولين فى الإدارة الأمريكية إنه يجب أن يجعل ترامب يفكر مرة أخرى.
وتتزامن مخاوف الأوروبيين مع فشل الإدارة الأمريكية، حتى الآن، فى التوصل إلى اتفاق مع تركيا بعدم مهاجمة قوات الحشد الشعبى الكردية، التى تكن أنقرة لها العداء بسبب قضية انفصال أكراد تركيا. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن الجيش التركى، الذى يتجمع على الحدود، مستعد للانتقال إلى شمال شرق سوريا بمجرد رحيل الأمريكيين.
أحد الطلبات الرئيسية التى قدمتها الإدارة للحلفاء، بما فى ذلك ألمانيا، التى ليس لديها قوات فى سوريا، هو تشكيل قوة "مراقبة" للقيام بدوريات فى "منطقة آمنة" واسعة النطاق بطول 20 ميلاً على الجانب السورى من الحدود، لفصل تركيا عن الأكراد السوريين.
ومن جانبها، ناشدت القوات الكردية الدول الغربية للحفاظ على قوة تصل إلى 1500 جندى شمال شرق سوريا لتنسيق الدعم الجوى ودعم جهودها الرامية إلى إبعاد المسلحين وغيرهم من الخصوم. لكن تحسبًا لمغادرة حوالى 2000 جندى أمريكى، يتفاوض الأكراد مع كل من الرئيس السورى بشار الأسد وروسيا، التى تمثل الداعم الرئيسى للأسد إلى جانب إيران.
وداخليا، يواجه ترامب تحديا حتى من أقرب حلفاءه، بشأن قرار الأنسحاب، وفى لقاء مغلق خلال قمة ميونيخ للأمن، أبلغ السيناتور الجمهورى ليندساى جراهام، وزير الدفاع الأمريكى الجديد باتريك شانهان بأن الأنسحاب "أغبى فكرة سمعتها"، وأضاف فى وقت لاحق ، "إذا كانت سياستكم أننا سنغادر بحلول 30 أبريل، فأنا الآن خصمكم، وليس صديقكم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة