يتوقع كثيرون أن يكون السباق الرئاسى القادم فى الولايات المتحدة الأشد صخبا فى التاريخ ، الحديث للبلاد فى ظل الأزمات السياسية المتوالية التى تعصف بواشنطن والجدل الكبير الذى يثيره الرئيس دونالد ترامب فى كل قراراته تقريبا الداخلية منها والخارجية.
لكن يبدو أن أحد ملامح هذا السباق ستكون بالتأكيد سن المرشحين، فحتى الآن يسعى لخوض السباق ثلاثة تجاوزت أعمارهم السبعين، وهما ترامب والسيناتور الديمقراطى بيرنى ساندرز الذى أعلن رسميا أمس، االثلاثاء، مساعيه لخوض الانتخابات الرئاسية، إلى جانب بيل ويلد، الجمهورى الذى ينوى منافسة ترامب لنيل ترشيح الحزب فى معركة البيت الأبيض 2020، رغم أن عمره تجاوز السابعة والثلاثين.
والغريب أن أمريكا التى طالما انتقد رؤسائها العالم العربى والشرق الأوسط وأفريقيا لكبر عمر الحكام فيه، تشهد تلك الظاهرة التى تجعل الشعر الأبيض يهيمن على سباق حول من سيحكم فى السنوات الأربع القادمة، وذلك بعد أن شهدت العقود الماضية دخول دماء شابة، نسبيا، إلى المكتب البيضاوى كان أبرزها الرئيس بل كلينتون الذى بدأ الحكم فى عمر السابعة والأربعين والرئيس باراك أوباما الذى تولى الرئاسة فى عمر الثامنة والأربعين تقريبا.
ورغم القلق الذى يثيره كبر سن من يسعى فى تولى الرئاسة، إلا أن المرشحون يحاولون التقليل من أهمية هذا الأمر، فعلى سبيل المثال، ومع توالى الإعلانات عن الترشح للسباق الانتخابى، أجرى الرئيس دونالد ترامب فحصه الطبى الذى وجدت نتائجه أن الرئيس فى صحة جيدة جدا، رغم معاناته من السمنة، وأنه وعلى حد قول طبيب البيت الأبيض المتخصص، يستطيع أن يقوم بمهامه بشكل جيد للغاية فى المدة المتبقية من فترته الرئاسية وحتى ما بعدها.
أما عن ويلد الذى يفكر فى منافسة ترامب، فإن عمره لا يشغل بال الأمريكيين كثيرا، ربما لأن فرصه ضئيلة حتى الآن فى التغلب على الرئيس فهو ليس من الشخصيات البارزة فى الحزب الجمهورى وليس بالأساس من مخضرمى الحزب، بل عاد إليه بعد تجربة سياسية فى حزب ليبرالى. وليس لديه خطة واضحة حتى الآن فى جذب أنصار ترامب.
وقبل ترامب كان الرئيس رونالد ريجان أكبر رئيس يدخل البيت الأبيض فى عمر الـ 69 فى عام 1981.
فى المقابل، يعد بيرنى ساندرز، السيناتور الديمقراطى التقدمى عن ولاية فيرمونت، والذى نافس هيلارى كلينتون فى السباق التمهيدى لنيل ترشيح الحزب فى انتخابات 2016، هو الأكبر سنا من بين جميع المرشحين حتى الآن، حيث يبلغ من العمر 77 عاما. وفى حال ناجح محاولته الثانية للوصول إلى الرئاسة سيصبح هو أكبر من دخل البيت الأبيض.
وفى مقابلة أجرتها معه صحيفة "بولتيكو" الأمريكية العام الماضى، اعترف ساندرز أن السن سيكون مشكلة فى حال ترشحه وإن كان قد أضاف بأنه يشعر ببركة كبيرة بصحته.
وقال ساندرز فى المقابلة إن موضوع السن جزء من النقاش، لكنه يجب أن يكون جزء من رؤية عامة لماهية الشخص وما أنجزه. وتابع قائلا إن هناك بعض الأشخاص فى الخمسين من العمر ليسوا بخير، بينما هناك أخرين فى التسعين يذهبون للعمل كل يوم ويقومون بعمل رائع. بالتأكيد السن هو أحد العوامل، لكنه يعتمد على الصحة العامة للفرد.
وعندما سئل ساندرز فى مناسبة أخرى عن عمره، قال ساندرز: "أنا سعيد للغاية، وأشكر الله على هذا فأنا محظوظ للغاية ومبارك للغاية بصحتى.. فأنا حرفيا لا أتذكر أخر مرة فوت فيها يوما المرض، لكننى أذهب للعمل".
لكن يبدو أن تأكيدات ساندرز على صحته الجيدة ليست كافية لإقناع الديمقراطيين جميعا، خاصة وأنا السباق هذا العام يشهد أسماء تصغره بعشرين عاما مثل السيناتور كورى بوكر وإليزابيث وارين، اللذين قد تكون لهما فرصة أكبر فى ظل التنوع الديموجرافى للمنتخبين الجدد فى الكونجرس.
نفس الأمر يتعلق بجو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما ، والذى يظل اسمه مطروحا بقوة لخوض السباق الرئاسى، حيث قال بايدن البالغ من العمر 76 إن من حق الناس أن تطرح تساؤلات عن صحتى، فهل أبدو فى صحة جيدة وهل أن نشيط وهل أستطيع أن أصعد بسرعة درج الطائرة الرئاسية.
وقد أراد بايدن أن يبرهن بذلك على صحته القوية التى تؤهله للمنصب، لكنه يواجه نفس العقبة التى تواجه ساندرز، وهى وجود منافسين أصغر سنا، ورغبة أيضا فى وجود وجوه جديدة شابة تنافس ترامب فى المعركة الشرسة المقبلة. ويمكن أن ينتظر بايدن ليرى رد الفعل على ترشح ساندرز بين قطاعات الديمقراطيين ليحدد موقفه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة