استقبل اليوم الأربعاء، السيد محمود الشريف، وكيل أول مجلس النواب، أعضاء الحوار المصرى الأمريكى لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية، والأمين العام لبرلمان أديان العالم، ونخبة من قيادات كنائس أمريكية، وقيادات المجتمع المدنى الأمريكى، برئاسة الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، وذلك فى حضور عدد من النواب منهم النائب أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية، النائبة مارجريت عازر، النائبة ماريان عازر، النائبة نادية هنرى، والنائب ثروت بخيث، والنائب عماد جاد.
وفى بداية اللقاء، طالب الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الوفد الأمريكى بنقل حقيقة الأوضاع فى مصر كما شاهدوها، لاسيما وأن القاهرة تواجه حربا إعلامية وحملة مغرضة، لا تحمل سوى صورة مفبركة لما يحدث داخل البلاد، فى محاولة للنيل من الوطن الغالى، قائلا: "بلدنا فى تقدم وتتغير نحو الأفضل، ونحن نعى ذلك ونتحدث به، وأتمنى من الوفد الأمريكى أن يقولوا حقيقة ما شاهدوه".
وأشار "أندرية"، خلال كلمته إلى أن كافة أعضاء الوفد الأمريكى لا يمثلون أنفسهم بل كل منهم يعبر عن مئات الآلاف، وعليهم مسئولية بأن ينقلوا حقيقة ما شاهدوه عن مصر إلى جماعاتهم.
وفى سياق متصل، أكد رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، سعادته التواجد فى البرلمان المصرى نظراً للدور الذى يلعبة المجلس النيابى فى تنمية مصر، مشيراً إلى الدور الحيوى الذى يلعبه مجلس النواب على المستوى التشريعى فى دعم السلام المجتمعى وتلاحمه ودفعه إلى الأمام، قائلاً: "نحن كمصريين لدينا تقدير كبير للبرلمان، ونتعامل مع أعضائه كرموز وقيمة هامة لاسيما وأنهم منتخبون من الشعب، بالإضافة إلى ما يتمتعون به من خبرات وكفاءات عالية".
من جانبه، رحب السيد محمود الشريف، وكيل أول مجلس النواب، بالوفد الأمريكى فى مجلس النواب المصرى، حيث بيت الأمة بجميع أطيافها، مشيراً إلى أن اللقاء يمثل فرصة عظيمة ورسالة قوية للخارج لتقديم رؤية صحيحة لما يحدث فى مصر، ولنشر مبادئ التسامح الدينى والتوافق والحوار والتعايش السلمى الذى تعيشه مصر.
وقال الشريف، حسب البيان الصادر اليوم الأربعاء، إن العلاقات المصرية الأمريكية عميقة ومتنوعة عبر التاريخ، وشهدت فى الآونة الأخيرة تطوراً كبيراً للتعاون وامتداداً لآفاقه ليشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث عملت دبلوماسية الدولتين على إيجاد إطار مؤسسى يتسم بالثبات والاستمرارية، وهو ما يطلق عليه الحوار الاستراتيجى لتحقيق التفاهم بين البلدين، وظل التنسيق والتشاور المصرى الأمريكى قائماً حول كافة قضايا المنطقة، فضلا عن مكافحة الإرهاب، معرباً عن دعم البرلمان للعلاقات الاستراتيجية والآليات المتعددة التى يجرى خلالها تناول العلاقات بين البلدين، وتصب جميعها فى إطار تدعيم أواصر العلاقات واستكشاف آفاق جديدة للتعاون، وتسهم فى مواجهة التحديات التى تعج بها الساحة الإقليمية، وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الدولية.
وأضاف "الشريف"، إلى أنه انطلاقاً من تقدير مصر للعلاقات الاستراتيجية التى تسمح بتعظيم مساحة التلاقى بين مصالح الدولتين التى تقوم على تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، تعددت الزيارات على كافة المستويات، كما تعددت زيارات وفود الكونجرس الأمريكى إلى مصر، وكذلك قام الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب فى أكتوبر 2017 بزيارة للكونجرس الأمريكى فى إطار بحث العديد من الملفات التى تجمع البلدين، وتطلع مجلس النواب إلى تعزيز العلاقات؛ بما يساهم فى تحقيق المصالح المشركة وعلى رأسها استعادة الأمن فى المنطقة، حيث إن العلاقات الاستراتيجية التى تربط بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تعد إحدى ركائز تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وأشار "الشريف"، إلى أن ما حققته مصر من إنجازات على المستويات الاقتصادية والتشريعية والأمنية والاجتماعية يأتى لاسيما لوجود قيادة سياسية تمتلك نظرة ثاقبة ورؤية أمينة للدولة، وشعب امتلك إرادة التطوير والبناء، معرباً عن أملة فى استمرار وزيادة دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمجمل الجهود الجارية فى مصر نحو الانطلاق على مختلف الأطر السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والأمنية.
وفى سياق متصل، أكد الشريف حرص مجلس النواب المصرى على التواصل المستمر والحوار مع الباحثين والمفكرين ورجال الدين والشخصيات المؤثرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ بهدف شرح حقيقة التطورات التى تشهدها مصر على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، واستعراض أبرز إنجازاته التشريعية، مشيراً إلى أن ما أنجزته مصر من مشروعات تنموية وتشريعية فى عام 2018 يندرج تحت خانة المعجزات، فقد حقق الاقتصاد المصرى عدداً كبيراً من الإنجازات على المستوى الاقتصادى خلال الفترة التى أعقبت عملية الإصلاح الاقتصادى، والتى انطلقت مصر فى تنفيذها منتصف عام 2016، وكان من أبرز التطورات استمرار انحسار التضخم وتراجع معدلات البطالة، وارتفاع احتياطى النقد الأجنبى الأمر الذى يعزز قدرات البنك المركزى فى تلبية طلبات الاستيراد، ويؤمن بيئة مناسبة لجذب مزيد من الشركات الأجنبية للاستثمار فى مصر.
وأوضح "الشريف"، أن المؤشرات الاقتصادية الجيدة، والتحسن فى البنية التحتية وزيادة حجم الاستثمارات انعكست على معدلات النمو فى البلاد، وهو ما يؤكد نجاح الإجراءات والخطط التى تبنتها الحكومة المصرية وسعت اليها لتحقيق الاصلاح الشامل فى كافة القطاعات، ويتوقع البنك الدولى تراجع معدلات البطالة فى مصر بحلول العام المالى 2020 إلى 9.5%، وارتفاع معدلات النمو فى البلاد إلى 5.8% كنتيجة للإصلاحات التى تركز على إعادة هيكلة الدعم ووصوله إلى مستحقيه، إضافة إلى الإنجازات العظيمة فيما يخص البنية التشريعية الحاكمة للاستثمار حتى يتم الانطلاق من أرضية صلبة، فضلا عن التسارع الملحوظ فى خطى الإصلاح للإجراءات المنظمة لأنشطة الأعمال فى مصر التى تبعث على التفاؤل بالتزامنا برعاية ريادة الأعمال، وتمكين مؤسسات القطاع الخاص.
ولفت "الشريف"، إلى أن المسجد والكنيسة جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية نسعى من خلالهما لبناء مجتمع العدالة، كما أنهما جزء أصيل من ضمير الأمة المصرية، وشرياناً تبنى من خلاله جسور المحبة والحوار مع المجتمع والآخر.
وطالب "الشريف"، الكنائس ومنظمات المجتمع المدنى فى الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة المزيد من الضغوط والتأثير على مؤسسات صنع القرار الأمريكية ممثلة فى الكونجرس بمجلسيه والإدارة الأمريكية؛ لمساندة عمليات الإصلاح والتنمية الشاملة التى تقودها مصر، ونقل الصورة الحقيقية للدولة المصرية، دون شطط أو تعميم أو تهويل لملف التوتر الطائفى، لاسيما تمتلك مصر أساساً دستورياً راسخاً لحماية حقوق الإنسان وحرياته السياسية ومبادئ المواطنة وسيادة القانون، ومنع صدور أية إدانات أو تقارير تسيئ للحكومة المصرية وصورتها، أو تهدد حجم المساعدات التنموية والعسكرية المقدمة لمصر التى تلعب دوراً رئيساً فى عملية التنمية المستدامة بها، والحفاظ على أمنها واستقرارها، ودورها الرئيس والرائد فى المنطقة، لاسيما وأن الواقع يشير إلى وجود العديد من المبادرات الأكاديمية والكنسية ومن بعض منظمات المجتمع المدنى فى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، لمحاولة تغيير الصورة النمطية والسلبية عن الدول الإسلامية عامة، ومصر بخاصة، ونقل صورتها الحقيقية.
ونوه "الشريف"، إلى أهمية وضع ميثاق شرف إعلامى تلتزم به وسائل الإعلام فى كلا الجانبين بتحرى الدقة والصواب فى أى معلومات تبثها بشأن الدولة الأخرى ومواقفها وسياساتها، وتصحيح الكثير من أوجه الصورة النمطية السلبية عن الآخر؛ وصولا إلى الحقائق، دون غيرها؛ والتصدى لكافة محاولات تشويه صورة الآخر والتقليل من شأنه، مشيراً إلى أن الدولة المصرية بكافة مواردها ومقدراتها على تصحيح تلك الأفكار المغلوطة والمفاهيم الملتبسة على كافة الأصعدة، ونشر مبادئ المواطنة وسيادة القانون بين أبناء الوطن، والتصدى لكل من تسول له نفسه استغلال الدين فى إشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
وأشار "الشريف"، إلى أن وسائل الإعلام أصبحت تستخدم الصورة الذهنية للتعبير عن وجهة نظر معينة، سواءً تعلقت هذه الصور بالأشخاص، أو المؤسسات، أو الدول أو المجتمعات، عبر ترسيخ تصور أو إلغائه، أو تغييره من سلبى لإيجابى أو العكس، حيث أصبح الإعلام فى الآونة الأخيرة محركاً أساسياَ لمجريات الأحداث الدولية، وعاملاً لنشر الأفكار فى المجالات كافة، وقد وصلت الدول الكبرى فى العالم إلى ما هى عليه بفضل توظيفها لوسائل الإعلام كأسلوب لخدمة مصالحها، ونشر سياستها على المستويين الداخلى والخارجى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة