تحل اليوم ذكرى ميلاد الرئيس المصرى الأول لجمهورية مصر العربية محمد نجيب، الذى تؤكد الأوراق الرسمية أنه ولد يوم 19 فبراير 1901.
وفى مذكراته التى جاءت بعنوان "كنت رئيسا لمصر" والتى صدرت لأول مرة عام 1984 يقول محمد نجيب إنه فى الحقيقة لا يعرف تاريخ ميلاده.
ويتابع محمد نجيب "أنا لا أعرف بدقة تاريخ ميلادى، أو أعرف ثلاثة تواريخ لميلادى، ولا أعرف أيهم أصح.. ففى مفكرة أبى الخاصة، كتب التاريخ الأول وكان 28 يونيو 1899، وكتب أمامه نمرة واحد لأنه كان يطلق علينا أرقاما، فيكتب نمرة واحد ولد يوم كذا، ونمرة اثنين ولد يوم كذا، وهكذا تصورت أننى المقصود بنمرة واحد.. وتصورت أن هذا التاريخ يصبح تاريخ ميلادى.. لكننى اكتشفت فيما بعد، أن أبى كان متزوجا من أخرى، قبل أمى، وأنه أنجب منها أخى الأكبر عباس الذى توفى مبكرا، ولذلك أشك فى هذا التاريخ.
وأكمل "نجيب" أما التاريخ الثانى، فقرره القسم الطبى بالجيش، وكان 19 فبراير 1901، وأشك فيه أيضا، لأنه يخضع لتقديرات الآخرين، والتى يسمونها عملية التسنين.
والتاريخ الثالث وهو الذى أطمئن إليه أكثر، فمأخوذ من تاريخ ميلاد أحد أقاربى، حيث أكد لى كبار العائلة أنه أصغر منى بأربعين يوما، وبالحساب يصبح تاريخى الذى ولدت فيه هو 7 يوليو 1902.
وإذا كنت لا أعرف بالضبط تاريخ ملادى، فأنا أعرف جيدا أننى ولدت فى الخرطوم، وكذلك أمى، أما جدة أمى فمصرية الأصل من المحلة الكبرى.
وأنا أعرف أن جدى لأمى كان ضابطا كبيرا فى الجيش، برتبة أميرلاى، كان اسمه محمد عثمان بك، وكان قائد حامية بوابة المسلمية، احدى معاقل الخرطوم الجنوبية، ومنها يبدأ الطريق إلى وادى مدنى.
وكان رجلا تقيا، كريما، يعرفه العربان الذين يعيشون فى الصحراء، ويأتون إلى الخرطوم لبيع المواشى والأغنام، لأنهم كانوا ينزلون فى بيته الذى حوله إلى مضيفة لهم، فى وقت لم يكن فيه فنادق أو لوكندات، وفى هذه المضيفة كانوا يأكلون ويشربون وينامون ويستمتعون لآيات الذكر الحكيم.
وقد أنقذت هذه المضيفة جدى، عند قيام الثورة المهدية وسقوط مدينة الخرطوم فى يد أنصارها يوم 26 يناير 1885 من التنكيل به، وأنقذت أسرته من الذبح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة