جماهير الكرة أصبحت بالفعل تعانى من أزمات غير مسبوقة تجاه بعضها البعض، فالتشجيع بينها لم يعد قاصراً على استخدام مفردات بث الحماسة للاعبين أو الهتافات بأسمائهم، بل أصبح السباب وتبادل الاتهامات هو السمة الغالبة على بعض المشجعين المواظبين على حضور المباريات، أو خلف شاشات نافذة مواقع التواصل الاجتماعى، فلك أن تتخيل كم الألفاظ المسيئة بين جماهير الأهلى والزمالك بعد كل مباراة، يكون طرفها أحد الناديين الكبار، سواء فى الدورى أو حتى البطولات الخارجية مثل دورى أبطال أفريقيا والكونفيدرالية، رغم أنه من المفروض أنهما يلعبان باسم مصر، ويجب تشجيعهم لرفع علم بلدنا عاليًا، والأخطر هنا أيضًا أن هذه المعارك انتقلت لقيادات الأندية نفسها، مما يجعلنا نرى حالة من التشاحن غير المسبوقة بين اللاعبين والأجهزة الفنية خلال المباريات، وذلك على عكس ما كنا نراه فى الأزمنة السابقة، حيث كان الترابط بين الجميع والتنافس الشريف هو السمة السائدة. ليس معنى كلامى أنه لم يكن هناك تعصب كروى بين الجماهير فى زمن الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، لكن إن حدثت بعض المناوشات كانت لا تخرج عن الإطار المحترم ووصلات الهزار والتريقة التى لا تنتقص من الآخر، لأن كان هناك رجالاً يعلمون المعنى الحقيقى لمفهوم الأخلاق والتنافس الرياضى ويعشقون بلدهم دون أى اعتبارات أخرى مثل البيزنس الخاص وغيرها من الأمور الأخرى على هذا القبيل.
ما نراه على ملعب «السوشيال ميديا» اليوم بين جماهير الأهلى والزمالك يجعلنا نظل ندق ناقوس الخطر فى سلسلة مقالات حتى نضع أيدينا على الأسباب الرئيسية وراء تفشى هذه الظاهرة السلبية، التى تهدد مستقبل الكرة المصرية، وكيفية تطورها لمواكبة عصر السرعة مع أبناء البر الغربى، ولعل من أهم أسباب التعصب الكروى حالياً تعدد القنوات والبرامج الفضائية، لأن معظمها يلعب دوراً كبيرًا فى تقليب المشجعين ضد بعض وضد أندية وأشخاص بعينها حتى أصبح الجمهور هو الضحية.. للحديث بقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة