عقدت وزارة الشباب والرياضة (مكتب الشباب الأفريقى - الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى)، مائدة مستديرة لمناقشة موضوع "اللاجئين والعائدين والنازحين داخلياً: نحو حلول دائمة للنزوح القسرى فى أفريقيا"، فى إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى.
حضر اللقاء دينا خطاب رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى، السفير نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار فى البشر، نادر فتح العليم كبير السياسين بالاتحاد الأفريقى لدى جامعة الدول العربية، عباس شراقي رئيس قسم الموارد الموارد المائية بكلية الدراسات الافريقيه العليا وأحمد أمل مدير وحدة الدراسات الإفريقية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجة، مروة سالم باحث متخصص في العلاقات الدولية الافريقي، وأدار الطاولة حسن غزالي منسق عام مكتب الشباب الافريقي ونائب رئيس اتحاد الشباب الافريقي.
الرواق الأفريقى
استُهلت السفيرة نائلة جبر حديثها حول عرضٍ ثري للتجربة المصرية مؤسسياً، وتشريعياً، وعملياتياً، ثم أكدت بعد ذلك على أهمية وضرورة نقل وتعميم التجربة المصرية للدول الإفريقية الشقيقة نظراً لأن المجموعة القارية تحكمها مجموعة من الظروف المتشابهة والمتقاربة، مشيره بـ"أنه يمكن ذلك من خلال امكانيه عمل تدريبات في كيفية إعداد الاستراتيجية، وكيفية تحويلها بعد ذلك لخطة عمل، ثم عمل خرائط توضح المحافظات الاكثر تعرضاً لعمليات الهجرة والاتجار بالبشر لسهولة التعرف عليها، ومن ثم توعية شبابها بأهمية التحرك التنموى"، وذكرت أيضاً "أنه من المهم عمل تدريبات للقائمين على إنفاذ العدالة والخدمة الاجتماعية".
كما أكدت أنه بالفعل تم بدء العمل على ذلك فى اطار تعاون بين اللجنة المصرية والسفير المصرى بأديس أبابا من خلال بيان يضم الدول الأفريقية التى لديها لجان وطنية مشابهة للجنة المصرية، ومن خلال ذلك سيتم حصر البلدان التى تفتقر لتلك اللجان ومن ثم البدأ معها.
رواق افريقيا
وبدوره أشار عباس شراقى لتأثير العوامل الطبيعية على النزوح القسرى، مؤكداً "أن الانسان هو ثروة البلد أذا حسن استغلاله وهذا لايكون إلا من خلال توفير تعليم جيد له ومن ثم ايجاد فرص عمل تتناسب وقدراته وتحقق له الأمن والرضا والاستقرار، وقتها سيصبح ثروة لاتقدر بمال لدولته، بينما تجاهله سيصنع منه إما عاله أو مصدر للارهاب"، مشيراً بعد ذلك إلى "أن حل مشكلة الهجرة يكون من خلال حلها من جذورها والتى هى اسبابها في واقع الأمر".
وأضاف أحمد أمل محور الأبعاد الأمنية والسياسية إزاء ظاهرة النزوح واللجوء، معقباً في ختام حديثه "بأن هناك علاقة دائرية بين الاوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة و عمليات اللجؤ والنزوح والهجرة" ، مشيراً بـ"أن أى دولة تُضرب بمعدلات عالية لظاهرة النزوح والهجرة نجد أن اوضاعها السياسية بالتبعية متأثرة والعكس صحيح".
كما أكد "أن هناك مفارقات بين الحلول المقترحة لمعالجة الازمة، وأنه ظهر توجه لتوطين العائدين لأقرب مكان ممكن لهم لاعتبارات ثقافية وبيئية واقتصادية و بشكل اكثر استدامة من خلال إعادة فتح المدارس والمستشفيات مع القليل من التجارب الناجحه من الممكن أن يعمل على إحتواء اضرار اللجؤ والنزوح على مستوى القارة".
وتناولت مروة سالم محور سياسات الاتحاد الاوروبي إزاء الهجرة غير الشرعية من افريقيا، وأوضحت "أن الهجرة الغير شرعية من أفريقيا هي نتيجة وليست سبب، ونتاج ليس فقط لأداء الدولة الإفريقية بعد الاستقلال ولكن هناك مسؤلية تاريخية لدى الاتحاد الاوربي عليه أن يحملها الأن، وعليه أن يشارك بحلول بعيدة المدى تتسم بالاستمرارية".
مناقشة مشروع اللاجئون
وأشارت إلى "أن مسألة الهجرة باتت تهدد عروش واستقرار أوروبا من داخل الدول العظمى وليس فقط على المستوى القاري، كما أنها ألقت الضوء على كلاً من "منصات الإنزال الإقليمية" و"خطة مارشال الجديدة"، واختتمت حديثها على ذلك بأنها "لاتتصور أن التطبيق على قارة كأفريقيا بكل مافيها من تحديات ورغم مابها من ثروات وفي ضوء التكأكؤ الغربي عليها، بالشكل السهل، وأن ثمار تلك المشاريع تحتاج لعقود وعقود حتى تؤتي ثمارها".
وحضر المائدة مايزيد عن 40 شابا وفتاة أفارقة مصريين وغير مصريين من المعنين بالعلاقات الدولية ومجتمعات اللاجئين فى مصر.
يأتى الرواق تنفيذا لقرار قمة الاتحاد الأفريقى رقم (XXXII) 1006 EX.CLD-EC للمجلس التنفيذي و التوصية رقم STC/YCS-3/EXP/Report(III) فى اجتماعات اللجنة الفنية المتخصصة للشباب ، الرياضة والثقافة وذلك بعد أيام معدودة من مراسم تسلم الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي لمناقشة الطموحات والآمال المنتظرة ومدى تأثيرها على الشباب الإفريقي بشكل خاص. وبناءً على اهتمام رئاسة الجمهورية الواضح بشريحة الشباب؛ وفقًا لما تضمنته توصيات منتدى شباب العالم في نسخته الثانية من إطلاق برامج لبناء قدرات شباب القارة، نعتبر الرواق إحدى آليات تنفيذ تلك التوصيات، كما يعد قناة حوارية تهدف إلى بناء كوادر شبابية معنية بالشأن الإفريقي، من خلال الاحتكاك المباشر مع خبراء وموضوعات متخصصة، إلى جانب كونه محطة لإيصال أصوات الخبراء إلى صناع القرار من خلال الأوراق التنفيذية الصادرة عنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة