انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى ورقة مدون عليها قرار رسمى من إحدى الشركات الخاصة بتعيين إحدى الموظفات كمدير عام «المرح»، تكون مهمتها بث روح الفكاهة فى الشركة، وتلطيف الجو العام، وتنسيق حجوزات المطاعم والرحلات الخاصة بالموظفين، وكان أول قراراتها الاحتفال مع الموظفين بعيد الحب، وطبعا هذا القرار قوبل بوابل سخرية من رواد «التواصل الاجتماعى»، وفقًا لما رصده الزميل خالد إبراهيم فى تقرير نشره على موقع «اليوم السابع»، فهذا ليس غريباً على عصر «السوشيال ميديا» الذى يشهد تفشى ظاهرة «التريقة» من الآخرين، فنحن اليوم حياتنا مليئة بالمشاغل وتحديدًا فى العمل، خصوصًا أننا نتعامل كل يوم مع أناس نعرفهم وأناس جدد علينا، كل منهم له صفاته الخاصة ويظهر لك زملاء شكاؤون بسلبيتهم وكواليس داخل العمل نفسه قد تدفع البعض إلى الجنون، على أفضل تقدير يستطيع هؤلاء الأشخاص أن يجعلوا الحياة مليئة بالضغوط وخالية من البهجة، وعلى أسوأ تقدير فإنهم يستطيعون الحيلولة دون أن تقوم بتحقيق أهدافك المهمة.
العديد من الدراسات فى علم الاجتماع تقول، إن سيكولوجية العمل تستدعى كيفية التعرف على الشخصية التى تتعامل بشكل مباشر، سواء فى العمل أو خارجه، ويكون الهدف الأساسى من التعامل هو معرفة ما إذا كانت شخصية إيجابية أم سلبية.. هنا أرى أن فكرة اتجاه هذه الشركة لتعيين مدير عام للمرح أمر ليس سيئًا بالعكس تمامًا، فمثل هذه الأفكار الجديدة بدورها تخلق جوا جيدا يساعد على الإبداع وأعتقد أنها مهم جدًا، حيث إنه من الضرورى لأى جهة عمل خاصة أو عامة أن تعمل منظومة تدريبية ليتعلم فيها العاملون كيفية التكيف مع الزملاء، ونشر ظاهرة الحب بين الجميع، فلابد أن توجد علاقة بين العمال القدامى والمتدربين الجدد فى العمل تسمح بوجود تعاون بينهم، خصوصا أن هذه مشكلة نعانى منها فى مجتمعنا وهى أن العامل القديم رافض للجديد، ودائماً توجد مسافات واسعة بينهم فى التعامل، وبالتالى يجب على الشخص أن يحرص على التعارف الجيد مع زملاء العمل، ويحاول اكتشاف الطبيعة الشخصية لكل زميل، ويحرص على التعاون معهم، حتى يستطيع أن يخلق جوا من الألفة والحب والتعاون، مما يعود فى النهاية لمصلحة الجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة