تريد مصر العودة جنوبا فى أفريقيا لاستعادة مكانتها الطبيعية، وتسعى تركيا للتوغل فيها بالأموال واستدعاء تراث آخر السلاطين العثمانيين فى القارة السمراء.. رحلتان فى اتجاه واحد وبنوايا مختلفة، الأهداف المصرية مفهومة ومشروعة من واقع الانتماء للقارة بفعل التاريخ والجغرافيا، وفى إطار ترميم العلاقات بعد عقود من الجفاء والإهمال السياسى، لكن الوجود التركى بصوره وخطابه وعلاقاته المريبة لا يتعدى كونه محاولة لحصار الوجود المصرى فى بيئته الطبيعية ومصالحه التاريخية، مبدأ المنفعة التجارية هنا لا يبرر سعى الأتراك لاستقطاب الأفارقة بهدف تعطيل تقاربهم مع القاهرة، التحرك التركى فى هذه الحالة ليس اقتصاديًا يمكن قبوله، هو أقرب لكيد النساء، حيث لا مكان للادعاء بنزاهة الخلاف وشرف المنافسة، أعرف أن الأتراك موجوعون من موضع آخر سبقتهم مصر إليه، لكن أفريقيا تبدو بعيدة عن شوارب السلطان وحريمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة