"فتش دائما عن المستفيد" هذه المقولة المأثورة ربما تلخص سياسة شيطانية تتبعها دولة الاحتلال الإسرائيلى ، ومخططات صهيونية نُسجت منذ بداية القرن الماضى بهدف الاستيلاء على أرض دولة فلسطين، فالصراعات والنزاعات الدموية التى شغلت العالم منذ بداية الحرب العالمية الأولى والثانية وحتى ظهور تنظيم "داعش" الإرهابى، استغلتها تل أبيب لتهجير اليهود من دول العالم وخاصة القارة الأوروبية إلى أرض فلسطين تحت شعارات رنانة زائفة وهى "أرض الميعاد" و"شعب الله المختار" .
والمتتابع لوضع اليهود فى أرض فلسطين قبل وبعد الأزمات الدولية ، يجد أنهم أكبر المستفيدين منها ، فقبل الحرب العالمية الأولى أى فى عام 1913 كان عدد اليهود لا يتجوز 30 ألف يهودى ، وبعد الحرب وبالتحديد عشية إعلان وعد بلفور الصادر فى عام 1917 بلغ عدد اليهود فى فلسطين 48 ألف يهودى، أى 9% من سكان فلسطين ، حيث تم تهجير ما لايقل عن 18 ألف يهود فى 4 سنوات بسبب الدور المشبوه الذى لعبته الوكالة اليهودية لتهجير اليهود بإدعاء أن أرض فلسطين هى الملاذ الأمن ليهود أوروبا.
مهاجرون إلى اسرائيل
كما لعب الحاخامات دور مشوه أخر فى اللعب على الوتر الدينى بأن فلسطين هى أرض الميعاد التى سيحملون منها إلى السماء على حد زعمهم ، كما أن يهود الله هم "شعب الله المختار" كما ورد فى التلمود ولا يجوز التعامل مع الأجانب بل يجب أن يعيشون فى أرض بعيدة عن الصراعات الأوربية والأجدى الهجرة إلى فلسطين .
وفى عام 1939 الذى شهد انلاع الحرب العالمية الثانية التى راح ضحيتها 50 مليون شخص ، كان عدد اليهود فى فلسطين 180 ألف يهودى وكان يمثلون 16 % من سكان ارض فلسطين ذات الاغلبية العربية ، فى حين عام 1944 أى قبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها أصبح تعداد اليهود فى فلسطين 528 ألف وأصبحوا يمثلون 30% من سكان فلسطين.
ووفق بيان الهجرة لعام 2018 والذى نشرته الوكالة اليهودية منذ عدة أيام فإن أكثر من 29.600 مهاجر جديد وصلوا إلى إسرائيل العام المنصرم من شتى أنحاء العالم مقارنة بأكثر من 28,220 مهاجرا وصلوا إليها عام 2017 بزيادة نسبتها حوالى 5%، حيث استفادة إسرائيل من الهجمات الإرهابية لداعش فى أوروبا فى تهجير اليهود إلى فلسطين التاريخية، حيث أن أكبر عدد من المهاجرين فى 2018 جاء من روسيا، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 10.500 شخص بارتفاع نسبته 45% عن عام 2017 .
أما المهاجرون القادمون من أوكرانيا فقد بلغ عددهم أكثر من 6500 مهاجر بارتفاع نسبته 9% مقارنة بعام 2017 . أما المهاجرون اليهود من فرنسا فقد وصل عددهم العام الماضى إلى حوالى 2600 مهاجر بانخفاض نسبته 25% ومن البرازيل وصل أكثر من 660 مهاجرا بانخفاض نسبته 4% ومن بريطانيا وصل حوالى 500 مهاجر أيضا بانخفاض نسبته 4% ، ومن الأرجنتين وصل أكثر من 330 مهاجرا بارتفاع حوالى 17% ومن جنوب إفريقيا وصل العام الماضى 320 مهاجرا بانخفاض نسبته حوالى 2% .
يذكر أن الطائفة اليهودية فى فرنسا هى الأكبر فى أوروبا ويقدر عدد أفرادها بحوالى نصف مليون يهودى، لذا تسعى إسرائيل جاهدة لتهجيرهم إليها ، وفى عام 2016 هاجر لإسرائيل 1923 يهوديا فرنسيا بالمقارنة بـ 3780 هاجروا إليها فى الفترة من يناير حتى يوليو 2015 والسبب الرئيسى لقلة عددهم فى تلك الفترة يرجع، كما قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية آنذاك، إلى موجة الإرهاب، فحوالى 200 يهودى فرنسى هبطوا فى مطار بن جوريون يوم 18 يوليو 2016 جاءوا على متن رحلة طيران خاصة نظمتها الوكالة اليهودية بالتعاون مع وزارة الهجرة والاستيعاب.
وتقول صحيفة معاريف إن المعطيات الرسمية التى وصلت إليها تقول إنه فى عام 2016 قل عدد المهاجرين عن العام الذى سبقه بنسبة 49%، وترجع الصحيفة سبب ذلك إلى خوف اليهود من مغادرة فرنسا إلى دولة أخرى تعيش فى قلاقل.
يتوقع مساعدو وزيرة الهجرة الإسرئيلية من جانبهم زيادة معدل هجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل خلال الفترة المقبلة وهم على قناعة ــ أى الوكالة اليهودية ــ إنه لا يوجد يهودى فرنسى لا يفكر فى الهجرة إلى إسرائيل. وهناك مزايا تقدمها وزارة الهجرة لتشجيع اليهود على الهجرة منها مساعدة كل أسرة بـ 800 شيكل شهريا فى إيجار السكن واستيعاب اطفال المهاجرين مجانا فى دور الحضانة.
والأمر لا يقتصر على يهود فرنسا فقط، فالحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع الوكالة اليهودية تسعى لتهجير يهود العالم خاصة الغربى إلى الدولة العبرية وتسلك فى سبيل ذلك طرقا عديدة آخرها تنظيم برنامج خاص باسم «رحلة» للإقامة لفترة معينة فى الدولة العبرية لتشجيع يهود أوروبا خاصة الشباب على ترك دولهم والهجرة إلى إسرائيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة